سورية

هرباً من قذائف المسلحين… سكان ميدان حلب يواصلون النزوح إلى أحياء ومحافظات آمنة

| حلب- الوطن

واصل قاطنو حي الميدان في حلب نزوحهم باتجاه أحياء أكثر أمناً أو صوب المحافظات الأخرى الآمنة ولاسيما حماة وطرطوس واللاذقية هرباً من قذائف البطش والإرهاب التي تطلقها الفصائل المسلحة فوق رؤوسهم من الأحياء التي تقع على تماس والقريبة من حيهم ولاسيما بستان الباشا.
وصعّد مسلحو بستان الباشا بشكل غير مسبوق منذ ليلة الجمعة الماضية الدامية وأطلقوا عشرات قذائف الهاون وأسطوانات «مدفع جهنم»، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى وتدمير العديد من الأبنية على سكانها وخلق حال من الهلع والخوف لم تبددها فترات من الهدوء التي كان ينعم الأهالي بها بالأمن والسلام.
وأشار أحد السكان النازحين مع عائلاتهم في مركز انطلاق البولمانات، والذي شهد خلال اليومين الفائتين حركة غير معهودة، لـ«الوطن» إلى أنه لم يعد بمقدورهم البقاء في الميدان بعدما تحول إلى ساحة صراع مستمر لا تتوقف القذائف عن الانهمار ولو لساعات قليلة وبشكل متواصل وخصوصاً مع حلول كل ليلة، الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق ودفعهم إلى مغادرة مساكنهم التي بات الكثير منها مهدماً ومهدداً بالسقوط لكثرة القذائف التي نالت منها.
وأمس سقطت أكثر من 20 قذيفة على الميدان سجلت إصابة أكثر من 10 أشخاص نظراً لتهجير نحو نصف السكان في المناطق التي يواظب المسلحون على إطلاق القذائف عليها في الحي وبخاصة سوق الخضرة الذي شهد انهيار مبان عديدة وتضررت معظم طوابق أبنيته العلوية. وارتقى يوم أمس 4 شهداء بخروق المسلحين لاتفاق «وقف الأعمال القتالية» واستقبل مشفى الرازي ومشفى الجامعة الحكوميان زهاء 30 جريحاً في حصيلة غير نهائية. سلاح الجو في الجيش العربي السوري دك أمس مصادر إطلاق القذائف المتفجرة في أحياء بستان الباشا والشيخ خضر والشيخ فارس وبني زيد ودمر منصات إطلاقها في الوقت الذي أغار على مراكز وتجمعات المسلحين و«جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، في أحياء مساكن هنانو والحيدرية وكرم حومد والصاخور وباب النيرب وطريق الكاستيللو والجندول والشثيف والليرمون وكفر حمرة وطريق غازي عنتاب وحقق إصابات مباشرة ومؤكدة أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم. وتجددت الاشتباكات أمس بين جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية وحلفائها من المسلحين من جهة و«وحدات حماية الشعب» من جهة ثانية في محيط حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه «الوحدات» بعد أن أمطر المسلحون الحي بالقذائف المتفجرة إثر إخفاقهم باقتحامه من جهة السكن الشبابي وبني زيد حيث جرى تدمير نفق أحدث هزة أرضية شعر بها سكان أحياء حلب الغربية بشكل خفيف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن