رياضة

الجود من الموجود

| مالك حمود 

يقول المثل: من لا يرى من الغربال أعمى، ولكن ماذا عن الذي لا يرى الغربال أصلا؟!
من نعم رب العباد (عز وجل) أنه خلق للمرء عينين كي تكون رؤيته للأمور أكثر إحاطة وشمولاً ودقة وإنصافاً، كي تكون أحكامه لو أراد النقد بناءة وهادفة وباحثة عن المصلحة العامة للرياضة، فمن الطبيعي الإشارة إلى نجاح اتحاد كرة السلة في خط العلاقات العامة الذي بدأه من خلال تحركات رئيسه بالذات في السنوات الأخيرة ولاسيما خلال الأزمة نظرا لحاجة سلتنا للمساعدة والمساندة في ظروفها الصعبة التي لم تمر عليها من قبل.
ومن المفيد تعزيز العلاقات الدولية بين الاتحاد السوري لكرة السلة مع الاتحاد الدولي لكرة السلة وشخصياته البارزة ومنها آغوب خجاريان الذي أعلن الدعم الكامل لسلتنا وتقديم يد العون في مجالات شتى.
العلاقات الدولية أثمرت عن وصول تجهيزات إلكترونية (ساعات ولوحات توقيت) خاصة بكرة السلة واستفادت منها سلتنا، ويتبعها الآن (200) كرة سلة من النوع الدولي والممتاز ستصل مساعدة إلى السلة السورية وبالطبع فإن ثمنها يقارب المليوني ليرة!
إضافة لإعفاء سلتنا من غرامة الاعتذار عن المشاركة في بطولة غرب آسيا والمقدرة بـ(10) آلاف دولار، وغيرها وغيرها.
والأهم من هذا وذاك مساعدة السيد (آغوب) في تأمين معسكر خارجي لمنتخبنا السلوي في طهران ويتخلله مباريات ودية لإكمال تحضيراته للمشاركة في بطولة غرب آسيا للرجال المقررة أواخر أيار الحالي في العاصمة الأردنية عمان.
هذه المساعدات تأتي في وقت تعاني فيه كرة السلة كغيرها من الرياضات السورية ضعف السيولة، وهذا أمر طبيعي لبلد يعيش حالة حرب منذ سنوات، والحمد لله رغم النزيف الذي أصاب سلتنا أننا مازلنا نمارس الرياضة ونشكل المنتخبات ونشارك دولياً، ولكن ضمن الحدود المتاحة والمعطيات التي فرضتها الظروف القاسية.
وحيال تلك المساعدات في المعسكرات الخارجية والمباريات الودية نسمع من يستنكر أن يلعب منتخبنا مباريات مع منتخب تحت 19 سنة!
لسنا ضد استنكارهم بل نحن معهم عندما تكون الأمور في أحوالها الطبيعية والميزانية عامرة بالمال الكفيل بتأمين المعسكر والتخاطب مع أهم المنتخبات والأندية للعب معها، أما أن تكون الظروف في أدنى حدودها، والمعطيات كلها آتية من باب المساعدة ونريد أن نفرض شروطنا عليهم! فإذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع، والجود من الموجود.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن