الفريج في طهران ويبحث خطوات التعاون الإستراتيجي في مواجهة «التهديدات الإقليمية»…وزيرا الدفاع في سورية وإيران: محور المقاومة لن يسمح للأعداء بالنيل من سورية
الوطن – وكالات
في زيارة رسمية لم يعلن عنها مسبقاً وتحمل أكثر من دلالة ووسط توقيت حساس، وصل نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج أمس إلى العاصمة الإيرانية طهران وبحث مع القيادات العسكرية الإيرانية خطوات التعاون الإستراتيجية بين جيشي البلدين من أجل مواجهة «التهديدات الإقليمية».
ورافق العماد الفريج في الزيارة التي تستمر يومين وفد عسكري. وكان في استقباله لدى وصوله إلى طهران نظيره الإيراني العميد حسين دهقان حيث جرت مراسم استقبال رسمية.
وعقدت في مبنى وزارة الدفاع الإيرانية بعد ظهر أمس بحسب وكالة «سانا» جلسة مباحثات رسمية بين العماد الفريج ونظيره الإيراني، حيث أكد الوزيران العزم الراسخ لديهما على تعزيز التعاون الإستراتيجي بين الجيش والقوات المسلحة في البلدين في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة وتهدد وجودها وهويتها الحضارية والإنسانية.
وشدد الوزيران على أن سورية وإيران ومحور المقاومة لن يسمحوا للأعداء بتحقيق أهدافهم في المنطقة والنيل من سورية وصمودها، مؤكدين أن صمود سورية قيادة وحكومة وجيشا وشعبا في مواجهة المؤامرة الكونية التي استهدفتها لأكثر من أربع سنوات أفشل المخططات الصهيوأميركية الرامية إلى تفتيت المنطقة ونهب ثرواتها خدمة للكيان الصهيوني وأدواته.
ولفت الوزيران إلى أن التعاون الإستراتيجي بين البلدين أثبت ولعقود مضت أنه يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة وأن قيادتي البلدين عازمتان على مواصلته في مختلف المجالات بما يحقق آمال ومصالح الشعبين والبلدين الصديقين وبما يخدم المنطقة واستقرارها مشيرين إلى أنه لن يسمح لأي طرف كان بالمساس بمحور المقاومة الذي يدافع عن عزة وحقوق شعوب المنطقة.
وأكد وزير الدفاع ونظيره الإيراني أن سورية التي تقف في الخندق الأول في مواجهة العدو الصهيوني تحارب نيابة عن العالم أجمع الإرهاب المدعوم إقليمياً ودولياً وأن ما تتعرض له هو لثنيها عن مواقفها الداعمة لمحور المقاومة وأنها بقيت صامدة بحكمة قيادتها وتضحيات جيشها وشعبها.
وندد الجانبان بما تقوم به التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية والمنطقة من قتل وتدمير ممنهج للمؤسسات والبنى التحتية وبالدعم اللامحدود الذي تتلقاه من مال وعتاد من بعض الدول الإقليمية والدولية رغم قرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن وأكدا أن تداعيات دعم الإرهاب ونتائجه سترتد على الداعمين والممولين له ولابد من تعاون جماعي للتصدي لهذه التنظيمات الإرهابية وأفكارها التكفيرية التي تشكل خطراً على البشرية جمعاء.
واستعرض العماد الفريج آخر التطورات الميدانية على الساحة السورية والإنجازات التي يحققها أبطال الجيش العربي السوري في دحر الإرهاب على امتداد الأراضي السورية. وأكد عزم سورية قيادة وحكومة وشعباً على مواصلة محاربة الإرهاب حتى تطهير كل الأراضي السورية من هذه الآفة الخطيرة التي تعصف بالمنطقة والعالم مهما كانت التضحيات ومهما زادت أطراف العدوان على سورية من مستوى دعمها المادي واللوجيستي للتنظيمات الإرهابية التكفيرية التي لا مكان لها في سورية.
وأشار إلى ما تقوم به الحكومة السورية في دعم صمود الشعب السوري الذي يعاني من الإرهاب ومن الحظر الاقتصادي الجائر الذي يستهدف وجوده ولقمة عيشه، لافتا إلى ما تقوم به إسرائيل وبعض الدول الإقليمية والدولية من دور خطير في استهداف سورية ومؤسساتها وبنيتها التحتية وقال إن هناك حاجة ملحة لمحاربة الإرهاب وذلك بالتعاون المشترك.
وشكر وزير الدفاع إيران لدعمها ووقوفها إلى جانب سورية في محاربتها للإرهاب وقال إن الدعم من الأصدقاء يعزز صمود الشعب السوري ويمنع أعداء المنطقة من تحقيق أهدافهم المشؤومة.
من جانبه أكد وزير الدفاع الإيراني أن بلاده قيادة وحكومة وشعبا مستمرة في دعمها اللامحدود لسورية وعلاقاتها الإستراتيجية معها ولن تسمح لأحد بالمساس بأمن واستقرار ووحدة الأراضي السورية، مشدداً على دعم بلاده لجهود الحكومة السورية في محاربة الإرهاب وإجراء الحوار الوطني السوري السوري بعيداً عن كل التدخلات الأجنبية.
وتأتي الزيارة في ظل تصاعد التلميحات السعودية بشن عدوان على سورية، على شاكلة عدوان «عاصفة الحزم» الذي استهدفت به وحلفاؤها، اليمن. ومؤخراً، عمد العدو الصهيوني إلى توتير الأوضاع في الجولان، معلناً عن استهدافه، أربعة «متشددين» بغارة جوية بذريعة أنهم كانوا يزرعون عبوة ناسفة عند السياج الفاصل في القسم المحتل من الجولان العربي السوري.
وقبل يومين غرد الداعية السعودي الإخواني سلمان العودة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قائلاً: «انتظروا عملاً نوعياً بإذن اللـه يتعلق بسورية خلال الأيام القليلة القادمة..!» دون أن يقدم المزيد من التفاصيل، ما فتح الباب أمام التكهنات حول معنى التغريدة وتوقيتها، خاصة في ظل إعادة تغريدها لآلاف المرات. وعاد العودة بعد ذلك ليقول في تغريدة أخرى: «انتظروا عملاً إعلامياً إنسانياً يتعلق بسورية خلال الأيام القليلة القادمة إن شاء الله!».
وقبل أكثر من أسبوع، رد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على تهديدات تجاه سورية صدرت عن نظيره السعودي عبد اللـه بن يحيى المعلمي. وقال الجعفري خلال جلسة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة: «إذا كان لدى السفير السعودي فعلاً صلاحية أن يهدد بلادي بما قال، فإنني أضعه أمام الامتحان أمامكم جميعاً فلترنا السعودية ماذا تستطيع أن تفعل ضد بلادي وعندها سنقطع اليد التي ستمتد إلى سورية وسنعاقب السعودية بما تستحق».