سورية

«التنسيق» تلقت دعوة لزيارة السعودية وستلبيها والرياض تسعى لتشكيل الوفد المعارض…خدام: لن تشن «عاصفة حزم» ضد سورية.. ومصر أبلغتنا أن لا حل سياسياً إلا بمشاركة النظام

اعتبرت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة أن السعودية وتركيا لن تتورطا بشن عدوان على سورية لأن «عاصفة الحزم» ضد اليمن فشلت وأن سورية ليست كاليمن، كاشفة عن أن النظام المصري أبلغ الهيئة وجهات معارضة أخرى أنه لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي في سورية من دون مشاركة النظام. وكشفت الهيئة عن أنها تلقت دعوة من السعودية لزيارتها وأنها ستلبيها، لافتة إلى أن الرياض تسعى لعقد اجتماع للمعارضة السورية قريباً يضم ممثلين عن «الائتلاف الوطني» و«هيئة التنسيق» وأعضاء آخرين من المعارضة، وذلك ربما لتشكيل وفد معارض من 25 إلى 30 شخصاً استعداداً لمفاوضات مع النظام في جنيف.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال عضو المكتب التنفيذي للهيئة منذر خدام: «نحن كهيئة تلقينا دعوة لزيارة السعودية وهي تسعى لتشكيل مجموعة من 25 إلى 30 شخصاً ربما استعداداً لمفاوضات مع النظام في جنيف، وقيل لنا إنهم سيدعون من الهيئة نفس العدد الذي سيدعونه من الائتلاف لكن من هي الأطراف الأخرى التي ستشارك ليس لدي معلومات تفصيلية». وأوضح خدام، أن الهيئة «وافقت على الدعوة وشكلت وفداً وسوف يذهب إلى هناك في حال تلقى دعوة رسمية»، مفضلاً عدم الكشف حالياً عمن سيترأس الوفد وأسماء أعضائه.
ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية الممولة من السعودية أمس عن مصادر عربية مطلعة أن الرياض تعدّ لعقد اجتماع موسع للمعارضة السورية في بداية أيار المقبل (ربما في 3 منه) يضم ممثلين عن «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» وأعضاء من المعارضة على الأرض.
وأوضحت الصحيفة، أن الرياض تتطلع إلى أن يجري هذا الاجتماع، المتوقع أن يحضره نحو 25 شخصية، قبل مشاورات موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا في جنيف حول الموضوع السوري. وأعلن خدام أن ثمة لقاءات بين ممثلي «هيئة التنسيق» ومسؤولين غربيين ستعقد في باريس قريباً. وقال: «هناك نشاط دبلوماسي محموم لإعادة إحياء جنيف ونحن تلقينا دعوة من المسؤولين الأميركي والفرنسي عن الملف السوري، وأيضاً من دي ميستورا»، موضحاً أن الهيئة تريد «إيقاف الحرب المجنونة وإيجاد حل سياسي للأزمة وبالتالي فإن أي فسحة تريد أن تخدم الحل في سورية نحن معها، ونحن نعلم مدى تورط الدول الغربية في الأزمة ومدى تشجيعهم للقوى المتطرفة، لكن ما العمل أنت لا تستطيع أن توجد حلاً سياسياً من دون مشاركة هذه الأطراف للأسف».
وأوضح خدام، أن السفير الأميركي الجديد في دمشق روبن شتاين وهو مسؤول الملف سوف نجتمع معه في باريس وصلتنا رسالة منه يقول فيها إن لديه رسالة شديدة الأهمية يريد إطلاع الهيئة عليها، لافتاً إلى أنه في الفترة الأخيرة بدأت الدول الغربية تتعامل مع الهيئة على أنها طرف أساسي في المعادلة وخصوصاً في المعادلة الداخلية والمساواة مع الائتلاف، بل ربما كما يقال لنا إن الهيئة هي الوحيدة التي تمتلك خطاً سياسياً لحل الأزمة وفقاً لمسار جنيف في حين أن الآخرين ليس لديهم هذا الخط. وليس سراً نحن أعددنا خريطة طريق لتنفيذ بيان جنيف وافقت عليها جميع أطراف المعارضة بما فيها الائتلاف.
وأشار خدام إلى أن الاجتماع في باريس يأتي أيضاً في إطار إحياء مسار جنيف، وقال: «ليس هناك أي مبرر لأي شيء ذي أهمية أكثر من مسار جنيف وخاصة أنه يتزامن مع دعوة دي ميستورا».
وحول مضمون رسالة روبن شتاين قال خدام: «ليس لدينا أي معلومات عنها. هو لم يقل في رسالة الدعوة سوى أن لديه رسالة شديدة الأهمية لنا ويريد إطلاع المنسق العام عليها وبالتالي هو سوف يذهب إلى هناك ويرى ما لدى روبن شتاين ونوصل له رأينا كهيئة تنسيق».
وحول ما يتم تداوله في تقارير صحفية عن تحضيرات سعودية تركية قطرية لشن عدوان على سورية على غرار «عاصفة الحزم» التي تم شنها على اليمن، قال خدام: «نحن ندين أي تدخل خارجي في الشؤون السورية. كفانا إشعالاً لنار الحريق في سورية وصب الزيت على النار. الآن ما يجري في الشمال السوري بالتأكيد ما كان ليكون لولا تورط ودعم تركيا له». وأضاف: «الذي يعمل في السياسة يرى أنه لا يمكن إعطاء مسار للأحداث إلا إذا قدمنا للسوريين حلاً سياسياً مقنعاً. عندئذ ستجد كل أطراف المعارضة الديمقراطية والوطنية في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف. هذه حرب لا تنتهي».
وأعرب خدام عن اعتقاده بأن السعودية وتركيا لن تتورطا بـ«عاصفة حزم» ضد سورية على غرار ما حصل في اليمن وخاصة أنها في اليمن فشلت، مشدداً على أن سورية ليست كاليمن بالتأكيد.
وأضاف: «لكن بتقديري الشخصي يبدو الآن أنه يوجد مسعى جدي لإحياء مسار جنيف التفاوضي وهناك اتصالات مع النظام وأيضاً هناك تأييد روسي لمسار جنيف»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال منذ فترة: إن اللقاء التشاوري التالي لن يعقد في موسكو وإنما في جنيف».
وتابع خدام: «المعلومات كلها تصب في إعادة إحياء جنيف والتوصل إلى حل سياسي لأن الأزمة أصبحت مستفحلة وخطر الإرهاب بدأ يهدد المنطقة كلها وبدأ يخرج عن السيطرة حتى سيطرة داعميه وبالتالي الهيئة لا يمكن أن تغيب عن هذه النشاطات السياسية».
ورأى خدام، أن مصر «لا يمكن أن توافق على عاصفة حزم ضد سورية. وقال: «ليس سراً أن النظام الآن في مصر قالها لنا ولغيرنا إن الحل في سورية لا يمكن أن يتم إلا إذا كان النظام شريكاً فيه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن