رياضة

كأس الأمم الأوروبية وحكاية بطولة أصبحت الأهم … مفاجأة دانماركية وصاعقة يونانية وثلاثية المانشافت واللاروخا

| خالد عرنوس

58 عاماً هي عمر بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو) وبدأت نهائياتها من فرنسا وهاهي تعود إليها في مرة ثالثة وبمشاركة 24 منتخباً، وشهدت النسخ الـ14 السابقة تتويج أبطال بدأهم السوفييت وآخرهم الإسبان، في الأسبوع الماضي قدمنا رؤية مبسطة لانطلاق البطولة وبعض التغييرات التي طرأت عليها قبل أن نفرد (باختصار) لأهم مجريات البطولات السبع الأولى وكيف توج الألمان باللقب مرتين من دون الآخرين، وها نحن نقدم في حلقة ثالثة للبطولات السبع الأخيرة.
كيف نجح الهولنديون بالظفر بلقبهم الوحيد ولماذا فاجأ الدانماركيون العالم؟، وكيف ثلث الألمان ألقابهم وكيف استثمر الفرنسيون صحوتهم؟، وماذا فعل فلاسفة الإغريق في البرتغال 2004؟ ولماذا هيمن الإسبان على اللقب في النسختين الأخيرتين؟.. كل ذلك نتابعه في السطور التالية بتفاصيل بسيطة.

ألمانيا 1988 – عصابة ميتشالز
ما لم يحققه الهولنديون أيام كرويف استطاعوا الوصول إليه بجيل جديد يحمل الفكر نفسه وبالمدرب ذاته رينوس ميتشالز الذي قاد الطواحين إلى لقبهم الأول على أرض الجارة ألمانيا التي اكتفى (مانشافتها) بنصف النهائي أما الطرف المقابل في النهائي فكان الدب الأحمر السوفييتي في آخر حضور له تحت علم الإمبراطورية وبقيادة مدرب رائع يدعى لوبانوفسكي، وعلى الرغم من أن السوفييت صدموا الهولنديين افتتاحاً إلا أن النهائي جاء مختلفاً ببصمة لاتنسى من فان باستن وأخرى قبلها من غوليت ففاز البرتقاليون 2/صفر ولا ننسى بقية الفريق الجميل، وأصبح السوفييت أكثر من خسروا النهائي (3 مرات).
البطولة شهدت 34 هدفاً في 15 مباراة أي بمعدل 2.27 هدف في المباراة وتوج فان باستن بلقب الهداف برصيد 5 أهداف بعدما أصبح أول لاعب هولندي يسجل الهاتريك وجاء بمرمى شيلتون الإنكليزي العملاق، أما الإنكليز الذين عادوا مع الطليان إلى النهائيات فكانوا أحد فريقين لم يحققا أي فوز.

السويد 1992 – من البحر إلى المنصة
في أول بطولة تقام في اسكندنافيا كانت التوقعات تصب في مصلحة البطل الهولندي وبطل العالم الألماني وبشكل أقل العائد الفرنسي بانتصارات كاملة في التصفيات، إلا أن الفايكنغ الدانماركي فاجأ الجميع وهو الذي شارك في اللحظة الأخيرة بعد استبعاد يوغسلافيا بسبب الحرب الأهلية، واستدعى المدرب الدانماركي مولر نيلسن لاعبيه من المنتجعات السياحية حيث بدؤوا عطلتهم بعد موسم أوروبي طويل.
وفي الجارة السويد حقق بريان لاودروب وشمايكل ما لم يكن في الحسبات فتأهلوا على حساب فرنسا وإنكلترا اللذين فشلا بتسجيل أي فوز إلى نصف النهائي وهناك خلعوا التاج عن رأس الهولنديين بركلات الترجيح قبل أن يهزموا منتخب ألمانيا (الموحد) في النهائي بهدفين، وشارك في البطولة منتخب مثل الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي واسكتلندا للمرة الأولى، وتصدر الهدافين 4 لاعبون هم الألماني ريدله والهولندي بيرغكامب والدانماركي هنريك لارسن والسويدي برولين، وسجل 32 هدفاً أي بمعدل 2.13 في المباراة.

إنكلترا 1996 – البديل الألماني الناجع
تغيير جديد طرأ على البطولة التي استضافتها إنكلترا فقد ارتفع عدد المشاركين إلى 16 منتخباً لتشهد مشاركة أولى لكل من تركيا وبلغاريا وسويسرا وكرواتيا ومشاركة منفردة لروسيا وتشيكيا التي كانت مفاجأة البطولة بتأهلها إلى النهائي بعدما تجاوزت كلاً من البرتغال وفرنسا ورافقتها ألمانيا وكانتا في مجموعة واحدة بالدور الأول وهناك تقدمتا على روسيا وإيطاليا.
في النهائي تقدم التشيك قبل أن يفرض البديل بيرهوف التعادل والوقت الإضافي وأكمل اللاعب ذاته المهمة في الدقيقة 95 خاطفاً هدف الفوز (الهدف الذهبي الذي أقر في تلك البطولة) والتتويج الثالث للمانشافت، وانتهت 4 مباريات بالترجيح وفشل الإنكليز في التأهل للنهائي بهذه الطريقة أمام الألمان عقب التعادل 1/1 إلا أن نجمهم آلان شيرر منحهم لقب الهداف برصيد 5 أهداف وانخفضت نسبة الأهداف إلى 2.06 بعدما شهدت المباريات الـ31 تسجيل 64 هدفاً وتم منح لقب أفضل لاعب للمرة الأولى وكان من نصيب الألماني ماتياس زامر.

