رياضة

ماذا بعد روسيا؟

| ناصر النجار 

المشاركات الآسيوية لمنتخباتنا وأنديتنا عكست الواقع الكروي المحلي واختصرت المستوى العام لكرة القدم الوطنية.
وهذا الأمر يجب أن نضعه بالحسبان وأن يجري عليه التقييم الذي يكشف الخلل ويصف الدواء لكل الأدواء التي تعاني منها كرتنا.
والعودة إلى الوراء قد لا تكون مجدية في الكثير من الأحيان، لكن في هذه المسألة، ضرورية ومهمة، حتى نعرف أين نحن، وهل تقدمنا، أم تأخرنا.
وكرتنا على ما يبدو ما زالت تدور في مكانها دون أن تتقدم قيد أنملة، ومن يبق في مكانه فسيتراجع لأن هناك من يصرّ على السير نحو الأمام، وعلى هذا الأساس سبقنا الكثير من الدول، وابتعدت عنا منتخبات مسافات شاسعة ووضعنا القدر في مواجهات ساخنة وساخرة معها.
وانصبّ تفكير القائمين على المنتخب بالقشور وتناسوا الأصل والجذور، وانشغل الجميع بالمدرب، وكأنه (سيشيل الزير من البير) أو إن كرتنا متوقفة على أسماء لامعة ستهبنا الفوز بلمساتها الساحرة.
مهما يكن من أمر المدرب أو شكله أو لونه أو جنسيته، فإن كرتنا تحتاج لأهم من ذلك، تحتاج إلى فكر إستراتيجي نبدأ به من واقع الحال، فنعمل على إصلاح كل الأخطاء التي نرتكبها وما زلنا مصرين على ارتكابها.
قبل المدرب، علينا إصلاح ذاتنا وتقويم اعوجاج أمراضنا النفسية التي انعكست سوءاً على كرتنا بكل مفاصلها ونشاطاتها، قبل أن نفكر بروسيا 2018، علينا أن نفكر بالخطوة التالية، ماذا بعد روسيا؟ فمن المعيب أن يقتصر تفكيرنا وعملنا على أشهر قليلة قادمة.
نحتاج إلى أمور كثيرة، أهمها أننا نحتاج إلى أسلوب مبدع خلاق يبني مسابقاتنا الرسمية على أسس نهضوية تنشل منتخباتنا الصغيرة من ملاعب الأزقة إلى ملاعب الدوري، ليتشكل لدينا منتخبات قاعدية تستعيد ألقها الذي اعتدنا عليه، ونحتاج إلى دعم تقني ومالي وفير، فلا يكفي أن نرفع شعار (سورية في روسيا) دون أن نكون قادرين على تأمين متطلبات هذا الشعار، ونحتاج إلى جهد جماعي مخلص يؤمن أن مصلحة الكرة الوطنية أهم من أي مصلحة شخصية.
نهوض كرة القدم لا يقوم على مدرب مهما بلغ شأنه، إنما نحتاج لمجموعة عوامل، وأعتقد أننا قادرون على تأمين بعضها في هذه المرحلة، عسى أن تكون رحلة التصفيات القادمة أفضل من سابقتها وأكثر جمالاً ونضارة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن