سورية

وكيل الأمين العام اتهم دمشق بعرقلة تسليم المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة … الجعفري لأوبراين: الادعاء بمنع الحكومة إدخال المساعدات إلى داريا «باطل»

| وكالات

رفض مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ادعاء وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في مجلس الأمن الدولي ستيفن أوبراين بأن الحكومة السورية منعت إدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة داريا بريف دمشق، واعتبره باطلاً وفيه تضليل واضح، مؤكداً أن الحكومة سمحت لقوافل الأمم المتحدة بالدخول بتاريخ 17 أيار، لكن ممثلي الأمم المتحدة لم يدخلوا لأسباب قالوا إنها أمنية ولوجستية وإدارية.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الحالة في الشرق الأوسط، الجمعة، حسب وكالة «سانا» للأنباء: «تستغرب الحكومة السورية إغفال البعض لحقيقة أنها توافق على إيصال المساعدات الطبية إلى جميع المناطق، باستثناء الأدوات التي تستخدم من الإرهابيين والحكومة جاهزة للتعاون مع الجانب الأممي لمعالجة أي إشكالات في عمليات الإيصال إن وجدت».
وأوضح الجعفري أن الأمم المتحدة قدمت 26 طلباً لإيصال قوافل مساعدات مشتركة إلى مناطق ساخنة ضمن خطة شهر أيار الحالي، حيث منحت الحكومة السورية موافقات إلى 19 طلباً منها، إلا أن الأمم المتحدة لم تنفذ حتى تاريخ 24 من هذا الشهر إلا ثلاث قوافل مساعدات إنسانية مشتركة فقط. وأشار الجعفري إلى «بعض النقاط المحددة التي يتم التلاعب بها من بعض أعضاء المجلس بخصوص «الوصول الإنساني» والتي للأسف تناولها تقرير الأمين العام قيد النظر بشكل مغلوط ومجاف للواقع، معتمداً في ذلك على مصادر غير ذات مصداقية أو غير معلومة وقد قمنا قبل (يومين) بتوجيه رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام بهذا الخصوص». ولفت الجعفري إلى أن أي تأخير في إعطاء بعض الموافقات إن وجد، فيعود ذلك لضرورة ضمان أمن وسلامة العاملين في المجال الإنساني، إضافة إلى ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها. وجدد الجعفري التأكيد على التزام الحكومة السورية بواجباتها ومسؤولياتها في تخفيف العبء الإنساني عن شعبها واستعدادها لاتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وطنية في سبيل تحقيق ذلك ومتابعة التعاون مع الأمم المتحدة وتسهيل مهامها.
وقال الجعفري: «إن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لم تنجح على مدى سنوات الأزمة الخمس في تقديم المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين شهرياً إلا بفضل التعاون والتسهيلات الحكومية السورية».
وفي معرض رده على ادعاءات أوبراين أيضاً، قال الجعفري: «كنت أتوقع من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية أن يبدأ بيانه بتقديم التعازي للحكومة والشعب في بلادي على المئات من الضحايا الأبرياء المدنيين الذين قضوا في التفجيرات الإرهابية في جبلة وطرطوس، ولكنني فوجئت مثلكم بحديث وكيل الأمين العام حول زيارته إلى تركيا وما شاهده من مشاهد مذهلة، حسبما قال، في مخيمات اللاجئين السوريين هناك».
