سورية

مشيخة قطر طالبت بتنفيذ مقررات اتفاق «جنيف 1»… «بان» يدعو إلى استئناف محادثات جنيف لإنهاء «كابوس» الحرب وطهران ترى أن لا حل عسكرياً في سورية

| الوطن- وكالات

دعا الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» القوى الدولية والإقليمية إلى تشجيع الأطراف السورية على استئناف محادثات جنيف لإنهاء «الكابوس» الذي تمثله الحرب في سورية.
وحسب مواقع إلكترونية معارضة قال بان في منتدى في الدوحة الذي عقد السبت: «يواصل مبعوث الأمم المتحدة (ستيفان دي ميستورا) العمل مع الأطراف من أجل مباحثات مثمرة. نحتاج إلى وقف كامل وفوري للمعارك. كما نحتاج جميعاً إلى بدء مباحثات حول الانتقال (السياسي في سورية)».
وأضاف: «أعتقد أنه من دون هذا الأفق السياسي (الانتقال) التصعيد يصبح مرجحاً جداً. ومجدداً أدعو جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين إلى استخدام نفوذهم على الأطراف (السورية) وإقناعهم بالتفاوض». وتساءل «هل هناك أمر أشد إلحاحاً من حل هذا الكابوس؟».
وكان اجتماع «المجموعة الدولية لدعم سورية» الذي عقد الثلاثاء الماضي في فيينا بارك التفاهمات الأميركية- الروسية في ملفات المساعدات الإنسانية والهدنة والانتقال السياسي، لكنه أخفق في التوصل إلى موعد استئناف محادثات جنيف ومباركة مواعيد وضعها دي ميستورا قبل نهاية الشهر الجاري. واكتفى المشاركون بالموافقة على البيان الختامي تلبية لطلب دي ميستورا بـ«الإبقاء على الدينامية السياسية».
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية الأربعاء عن تفاؤله في إمكانية استئناف المحادثات السورية في جنيف، إلا أنه شدد على ضرورة عقدها «في أقرب وقت» لتجنب فقدان الزخم.
وأصر دي ميستورا على أن «هناك أملا» بمعزل عن التقدم البطيء. وقال أمام الصحفيين في العاصمة النمساوية: «أشعر براحة كافية لأوضح للشعب السوري والمجتمع الدولي أنه يمكننا إعادة إطلاق المحادثات (…) لأنه من الواضح أن ليس هناك حل عسكري».
وأوضح أن على المفاوضين أن «يأخذوا بعين الاعتبار» أن شهر رمضان سيبدأ بحلول السادس من حزيران.
وفي أعقاب محادثات الثلاثاء، حذر دي ميستورا من أنه لا يمكنه الدعوة إلى استئناف المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف في حال استمر القتال.
وفي منتدى الدوحة، دعا وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التنظيمات المسلحة لـ«الوحدة» بعيداً عن «المصالح الضيقة»، مدعياً أن الكارثة الإنسانية في سورية «لن تنتهي إلا بإلزام نظام (الرئيس) بشار الأسد، بتنفيذ مقررات اتفاق جنيف1 التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة».
وقال: إن «الشعب السوري يستحق قيادة موحدة لفصائله بعيداً عن المصالح الضيقة، التي لا تجدي نفعاً (..) الانقسامات لن تمكن الفصائل من تحقيق نظام سياسي ديمقراطي أو غير ديمقراطي».
ومنذ بدء الأحداث في سورية واندلاع الحرب فيها تدعم مشيخة قطر التنظيمات الإرهابية والمسلحة فيها وخصوصاً منها تنظيمي داعش وجبهة النصرة المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وذكر، أن «تقاعس المجتمع الدولي عن وضع حد للجرائم المرتكبة بحق الإنسانية، هو العامل الرئيس في تأزم الأوضاع في سورية».
وأشار إلى أن «الحل النهائي للأزمة السورية، أصبح مرهوناً بإرادة واضحة للقوى الدولية الفاعلة، لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لتكون هناك جدوى من المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام».
هذا وفيما جددت طهران موقفها بأن الحوار هو السبيل لحل الأزمة في سورية وأنه لا حل عسكرياً لها، أعلن قائد القوة البرية للجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان، أن مهمات هذه القوة لن تقتصر على داخل حدود البلاد، مشيداً بأداء قوات المغاوير الاستشاري إلى جانب قوات فيلق «القدس» في سورية.
وحسب وكالة «سانا» للأنباء، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي في كلمة ألقاها أمس خلال ندوة بعنوان «التحديات والفرص القائمة» أمام اجتماع القمة لمجموعة السبعة المنعقد في مركز الدراسات الدولية للسياسة اليابانية العامة في طوكيو: «إنه لا مكان للحوار والتعامل بمنطق الإرهابيين ولكن ينبغي الوصول مع سائر الأطراف الأخرى إلى حل للأزمة في سورية على أساس المحادثات».
وشدد عراقجي على أن سياسة بلاده هي تنمية السلام والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب، وقال: «إن نمو الإرهاب الذي يشكل تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، رمزه الأساس في المنطقة قد تحول من العنف المتطرف إلى همجية ووحشية، ورغم أن هذا الإرهاب موجود الآن في سورية والعراق، إلا أنه يشكل التهديد الأكبر للمنطقة».
من جانبه أكد قائد القوة البرية للجيش الإيراني في تصريح أدلى به للصحفيين أمس، على هامش المرحلة الأولى من مناورات «بيت المقدس 28» للقوة البرية للجيش الإيراني، الجارية في صحراء كاشان وسط البلاد، بحسب وكالة «فارس» للأنباء، الاستعداد الكامل للقوات المسلحة خاصة البرية لمواجهة أي تهديد محتمل، وقال: «إن القوة البرية للجيش لا تنحصر مهماتها على داخل الحدود، ولقد شهدنا خلال الأسابيع الأخيرة كيف أدت قوات المغاوير للجيش المهمات الاستشارية بصورة جيدة إلى جانب قوات فيلق القدس في سورية». وأشار بوردستان إلى أن العدو يهدف للإضرار بإيران، وقال: «إن خياراتهم العسكرية موجودة على الطاولة منذ أعوام طويلة، وإذا كانت أميركا لا تملك الجرأة على الهجوم على إيران، فذلك يعود لجهوزية قواتنا المسلحة وتعبويينا وجنودنا والأصابع الجاهزة للضغط على الزناد».
ولفت بوردستان إلى أن الولايات المتحدة الأميركية كانت تحضر للهجوم على إيران في العام 2001، إلا أن جهوزية القوات المسلحة منعتهم عن ذلك، وأضاف قائلاً: «إنه بعد ذلك غيّر الأميركيون أسلوبهم وأطلقوا الجماعات الإرهابية، حيث ساعدتهم في ذلك دول رجعية كالسعودية وقطر».
وأكد بوردستان بأن القوات البرية رهن إشارة قائد الثورة الإسلامية لتحرير القدس، وقال: «إن تنظيمي داعش وجبهة النصرة، «المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية»، أعداء صغار، ونعتبر أميركا وإسرائيل عدونا الرئيس، ونعد أنفسنا لمواجهة الشيطان الأكبر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن