«بيض» السويداء إلى جيوب التجار
| السويداء- عبير صيموعة
سجلت أسعار بيض المائدة ارتفاعا جديداً خلال الأيام القليلة الماضية حيث تراوح سعر الطبق الواحد بين 1400 و1500 ل. س في المحال والبقاليات ما أدى إلى إحجام العديد من العائلات عن شرائه وإقصائه عن الوجبات اليومية والاكتفاء بشراء بيضة أو بيضتين حيث تجاوز ثمن البيضة الواحدة 47 ل. س، ويعزو مدير منشأة الدواجن في السويداء الدكتور طلعت النمر هذا الارتفاع إلى عدم استقرار سعر الصرف وعدم وجود ضوابط أدى إلى تحكم التجار بأسواق الأعلاف ورفضهم توريد كميات كبيرة منها إلى المنشأة مشيراً إلى أن هؤلاء التجار لا يقومون بتزويد المنشأة بالمادة إلا نقداً وهذا صعب بسبب عدم توافر السيولة اللازمة حالياً لأن المنشأة لا تستطيع شراء الأعلاف إلا بعد بيع منتجها من البيض (لأنها منشأة مستقلة إدارياً ومالياً ولا تحصل على تمويل مركزي) علماً أن التكلفة أعلى من سعر المبيع حيث يقوم الفرع ببيع طبق البيض الواحد بسعر 1200 ل. س في حين تكلفته تتجاوز هذا الرقم الأمر الذي أدى إلى عدم القدرة على تغطية العجز موضحاً أن متوسط سعر طن الأعلاف كان منذ بداية العام وحتى شهر نيسان 133 ألف ل. س حيث كانت تكلفة البيضة الواحدة 29 ل. س في حين كان سعر مبيعها 26 أي بخسارة 3 ليرات، ثم وصل متوسط سعر طن العلف منذ بداية أيار حتى منتصفه 180 ألف ل. س لتصبح تكلفة إنتاج البيضة الواحدة 34 ل. س في حين تباع بـ26 ونصف ل. س أي بخسارة 7 ليرات ونصف الليرة ومن منتصف أيار وحتى هذا التاريخ وخلال أقل من 15 يوماً سجل متوسط سعر طن العلف 201 ألف ل. س فأصبح متوسط تكلفة البيضة 42 ل. س في حين متوسط سعر المبيع 33 ليرة ونصف ل. س أي بعجز 8 ليرات ونصف الليرة للبيضة الواحدة.
وأكد النمر أنه وعلى صعيد تأمين العلف للطيور ففي المنشأة قطيعان أحدهما منتج والآخر غير منتج (رعاية) الأمر الذي يتطلب من المنشأة تأمين 15.5 طناً من العلف يوميا بقيمة 3 ملايين و116 ألف ل. س في حين مبيعات البيض المنتج يومياً لا تتجاوز مليوناً و940 ألف ل. س أي إن العجز اليومي الذي تسجله المنشأة مليون و176 ألف ل. س.
لافتاً إلى ضرورة تأمين مادة الأعلاف للدواجن من المؤسسة العامة للأعلاف وكسر احتكار التجار لمادة العلف وخاصة أن المنشأة لا يهمها الربح وتسعى إلى تأمين المادة للمواطنين ولو بخسارة مؤكداً أنه لا يمكن لمنشأة من منشآت القطاع العام أن تخرج من السوق وتترك القطاع الخاص يتحكم بالأسعار، كما ناشد النمر المجتمع الأهلي بضرورة دعم المنشأة ومساندة عملها بشراء البيض من منافذ بيع المنشأة إضافة إلى مؤسسات التدخل الايجابي (المؤسسة الاستهلاكية والخزن والتسويق) والتي تقوم المنشأة بتزويدها جميعها بالبيض وبأسعار الجملة.