وتساءل الجعفري: «أين ذهبت مليارات الدولارات التي قدمت إلى الأمم المتحدة في المؤتمرات الاستعراضية في الكويت وغيرها لمساعدة اللاجئين السوريين في الدول المستضيفة لهم، وأعني بذلك تركيا والأردن ولبنان وأين ذهبت كل تلك البروباغندا الخليجية التركية التي تظهر مخيمات اللاجئين السوريين في هذه الدول المستضيفة لهم على أنها فنادق خمس نجوم». واستغرب الجعفري «عدم اطلاع وكيل الأمين العام طالما أنه كان في تركيا على الأخبار المؤلمة جداً التي تتعلق بتجنيد الأطفال من الداعية السعودي عبد اللـه المحيسني وهو يلعب دور مفتي التنظيم الإرهابي المنتشر في شمال حلب وإدلب ويدعى بـ«أحرار الشام» داعياً إلى التوقف عند هذه الحقائق». وبخصوص ما قاله أوبراين من أن مدينتي جبلة وطرطوس قد تعرضتا إلى قصف عندما فجر أحد الإرهابيين نفسه، اعتبر الجعفري أن «هذا توصيف أقل ما يقال بشأنه أنه غير كامل ويفتقد إلى الشمولية، لأن أوبراين يعرف تماماً أن تنظيمي داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، و«أحرار الشام» تبنيا علناً قيامهما بهذه التفجيرات الإرهابية في جبلة وطرطوس.
ولفت الجعفري، إلى أن بعض الدول في هذا المجلس تدعي بأنها حريصة على الوضع الإنساني وحماية حقوق الإنسان في سورية، إلا أن الواقع غير ذلك، فهي تلعب دوراً رئيساً في معاناة الشعب السوري وتفاقم من محنته.
وقال الجعفري: «إن هذه الدول التي دعمت المجموعات الإرهابية في سورية وعملت على حمايتها والتغطية على جرائمها في مجلس الأمن، رفضت دول معينة منها طلب الاتحاد الروسي بإدراج تنظيمي «حركة أحرار الشام» و«جيش الإسلام» على قائمة التنظيمات الإرهابية في مجلس الأمن، على الرغم من أن هذين التنظيمين يعملان على الأرض ضمن حلف واحد مع «جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية ويقومان يومياً بنشاطات إرهابية موصوفة».
وتابع الجعفري: «إن «جيش الإسلام» الإرهابي يمطر المدنيين بالقذائف الصاروخية يومياً في دمشق وحلب وتنظيم «أحرار الشام» يقوم بتفجيرات انتحارية إرهابية كان آخرها بالشراكة مع داعش في مدينتي جبلة وطرطوس وراح ضحيتها مئات الأبرياء».
وتساءل الجعفري: كيف يمكن إنهاء الأزمة الإنسانية في سورية في ظل السكوت عن قيام نظام أردوغان باستخدام الأراضي التركية مقراً وممراً لعشرات الآلاف المقاتلين الإرهابيين الأجانب بما في ذلك عبر المعابر التي تستخدمها الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية، هذا إضافة إلى قيام هذا النظام بمد الإرهابيين بالأسلحة وبتسهيل تجنيد الأطفال السوريين في مخيمات اللاجئين بتركيا.
وأكد الجعفري أن «إنهاء الأزمة الإنسانية بشكل نهائي ومستدام يتم عبر معالجة جوهر المشكلة بجدية تامة وهو ظاهرة الإرهاب المدعوم خارجياً والتدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية، وليس عبر مجرد جمع المساهمات المالية في مؤتمرات استعراضية أو تقديم بعض المساعدات هنا أو هناك على أهميتها». وختم الجعفري حديثه بالقول: «إن الحكومة السورية ملتزمة بدفع المسار السياسي قدماً، حيث شارك وفد الجمهورية العربية السورية في محادثات جنيف وأبدى جدية والتزاماً بهذه المحادثات، إلا أن المشكلة كانت بفرض بعض الدول لما يسمى وفد الرياض كمحاور وحيد وقدوم هذا الوفد إلى جنيف بشروط مسبقة وبهدف وحيد ألا وهو إفشال المحادثات. وكان أوبراين طالب الحكومة السورية والمعارضة في مجلس الأمن الدولي، الجمعة، بالتوقف عن التدخل في تسليم المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم». وقال أوبراين: «استمرار استخدام الحصار والتجويع كسلاح في الحرب أمر يستحق اللوم» وأضاف: «استناداً إلى أحدث المعلومات تشير تقديراتنا إلى أن نحو 592 ألفاً و700 شخص يعيشون في مناطق محاصرة»، مدعياً أن الحكومة وبدرجة أقل جماعات المعارضة تتدخل عمداً وتقيد تسليم المساعدات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن