أردوغان يوافق على تشكيلة الحكومة الجديدة … القوميون الأتراك يعتبرون النظام الرئاسي تمهيداً للاستبداد
بعد يومين فقط من تكليفه، أعلن رئيس الوزراء التركي الجديد بن علي يلديريم أمس تشكيلة حكومية تضم حلفاء للرئيس رجب طيب أردوغان، في دلالة على تحضير هذه التشكيلة حتى قبل تكليف يلديريم بها، ورفض الأخير تلميحات بأن أردوغان يتدخل في شؤون الحكومة، في وقت عارض حزب الحركة القومية التركي المعارض بشدة تطبيق نظام رئاسي في البلاد، معتبرا أنه سيؤدي في نهاية الأمر إلى الاستبداد وسيكلف البلاد غاليا على المدى الطويل.
ووافق أردوغان على التشكيلة الحكومية الجديدة التي جاءت منسوجة بعناية لتضم جميع الوزراء الموالين لرئيس النظام التركي إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من الديكتاتورية والتفرد في الحكم تكريسا لما كان قد بدأه مع رئيس الوزراء المستقيل أحمد داوود أوغلو.
حيث يحتفظ وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بحقيبة الخارجية ويبقى محمد شيمشيك نائباً لرئيس الوزراء مكلفا الاقتصاد.
والتغيير الأبرز كان في تعيين عمر جيليك الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم وزيراً للشؤون الأوروبية بدلاً من فولكان بوزكير الدبلوماسي الذي تفاوض على الاتفاق المبرم في 18 آذار مع الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، والذي قيل آنذاك أن الاتفاق لم يكن يتماشى ومصالح أردوغان، ما استدعى التغييرات الأخيرة التي قام بها رئيس النظام التركي.
واحتفظ بيرات البيرق صهر أردوغان بحقيبة الطاقة بينما أعيد تعيين أفكان إلا وزيراً للداخلية في وقت شهدت فيه تركيا هذه السنة أحداث عنف واعتداءات دموية.
وكان يلديريم (60 عاماً) الذي انتخب الأحد رئيساً لحزب العدالة والتنمية أعلن على الفور أنه سيعمل من أجل الانتقال إلى نظام رئاسي يرغب الرئيس التركي في اعتماده في البلاد، ليطلق يده في حكم تركيا بتفرد واستبداد.
وقدم رئيس الوزراء التركي السابق استقالة الحكومة رسمياً الأحد الماضي خلال لقائه الرئيس أردوغان، بعيد انتخاب يلديريم رئيساً لحزب «العدالة والتنمية».
وأشارت وكالة «أسوشيتد بريس» للأنباء إلى أن أردوغان قطع أمس مشاركته في «القمة الإنسانية» في إسطنبول وعاد إلى العاصمة أنقرة لإقرار تشكيلة الحكومة الجديدة.
وأفادت وسائل الإعلام التركية بأن مجلس الوزراء الجديد يضم 5 نواب لرئيس الحكومة و21 وزيرا، مشيرة إلى أن فكري يشيك، وهو وزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا في حكومة داود أوغلو السابقة، عين وزيرا جديداً للدفاع.
وتولى وزير الدفاع السابق عصمت يلماز في الحكومة الجديدة منصب وزير التعليم.
هذا وقال رئيس الوزراء التركي الجديد: إن أردوغان يضطلع بمسؤولياته السياسية كرئيس للبلاد، رافضا تلميحات بأن أردوغان يتدخل في شؤون الحكومة.
وفي كلمته الأولى أمام البرلمان بعد إعلان الحكومة الجديدة قال يلديريم أيضاً: إن العمليات ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية ستستمر حتى يوقفوا هجماتهم.
وفي أولى المواقف الداخلية بعد تشكيل الحكومة التركية الجديدة، قال زعيم حزب الحركة القومية التركي المعارض دولت بهجلي أمس: إنه يعارض بشدة تطبيق نظام رئاسي في البلاد، قائلاً: إنه سيؤدي في نهاية الأمر إلى الاستبداد وسيكلف البلاد غالياً على المدى الطويل.
وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم يأمل أن يحصل على دعم حزب الحركة القومية في البرلمان لتعديل الدستور وتطبيق نظام رئاسي أو -كإجراء مؤقت- نظام يسمح لرئيس البلاد بأن يحتفظ بصلاته بحزبه. وقال بهجلي أمام البرلمان: إنه يعارض بشدة كلا النظامين.
(رويترز – أ ف ب – روسيا اليوم)