سورية

مصادر أوروبية: معارضة الرياض «مكلفة» التفاوض وليست «ممثلاً» للسوريين … الاتحاد الأوروبي ابتعد عن التفاهم الأميركي الروسي واقترب من السعودية

| سامر ضاحي – وكالات

أظهر اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن في بروكسل خلال اليومين الماضيين إلى العلن الموقف الأوروبي المتمايز عن التفاهم الأميركي الروسي الصادر في التاسع من الشهر الجاري والذي سبق اجتماع «مجموعة الدعم الدولية لسورية» التي اجتمعت في فيينا الأسبوع الماضي من خلال الإصرار على أن تحقيق السلام في سورية غير ممكن «في ظل القيادة الحالية» رغم الاتفاق على أن يكون الأول من أب المقبل موعداً لمرحلة جديدة «تشمل تشكيل هيئة حكم انتقالي تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية»، ومواصلة التأكيد على هشاشة اتفاق وقف الأعمال القتالية.
ورغم أن اجتماع الأوروبيين كان مخصصاً لبحث محاربة تنظيم داعش المدرج على لائحة الإرهاب الدولية إلا أنهم واصلوا ممارسة سياسة ازدواجية المعايير تجاه الأزمة في سورية عندما أكدوا استمرار دعم حكومة بغداد في حربها ضد داعش وتجنبوا الحديث عن الجهود التي تبذلها دمشق في الشأن ذاته، في حين اعتبرت مصادر أوروبية مطلعة أن معارضة الرياض «مكلفة بالتفاوض في جنيف» فقط وليست «ممثلاً» للسوريين.
وعبر وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بيان عقب اجتماعهم عن «قناعة دولهم بألا إمكانية لتحقيق السلام في سورية في ظل القيادة الحالية، وما لم يتم تلبية كافة تطلعات الشعب السوري»، بحسب ما نقلت وكالة «آكي» الإيطالية. وتعهد الوزراء بالاستمرار في دعم «المعارضة السورية المعتدلة، خاصة الهيئة العليا للمفاوضات»، كما أشاروا إلى أنه «يتعين الاستمرار في مفاوضات ذات مصداقية وجدية وتأمين إنجاح عملية جنيف وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة»، كما جاء في البيان.
ونقلت الوكالة الإيطالية عن مصادر أوروبية مطلعة أن الحديث الأوروبي عن الهيئة العليا للمفاوضات، يأتي انطلاقاً من «قناعة الأوروبيين بأن الهيئة مكلفة التفاوض في جنيف» والتي تم الاتفاق على تشكيلها بعد مؤتمر الرياض، بعكس تصريحات معارضين سوريين، بأن بروكسل تعتقد أن «الهيئة العليا للمفاوضات هي من يمثل الشعب السوري».
ورغم أن الأوروبيين أكدوا استمرار دعمهم للحكومة العراقية «من أجل إنجاز الإصلاحات ومحاربة تنظيم داعش» إلا أنهم تجنبوا الحديث عن دعم الحكومة السورية فيما يمكن اعتباره ازدواجية للمعايير وتماهٍياً مع الموقف السعودي.
واعتبر مراقبون أن الاجتماع الأوروبي يتزامن مع احتدام المعارك بين الجيش العربي السوري وحلفاؤه من جهة وبخاصة سلاح الجو الروسي ومجموعات مسلحة وإرهابية على رأسها جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية، والمدرج على لائحة الإرهاب الدولية.
ومؤخراً استطاع الجيش السوري وحلفاؤه التقدم في غوطة دمشق الشرقية والسيطرة على القطاع الجنوبي منها، بالتزامن مع انطلاق ما سمي «عاصفة السوخوي» الروسية في مدينة حلب والتي كثفت من غاراتها على طريق الكاستيلو المعبر الوحيد المتبقي للمجموعات المسلحة في المدينة، وقصف مكثف على مواقع المسلحين في داريا بغوطة دمشق الغربية.
وكان اجتماع مجموعة الدعم الأسبوع الماضي في فيينا أخفق في تحديد موعد جديد لانطلاق الجولة الرابعة من الحوار السوري السوري في جنيف، إلا أنه أكد على أن يكون الأول من آب، هو «الموعد الافتراضي للتوصل إلى سلطة إنتقالية في سورية، في حال حصل تقدم في المفاوضات»، وهدد بأن المجموعة الدولية ستتخذ الإجراء المناسب بحق أي طرف ينتهك اتفاق الهدنة «الهش»، ودعا المجموعات المسلحة إلى فك ارتباطها بتنظيمي داعش والنصرة وكذلك توصل إلى إلقاء المساعدات جواً للمناطق المحاصرة، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، وتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن «وجود عدة خيارات بديلة للتعامل مع (الرئيس بشار) الأسد في حال لم يلتزم بالحل السياسي، رغم أنه أوضح أن روسيا أكدت التزام الرئيس الأسد بعملية جنيف.
واعتبرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية أن الاجتماع الأوروبي في بروكسل حذر من أن الهدنة التي أعلنت في 27 شباط الماضي مهددة بالانهيار «بسبب الإنذار الذي وجهه المتمردون إلى القوات الحكومية» بحسب تقرير للصحيفة نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
واعتبر البيان الختامي للاجتماع الأوروبي أن الحرب في سورية هي «الكارثة الإنسانية الكبرى في العالم، التي لا مثيل لها في التاريخ الحديث»، لافتا إلى أنه «وبهدف وقف العنف وفسح المجال أمام الشعب السوري للعيش في وئام واستقرار في بلده، فإن الاتحاد الأوروبي سيستمر في دعمه للعملية السياسية المؤدية إلى انتقال شامل».
وأشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في تقديم المساعدات الإنسانية والدولية للمدنيين وسيزيد الاعتمادات المالية لتنفيذ هذه البرامج. كما أعرب المجتمعون عن دعمهم للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ستيفان دي ميستورا.
واعتبرت الصحيفة الروسية أن «القوات الحكومية اتهمت المتمردين بخرق الهدنة وقصف الأحياء السكنية، التي تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس الأسد»، ما دفع ميليشيا «الجيش الحر» لإصدار بيان وقعته 40 مجموعة مسلحة وجه إنذاراً لـ«القوات الحكومية» لإيقاف المعارك في ريف دمشق، خلال 48 ساعة فقط من أمس الأول بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو، أن الالتزام بالهدنة يثير العديد من الأسئلة، معتبراً أن الهدنة «تُخترق من مختلف الأطراف»، وشكك بـ«وجود بنية متكاملة قوية يمكن تسميتها «الجيش السوري الحر»، الذي تقاتل تحت لوائه فصائل عديدة ومختلفة، مثل «جيش الإسلام». ولم يستبعد إيغناتينكو أن يكون هذا الإنذار قد وُجه ليس من جانب «الجيش السوري الحر»، بل من مجموعات مثل «جيش الإسلام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن