أسعار السويداء خارج قدرة الموظفين
| السويداء- عبير صيموعة
كانت المفاجأة كبيرة عندما طلبت إحدى جاراتي خبيراً في التوصيلات الكهربائية عندما وصل إلى منزلها مدير إحدى الدوائر الحكومية لإجراء تمديدات كهربائية في المنزل حيث أشار إلى أنه يستثمر خبرته الهندسية في عمل إضافي لكي يستطيع تلبية متطلبات الحياة المعيشية بعد الارتفاع الجنوني للأسعار أمام قيمة الرواتب التي لم تعد تكفي لنفقات خمسة أيام من الشهر كما أن المفاجأة الأخرى أن ترى مدير أحد المدارس الابتدائية يعمل في أحد مكاتب التكسي لتأمين دخل إضافي لأسرتها ومحاسب دائرة حكومية يعمل مساء محاسبا في أحد مطاعم الشاورما والمبرر المنطقي لأولئك الأشخاص البحث عن عمل شريف يؤمن صمودهم أمام ارتفاع تكاليف الحياة بعد أن أصبح الموظف تحت خط الفقر منذ زمن بعيد وبات يبحث عن أي عمل ليستر حاله.
وفي جولة سريعة لـ«الوطن» على الأسواق تبين أن جميع المواد الغذائية عن ألبان وأجبان وزيوت وسمون قد سجلت أعلى الأرقام في الأيام القليلة الماضية عجز معها الموظف من تأمين أبسط متطلباته بعد أن جاءت مبررات المربين بارتفاع أسعار الأعلاف لدى القطاع الخاص إذ سجل كيلو اللبنة 775 ل. س علما أنه لا يكفي العائلة المؤلفة وسطيا من أربعة أشخاص ثلاثة أو أربعة أيام، أما الأجبان فإن بورصتها إلى ارتفاع وخاصة المطبوخة والمعلبة التي تراوحت بين 1500 و3 آلاف للعبوة حسب عدد الأقراص ضمنها وصولاً إلى الزيوت التي وصل أسعار بعض أنواعها من عبوة 4 ليترات إلى 6 آلاف ل. س أما اللحوم البيضاء والحمراء فتم إقصاؤها عن معظم الموائد بعد أن راوح كيلو الفروج المنظف بين 650 و750 ل. س، أما قطع الدجاج فحدث ولا حرج ولحم الغنم 4 آلاف ل. س والأبقار 3500 ل. س أما طبق البيض فقد تراوح سعره بين 1350 و1450 وذلك حسب موقع البقالية في المدينة ولم تبق سوى أسعار الخضار والفواكه ضمن المعقول رغم أنها أعلى بكثير من السنوات السابقة في موسمها، وطبعا السبب يعود إلى نضجها المبكر بسبب موجة الحرارة التي اجتاحت البلاد ليبقى سؤال المواطن الشريف: كيف يستمر صموده أمام تدني راتبه وعجزه عن تغطية 5% من متطلباته المعيشية وارتفاع الدولار الذي بات المفتاح الأول والأخير لجميع السلع حتى المحلية منها التي لا تحتاج إليه بالأصل ورغم محاولة الجهات المعنية تخفيض سعر الصرف أمام الليرة السورية إلا أن أي انخفاض لم يخفض من الأسعار شيئاً.
دائرة حماية المستهلك في مديرية التموين في السويداء أكدت أن أسعار الزيوت والسمون تأتي حسب الفواتير الواردة من مصدرها، أما أسعار اللحوم فيتم وضع تسعيرة نظامية يلتزم بها السوق بشكل فعلي وخاصة اللحوم البيضاء منها ما عدا القطع التي تأتي من دمشق وذلك لعدم وجود مسالخ تغطي حاجة السوق المحلي، أما الألبان أو الأجبان فيعود ارتفاع أسعارها إلى الارتفاع الجنوني لأسعار الأعلاف.