الكؤوس المحلية الأوروبية أكملت ثنائية الكبار … الكأس الأقدم في العالم لم تنقذ فان غال
أسدلت الستارة مساء الأحد على البطولات الأوروبية المحلية من خلال نهائي كأس ملك إسبانيا الذي انتهى في الاتجاه الكاتالوني معززاً رقمه القياسي، حارماً إشبيلية من اللقب الثاني خلال 96 ساعة، لتكون خير خاتمة لفريق برشلونة الذي حافظ على الثنائية مع المدرب أنريكه تاركاً لقطبي العاصمة التنافس على نهائي دوري أبطال أوروبا يوم السبت المقبل عندما يتقابل الريال وأتلتيكو على أرضية ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو الإيطالية.
العنوان العريض الذي يمكن أن نستشفه من نهائيات الكؤوس التي جرت يومي السبت والأحد أن الأندية الكبيرة حققت المراد من خلال الظفر بالثنائية وهذا حال بايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي وبرشلونة الإسباني.
وفي اتجاه مغاير لم يكن النهل من معين الكأس الأقدم في العالم سبيلاً لبقاء المدرب الهولندي فان غال على رأس الهرم التدريبي في أولد ترافورد فاضطر لتقديم استقالته لأنه يعرف الخفايا في مانشستر حيث السواد الأعظم من الجماهير ترى أن رحيله سيعود بالفائدة على الفريق لأن المستوى بشكل عام بدا غير مبشر على طول الموسم، والفوز بكأس إنكلترا ليس طموح الإدارة التي ستخسر أمولاً طائلة إثر الابتعاد عن مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية خلال ثلاثة أعوام.
موسم ناجح
وفق كل المعايير يمكن القول إن محافظة برشلونة على الثنائية بعد الفوز على إشبيلية في وقت متأخر مساء الأحد بهدفين مقابل لا شيء سجلهما آلبا ونيمار في الوقت الإضافي يعد امتيازاً للمدرب الإسباني أنريكه الذي يعرف كيف يسير الأمور في كامب نو، وما شاهدناه من أداء سلس على طول الموسم يستحق الإشادة بغض النظر عن بعض الهفوات التي لم تكن مؤثرة في سير البطولتين المحليتين بعدما حقق الفريق المراد في المراحل الخمس الأخيرة بشباك نظيفة وكأن الفريق يعرف ما يريد عندما يقع تحت الضغط.
إذا كانت الأمور الإيجابية كثيرة في نهائي كأس الملك لمصلحة برشلونة فإن إصابة النجم الأورغوياني لويس سواريز أقضت مضجع جماهير السيليستي التي ترى فيه فارس أحلامها في نهائيات كوبا أميركا.
وعندما يهيمن باريس سان جيرمان على الألقاب المحلية الفرنسية الثلاثة للموسم الثاني على التوالي بعد الفوز على مرسيليا بأربعة أهداف لهدف في نهائي الكأس الفرنسية يوم السبت الفائت، فلا شك أن ذلك يعد امتيازاً ترفع له القبعات، حيث لم يستطع أي ناد فرنسي بلوغ ذلك زمن هيمنته سواء أكان مرسيليا أم ليون أم سانت إيتيان، وهذا يحسب للمدرب الفرنسي بلان الذي قدم فريقاً يستحق المشاهدة ولكن خيبة الخروج من ربع نهائي الشامبيونزليغ أزعجت كل فرنسي، وخاصة أن الفريق يمتلك الإمكانيات الكثيرة للإبحار أكثر في البطولة.
وعندما يعود اليوفي من بعيد بعد اكتفائه باثنتي عشرة نقطة في الكالتشيو خلال المراحل العشر الأولى ويستطيع إنهاء الموسم بفارق مريح عن أقرب منافسيه فهذا يعد نجاحاً للمدرب إليغري، وإشفاع لقب الدوري بلقب الكأس على حساب الكبير ميلان ولو بالاستفادة من هفوات تحكيمية فهذا يؤكد هيمنة السيدة العجوز على الألقاب المحلية الإيطالية ويكرس للمشاهد الفوارق الواضحة بين اليوفي وبقية أقرانه في إيطاليا.
ورغم الخيبة الأوروبية التي تحدث عنها الكثيرون في ألمانيا إلا أن حصد البايرن للقبين المحليين بعد الفوز على دورتموند بركلات الترجيح يوم السبت الفائت بعد التعادل السلبي خلال 120 دقيقة، يعد خير ختام للمدرب الإسباني غوارديولا الذي نجح محلياً وأخفق قارياً، وعندما نقول أخفق قارياً فهذا منظاره أن العملاق البافاري مكانه على رأس الهرم الأوروبي والوصول إلى المربع الذهبي في المواسم الثلاثة التي قضاها غوارديولا في الملاعب الألمانية ليس معقد الأمل، لأنه حقيقة كان بالإمكان أكثر مما كان، مع الأخذ بالحسبان أن غوارديولا قدم لنا كرة جميلة في بافاريا تشابه إلى حد ما الكرة التي شاهدناها في كاتالونيا، ولكن المصيبة أن هذه الطريقة باتت محفوظة عن ظهر قلبٍ ولم تعد سحرية يصعب التعامل معها.
الكأس لا تكفي
نظر النقاد الإنكليز إلى نهائي الكأس الذي جمع مانشستر يونايتد مع كريستال بالاس يوم السبت الفائت على أنه فرصة مواتية للمدرب الهولندي فان غال لتقديم أوراق اعتماده من نقطة الصفر في مان يونايتد، ولكن ذلك لم يكن حقيقة واقعة، فرغم التتويج بعد الفوز بهدفين لهدف بالتمديد إلا أن المدرب أراد حفظ ماء وجهه والخروج بشيء من الزهو والكرامة فكان الخبر الذي لم يكن مفاجئاً للمتابعين بتفضيله الرحيل. الأنظار الأوروبية تتجه نحو نهائي الشامبيونزليغ يوم السبت المقبل ومن بعده كل العيون ترنو إلى صيف ساخن قوامه بطولتان قاريتان كبيرتان دفعة واحدة وهذا لم يحدث، فجماهير أوروبا على موعد مع العرس القاري ومجانين القارة اللاتينية على موعد مع البطولة المئوية.