مسلم اعتبر أن انضمام الرقة لمناطق الإدارة الفدرالية يعود لأهلها … دمشق تجدد رفضها قيام فدرالية شمال سورية
| وكالات
أكد السفير السوري في موسكو رياض حداد رفض سورية قيام فدرالية كردية شمال البلاد، في وقت تواصلت الأنباء المتضاربة حول نية «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي ضم محافظة الرقة «للنظام الفدرالي الذي أسس له الأكراد» في شمال سورية بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذي أعاده رئيس الحزب صالح مسلم «لأهل الرقة».
وجدد حداد في تصريحات صحفية نقلها الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» تأكيد موقف دمشق أن «حل الأزمة السورية يجب أن يكون نتيجة لاتفاق بين قيادات البلاد وشعبها، والتسوية السياسية تقوم على عدة نقاط أهمها: الحفاظ على سلامة الشعب وسيادة البلاد، كل هذا يستبعد إمكانية تقسيم البلاد أو القبول بالمنطقة الفدرالية التي دعا لها الأكراد»، مشدداً على أن أي مفاوضات تخرج عن هذه الأطر «غير مقبولة بالنسبة لقيادتنا».
وأعلن «حزب الاتحاد الديمقراطي» وأحزاب كردية أخرى منتصف آذار الماضي خلال مؤتمر عقد في الرميلان بريف الحسكة عن إنشاء إقليم فدرالي لهم شمال سورية، الأمر الذي رفضته كل من واشنطن وموسكو ودمشق حينها.
وتتواصل حالياً الحملة العسكرية التي تشنها «قوات سورية الديمقراطية» «التي تشكل (وحدات حماية الشعب) الكردية الذراع العسكري لـ(حزب الاتحاد الديمقراطي) عمودها الفقري» بغطاء جوي من طيران التحالف الدولي والتي بدأت الأسبوع الماضي لتحرير ريف الرقة الشمالي من تنظيم داعش.
واعتبر الرئيس المشترك لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم أن الحديث عن مؤامرة لضم الرقة بعد تحريرها من داعش لمناطق السيطرة الكردية، «من الأحاديث الدعائية التي لا صحة لها»، متهماً في مقابلة هاتفية أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية نقلت «روسيا اليوم» مقتطفات منها قادة الائتلاف المعارض بالوقوف خلف «الحديث عن وجود تلك المؤامرة»، مؤكداً أن: «قوات سورية الديمقراطية تضم مكونات غير الأكراد».
وحول إمكانية أن تضم الرقة بعد تحريرها لمناطق الإدارة الكونفدرالية للأكراد شمال سورية، استطرد مسلم «القرار، يعود لأهل الرقة، وفي نفس الوقت، نحن لدينا مشروعنا: مشروع سورية الديمقراطية الفيدرالية، الذي نفكر فيه ونفكر بعقد اجتماعي جديد يضم الجميع، وهذا المشروع لكل سورية وليس للشمال فقط ويمكن أن يتوسع ليصل درعا والسويداء ودمشق هو الآن مطبق فقط في الأماكن التي تم تحريرها ولكن كما قلت ممكن أن يتوسع».
وأرجع مسلم اعتماد القوات الأميركية والتحالف الدولي على «قوات سورية الديمقراطية» واستبعادهم فصائل ميليشيا «الجيش الحر» إلى أن «الديمقراطية هي الأقرب من حيث الموقع الجغرافي، لا أكثر»، وسخر من تصوير البعض لعملية إلقاء قوات التحالف الدولي منشورات تطالب فيها سكان الرقة بالخروج منها حتى لا يكونوا ضحية للعمليات العسكرية على أنه دليل على رغبة أطراف «المؤامرة» المزعومة في إحداث تغيير ديموغرافي للمحافظة وإفراغها من سكانها ليتم تسليمها للأكراد. وقال: «هذا أمر متبع في كل المعارك، فأين الجديد والغريب بهذا ليفسر بهذا النحو؟».
وجاءت تصريحات مسلم بعد أن أعلن ممثل حزبه في كردستان العراق غريب حسو أن مدينة الرقة بعد تحريرها من داعش ستنضم للنظام الفدرالي الذي أسس له الأكراد في شمال سورية.
وقال حسو في تصريحات نقلتها وكالة «نوفوستي»: إن «قوات سورية الديمقراطية تقود العملية لتحرير الرقة، وذلك من المنطقي أن تنضم المدينة بعد تحريرها تلقائياً إلى النظام الفدرالي الديمقراطي الذي يعمل الأكراد على إنشائه في شمال سورية، معتبراً أن «حكومة الرئيس السوري بشار الأسد عاجزة عن تقديم أي شيء في مقابل ذلك، لأن الجيش السوري لم يفعل شيئاً ضد الإرهابيين في الرقة» حسب زعمه.
من جهة ثانية اتهم السفير السوري في موسكو الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها في الشرق الأوسط، كالسعودية وقطر والأردن وتركيا بعرقلة بدء العملية السياسية في سورية، معتبراً أن «أحد المشاكل الرئيسية للأزمة الحالية هي الحدود المفتوحة مع تركيا، والتي يتسلل من خلالها المسلحون إلى سورية ويتلقون الدعم بالمال والسلاح.
ولا يزال الغموض يكتنف موعد إطلاق الجولة الرابعة من محادثات جنيف 3 التي أخفق اجتماع مجموعة الدعم الدولية حول سورية في 17 الجاري بتحديد موعد لانطلاقها بعدما شهدت الجولة الثالثة تعليق وفد معارضة الرياض مشاركته في المحادثات، متهمة الحكومة السورية بالتراجع عن قراراتها وخرق وقف إطلاق النار.