بلجيكا وهولندا 2000 – عصر الديوك
للمرة الأولى أقيمت النهائيات في بلدين وشهدت البطولة حضور فرنسا بجيلها الذهبي (بطل العالم 1998) ونجح بخطف اللقب من الطليان الذين خاضوا النهائي للمرة الثانية بتاريخهم وبفضل هدفين في الوقت بدل الضائع من الوقتين الأصلي والإضافي فاز الديوك 2/1، وكان زيدان أهداهم بطاقة النهائي بهدف ذهبي ليحوز لقب أفضل لاعب وشهدت البطولة عودة يوغسلافيا إلى البطولة إلا أنها تلقت الخسارة الأقسى في تاريخ البطولة أمام هولندا 1/6 وتقاسم لاعب المنتخبين ميلوسفيتش وكلويفرت صدارة الهدافين بـ5 أهداف، وشهدت البطولة تسجيل رقم قياسي بعدد الأهداف الإجمالي (85) هدفاً إلا أن المعدل توقف عند 3.7 في المباراة واحتسب الحكام 11 ركلة جزاء سجل منها 8.

البرتغال 2004 – الصاعقة اليونانية
إذا كان تتويج الدانمارك بلقب 1992 يعد المفاجأة الأكبر في تاريخ البطولة فإن وصول اليونان إلى لقب 2004 يعتبر الأضخم في تاريخ البطولات العالمية وجاء تتويج الفلاسفة بقيادة فيلسوف ألماني هو أوتو ريهاغل الذي أضحى المدرب الأجنبي الأول الذي يفوز بالكأس، وبدأت المفاجأة اليونانية منذ الافتتاح بالفوز على صاحب الأرض البرتغالي 2/1 وعاد وهزمه في النهائي بهدف، وما بينهما تعادل مع إسبانيا 1/1 وخسر من الروس 1/2 وسجل لاعب الأخير كيرشينكو أسرع هدف في تاريخ النهائيات (بعد 68 ثانية)، وفي أدوار الإقصاء أنزل الديك الفرنسي عن عرشه بهدف قبل أن يقصي التشيكي بهدف (فضي) وهذا الهدف استعيض به عن الذهبي.
شهدت البطولة مشاركة أول مدرب برازيلي عندما قاد سكولاري البرتغال وسجل فيها 77 هدفاً بمعدل 2.28 في المباراة وتصدر التشيكي باروش الهدافين برصيد 5 أهداف و اختير اليوناني زاغوراكيس أفضل لاعب.

سويسرا والنمسا 2008 – اللوحة الكاملة
غابت الألقاب عن إسبانيا منذ 1964 والسبب حسب النقاط اهتمام الجميع بالريال والبرشا من دون الالتفات للاروخا وتحت إشراف المدرب أراغونيس (العنيد) استطاع الإسبان الضرب بقوة والصعود مجدداً إلى قمة الهرم القاري بفضل تألق جيل سيسطر أهم إنجازات الكرة الإسبانية فيما، وضم كلاً من (كاسياس وراموس وإينيستا وتشافي وخابي ألونسو وتوريس وديفيد فيا وفابريغاس وبوسكتس وأربيلوا وسواهم.
الطريق إلى اللقب لم يكن معبداً تماماً إلا أن اللاروخا قدم بطولة متميزة استحق في نهايتها لقبه الثاني عقب الفوز على روسيا والسويد واليونان ثم إيطاليا بالترجيح وروسيا من جديد 3/صفر في نصف النهائي وألمانيا في النهائي بهدف.
هداف البطولة كان ديفيد فيا برصيد 4 أهداف واختير تشافي هيرنانديز أفضل لاعب وخاض الألمان النهائي السادس بتاريخهم.

بولندا وأوكرانيا 2012 – اللاروخا استثناء
أثبت الإسبان تسيدهم للكرة العالمية في السنوات الأربع بين البطولتين الأخيرتين فبعد اللقب الأول توجوا بلقبهم المونديالي الأول 2010 قبل أن يحتفظوا بلقبهم الأوروبي ليصبحوا أول من فعل هذا الأمر وبفضل تألق نسخة معدلة من فريق 2008 فانضم بيكيه وجوردي ألبا وبيدرو إلى ركب الأبطال.
البطولة تميزت بفورة الطليان الذين عادوا إلى النهائي وعلى الرغم من تعادل في الدور الأول مع اللاروخا إلا أنهم في النهائي انكشفوا ليخسروا برباعية نظيفة هي الأثقل في نهائي البطولات القارية، وتألق الدفاع الإسباني ومن ورائه كاسياس الذي احتفظ بشباكه نظيفة في 509 دقائق بعد هدف الإيطالي دي ناتالي في المباراة الأولى وحتى النهائي وتوج إينيستا بلقب أفضل لاعب وزميله توريس بلقب الهداف برصيد 3 أهداف برفقة 6 لاعبين آخرين علماً أن توريس الوحيد الذي سجل في نهائيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن