الجيش العراقي يستعد لانتزاع الفلوجة من داعش … اقتحام المنطقة الخضراء يهدد بتصاعد العنف في العراق
يهدد اقتحام متظاهرين المنطقة الخضراء في وسط بغداد، للمرة الثانية للمطالبة بإصلاحات سياسية، بتصاعد وتيرة العنف مع قوات الأمن فضلاً عن تزايد حدة الانقسامات السياسية في العراق، في وقت يستعد الجيش العراقي لانتزاع الفلوجة وتحريرها من تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
والإجراءات التي اتخذتها قوات الأمن بحق المتظاهرين كانت أكثر حزماً من تلك التي واجهها المتظاهرون أثناء اقتحامهم المنطقة الخضراء قبل ثلاثة أسابيع، ودفعتهم إلى رشق عناصر الأمن بالحجارة.
واتهم بعض المتظاهرين الغاضبين السياسيين العراقيين بالتصرف مثل تنظيم داعش الذي يرتكب اعتداءات على المدنيين في بغداد.
وقد اتخذت قوات الأمن جانب الحياد المرة السابقة عندما اقتحم متظاهرون المنطقة الخضراء وسيطروا لعدة ساعات على مبنى مجلس النواب.
وبرأي مراقبين يبدو أن فترة التسامح مع هذه الأعمال قد انتهت، وخصوصاً بعد مقتل بعض المتظاهرين وإصابة آخرين الجمعة وهو أمر قد يقود إلى مزيد من العنف بين الجانبين.
وقالت كمبرلي كاغان رئيسة معهد دراسات الحرب: إن «اقتحام مباني الحكومة في بغداد كان خاضعاً للسيطرة وموجهاً، لكن الشغب قد يتحول إلى أعمال عنف ونهب غير قابلة للسيطرة».
كما حذرت الأمم المتحدة من تصاعد محتمل في أعمال العنف.
وقال ممثل الأمم المتحدة في العراق جان كوبس: «ما جرى الجمعة يكشف بأن الأحداث قد تأخذ منحى آخر وتصعيداً قد يتسبب بسقوط ضحايا».
وهناك كذلك مخاطر مواجهات بين الميليشيات المسلحة التي اكتسبت خبرات قتالية فاعلة خلال محاربتها تنظيم داعش، ما يهدد باشتباكات مع الصدريين.
وتشير كاغان إلى «خطر كبير لأعمال عنف محتملة بين الصدريين والميليشيات المناهضة لهم، كجزء من عملية التنافس السياسي».
وتابعت: «لقد قاتلوا جنباً إلى جنب في السابق، لكنهم على خلاف الآن».
وتعهد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر استمرار التظاهر السلمي، وهدد كذلك بالتصعيد إذا حاول أحدهم منع ذلك.
وأبدى لهجة تصالحية في خطابه بعد عملية الاقتحام، لكنه شدد على أن الهجوم على مؤسسات الدولة أمر «لا يمكن قبوله».
وتبنى أنصار التيار الصدري موجة الاحتجاجات التي اندلعت الصيف الماضي وتدعو إلى تحسين الخدمات العامة وخصوصاً الكهرباء.
وحظي المتظاهرون آنذاك بدعم المرجع الديني الكبير علي السيستاني ما دفع العبادي إلى إعلان خطته الإصلاحية.
لكن بعد مرور عام، لم تتحقق سوى بعض الأمور المحدودة من التغيير.
من جهة أخرى أعلنت خلية الإعلام الحربي العراقي، أمس أن المدنيين بدؤوا بمغادرة مدينة الفلوجة باتجاه القوات الأمنية التي تستعد لشن عملية واسعة لاستعادة أحد أبرز معاقل تنظيم داعش.
وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي أن أعداداً من عوائل مدينة الفلوجة نزحت باتجاه القطعات الأمنية.
وكانت خلية الإعلام الحربي قد قالت: إن الأسر التي لا يمكنها الرحيل يجب أن ترفع أعلاماً بيضاء لتحديد مواقعها، علماً بأن القوات العراقية والحشد الشعبي يحاصرون المدينة تأهباً لاستعادتها.
وأفادت مصادر عسكرية بأن القوات الجوية العراقية نفذت غارات بطائرات F16 في قضاء الفلوجة أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر داعش وتدمير مواقع تابعة للتنظيم.
وقال بيان أصدره الإعلام الحربي: «وفقاً لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، نفذت القوة الجوية العراقية بطائرات F16 ضربات جوية في قضاء الفلوجة أسفرت عن تدمير معمل تفخيخ وتصنيع العبوات الناسفة لعصابات داعش وقتل العشرات من الإرهابيين وحرق عجلتين».
وأضاف البيان: إن القصف أدى إلى تدمير جزء من معمل لتدريع العجلات وتدمير مقر ما يسمى «الاقتصادية» وقتل من كان بداخلها.
وأشار البيان إلى أن الضربات الجوية دمرت ما يسمى المحكمة الشرعية للتنظيم.
هذا وأعلنت قيادة الشرطة الاتحادية العراقية، أمس عن وصول 20 ألفاً من جنودها إلى مشارف الفلوجة «استعداداً لاقتحامها»، وتحريرها من قبضة داعش.
وقال قائد الشرطة العراقية الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان: إن «20 ألف جندي من القوات الاتحادية تساندهم آليات مدرعة وكتائب مدفعية وصلوا الأحد إلى مشارف الفلوجة استعداداً لاقتحامها».
وكالات