سورية

الفصائل العربية هي رأس الحربة في العملية الحالية … انطلاق معركة «استعادة الرقة».. وموسكو تؤكد استعدادها للتنسيق و«الديمقراطية» ترفض

| الحسكة – دحام السلطان – الوطن – وكالات

استبقت موسكو إطلاق «قوات سورية الديمقراطية» و«التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، عملية لطرد تنظيم داعش من الريف الشمالي لمحافظة الرقة، بتأكيد استعدادها للتنسيق مع التحالف الكردي العربي و«التحالف الدولي» لشن هجوم لطرد التنظيم من المحافظة التي تعتبر معقل داعش الرئيس في سورية، لكن «الديمقراطية» رفضت.
وأكدت مصادر محلية من ريف محافظة الرقة لـ«الوطن»: أن «الديمقراطية» التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري، بدأت عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على ريف الرقة الذي يسيطر عليه داعش. وأوضحت المصادر أن مقاتلي «الديمقراطية» بدؤوا بالتحرك نحو مدينة الرقة، انطلاقاً من الريف الجنوبي لمدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، وريف بلدة عين عيسى الواقعة بالريف الشمالي الغربي للرقة، في وقت تدور في محيط قرية «الهيشة» اشتباكات متقطّعة وبغطاء من طائرات «التحالف الدولي» بين مقاتلي «الديمقراطية» وتنظيم داعش.
وترافقت الاشتباكات بضربات جوية مكثفة وعنيفة لطائرات «التحالف» على مدينة الرقة وأطرافها، إضافة إلى استهداف مواقع عناصر التنظيم في محيط منطقة الاشتباكات.
وأكدت المصادر، أن العملية في مرحلتها الأولى انطلقت من محور اللواء 93، ومحور بلدة عين عيسى، ومحور مطعم النخيل جنوب شرق البلدة، وتهدف إلى السيطرة على محيط الريف الجنوبي لبلدة تل أبيض، وموقع الفرقة 17، وبلدة وريف عين عيسى شمال وشمال غرب مدينة الرقة، ولا تهدف حتى الآن إلى التوغل داخل مدينة الرقة.
وكشفت المصادر، أن الفصائل المكونة من العناصر العربية ضمن «الديمقراطية» ستشكل رأس الحربة في المرحلة الحالية من المعارك، إلى جانب «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية، وخاصة فصيل «أحرار الرقة»، و«لواء التحرير».
وقالت: إن العشرات من عناصر داعش قتلوا في غارات مكثفة لطيران «التحالف الدولي» على ريف الرقة الشمالي وأطراف المدينة، تزامناً مع اشتباكات بين «الديمقراطية» وعناصر التنظيم وسط تبادل للقصف بين الطرفين.
وفي سياق متصل، أكدت المصادر أن «الديمقراطية» تسلّمت دفعة جديدة من الأسلحة الأميركية لمواجهة تنظيم داعش وذلك بعد زيارة الجنرال الأميركي جوزيف فوتيل قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط للمناطق التي تسيطر عليها في سورية، ومن بينها معدات عسكرية متطورة.
و«قوات سورية الديمقراطية» عبارة عن تحالف فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية.
وفي السياق كتبت «قوات سورية الديمقراطية» على تويتر نقلاً عن القيادية في هذه القوات روجدا فيلات «نبدأ عملية تحرير شمال الرقة بمشاركة جميع وحدات قوات سورية الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وأضافت فيلات: إن الهدف من العملية «صد العمليات الإرهابية عن الشدادي (جنوب الحسكة) وتل أبيض (شمال الرقة) وعين العرب (كوباني شمال حلب)»، وهي جميعها مناطق نجح المقاتلون الأكراد من طرد تنظيم داعش منها.
من جهته قال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم الجيش الأميركي من مقره في بغداد: إن «قوات سورية الديمقراطية بدأت عمليات لتطهير المناطق الريفية الشمالية، وهذا يضع ضغوطاً على الرقة» مؤكداً بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية أن الجيش الأميركي سيشن غارات جوية لدعم تلك القوات التي دربتها وجهزتها بلاده من دون أن يضع موعداً لبدء معركة استعادة مدينة الرقة نفسها. وقبل ساعات قليلة من إعلان «قوات سورية الديمقراطية» شن هجومها ضد التنظيم المتطرف، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة للتنسيق مع التحالف الكردي العربي والتحالف الدولي لشن هجوم لطرد تنظيم داعش من الرقة.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال قمة في اوزبكستان «أقول بكل ثقة إننا مستعدون لمثل هذا التنسيق»، حسب وكالة «أ ف ب». وقال: «لا أدري ما إذا كانت التقارير التي تقول إن هذه التحركات بدأت واقعية». وأضاف: «بالطبع الرقة هي واحدة من أهداف التحالف ضد الإرهاب، تماماً مثل مدينة الموصل العراقية».
وتابع: «نحن مقتنعون أنه كان من الممكن تحرير هذه المناطق المأهولة بشكل أكثر فاعلية وسرعة لو أن جيشينا (الروسي والأميركي) بدأا في تنسيق تحركاتهما قبل ذلك بكثير».
وأكد لافروف أن موسكو وواشنطن اتفقتا على تنسيق العمليات العسكرية في سورية وتبادل المعلومات.
وقال: «لم نتوصل إلى اتفاق مع شركائنا على الفور، للتغلب على شكوكهم ومبرراتهم وحتى معارضتهم للانتقال من تبادل المعلومات إلى تنسيق التحركات في القتال ضد الإرهاب». وقال: إن وزارتي الدفاع في البلدين تدرسان كيفية تنسيق التحركات بشكل محدد.
دعوة لافروف للمشاركة رفضها المتحدث باسم قوات الديمقراطية طلال سلو في تصريحات لقناة «العربية الحدث».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن