دراما رمضان 2016 … عبق البيوت الشامية يفوح عبر ثمانية أعمال .. الخروج من الحارات .. والابتعاد عن النمطية.. وملامسة الواقع الاجتماعي
| وائل العدس
نجحت الدراما السورية بإنجاز 32 مسلسلاً متنوعاً للموسم الرمضاني 2016، لتفرض نفسها بقوة على الشاشة المحلية والعربية، من بينها سبعة أعمال عن البيئة الشامية.ويتبوأ هذا النوع من الأعمال في كل موسم درامي مركز الصدارة ويحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة لتدر على المنتجين أموالاً طائلة باعتبارها تجارة رابحة ومضمونة، ورغم نجاحها إلا أنها تبقى مثار جدل بمحتواها وقصصها التي تسرد وتتناول أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ.الأعمال الشامية الجاهزة للعرض خلال الشهر الكريم بعد أيام معدودة، هي «الخان»، و«باب الحارة8»، و«بيت الموالدي»، و«خاتون»، و«صدر الباز»، و«طوق البنات3»، و«عطر الشام»، و«قناديل الشام». وإلى التفاصيل:
عملان مؤجلان
من بين الأعمال الثمانية، عملان أنتجا العام الماضي، لكنهما لم ينجحا في حجز مكانين لهما عبر مختلف القنوات، فأجل عرضهما للموسم الحالي.المسلسل الأول هو «صدر الباز» (تأليف رامي المدني والبتول ورد، وإخراج تامر إسحق، وهي التجربة الأولى للكاتبين الشابين)، وقد ضمن بالفعل عرضاً خلال الشهر الكريم.ويتخذ العمل من حي صدر الباز، أحد أحياء دمشق في القرن قبل الماضي، ميدانياً ليكون المسرح الذي تجري فيه تفاصيل القصة التي تحاكي الحب والثأر والشهامة والمروءة والانتقام، وكذلك مقاومة الاحتلال العثماني.أما الفترة الزمنية التي يتناولها المسلسل فتركت افتراضية منتمية إلى القرن التاسع عشر من دون تحديد عام معين ليكون زمان الحدث.من ناحية الشكل، يبدو المسلسل غير تقليدي، ولا يبحث في الفلكلور والتراث كما عادة الكثير من أعمال البيئة الشامية بل يطرح قصصاً مشوقة ومثيرة فيها الكثير مما يبحث عنه المشاهد.يؤدي أدوار البطولة كل من سلوم حداد، وأيمن رضا، وأسعد فضة، وسلمى المصري، وفايز قزق، ومحمد حداقي، وزهير رمضان، وندين تحسين بيك، وروعة ياسين، ومحمد خير الجراح، وغادة بشور، وعلا بدر، وندين قدور، وروزينا لاذقاني، وهيا مرعشلي، وناهد حلبي، وسيف الدين سبيعي، وفايز قزق، وآندريه سكاف، وطارق مرعشلي، ووفاء موصللي، وعامر علي، ورشا إبراهيم.أما العمل الثاني فهو «الخان» أو الجزء الثاني من «خان الدراويش» (تأليف مروان قاووق، معالجة درامية أكثم ديب، وإخراج محمد معروف)، ولكن حتى لحظة كتابة هذه المادة لم تعلن أي قناة عن عرضه في رمضان.ويتحدث عن «خان» تدور داخله الأحداث، عبر شخصيات رئيسية تقطن المكان، وفي حلقات متصلة منفصلة تدور قصة تجمع الأبطال الرئيسيين وهم «المختار» و«رئيس المخفر»، و«صاحب الحمّام» وزوجاتهم وأبناؤهم، إضافة إلى حكايات متنوعة ضمن الحلقات، حيث تشهد كل حلقة قصة جديدة تختلف تبعاً لضيوف الخان وطبيعة شخصياتهم وظروفهم.يختلف المسلسل عن أعمال البيئة الشامية بوجود العنصر الرئيسي لمكان الأحداث وهو «الخان» وليس الحارة.يلعب بطولته كل من آندريه سكاف، وتولاي هارون، وغادة بشور، وفايز قزق، ولينا كرم، وعلا باشا، وفاتح سليمان، وأمانة والي، ومحمد خير الجراح، وعلي كريم، وليث المفتي، وجمال العلي، وصفوح ميماس، ومظهر جروج.
للمرة الثامنةفتح «باب الحارة» (تأليف سليمان عبد العزيز، وإخراج ناجي طعمي) للمرة الثامنة وسيفرض العمل نفسه مجدداً على الموائد الرمضانية عبر مختلف الشاشات العربية، هكذا فإن الجزء الجديد صور في حارات دمشق القديمة مع خيوط جديدة وإشكاليات مثيرة.العمل سيستمر، ما دام يحقق نسب مشاهدة عالية، ويستقطب المعلنين، وتطلبه المحطات بناء على طلب الجمهور.تدور أحداث الجزء الجديد خلال حقبة ثلاثينيات القرن الماضي، مع نقلة زمنية بحدود العام تقريباً، ضمن الإطار ذاته للحكاية وشخوصها، تلك الحكاية الشعبية التي تستوحي مفرداتها من التاريخ الاجتماعي لدمشق، وتتناول على المستوى السياسي تداعيات سلخ لواء إسكندورن 1939.أما أهل «حارة الضبع» فسيكونون أكثر انفتاحاً على الحارات الأخرى، والحياة في فضاء الشام الأوسع.كما دخلت كاميرا «باب الحارة» لأّول مرة إلى مبنى جامعة دمشق التاريخي، حيث تم تصوير بعض المشاهد هناك، ما يعكس «ربما» رؤية فكرية جديدة للعمل، ترصد التطور الاجتماعي للشام، والحركة النسائية باتجاه التعلم، وبدايات مشاركتها الفاعلة في المجتمع.وستتركز الأحداث على المشاكل بين الحارات من دون الولوج في عالم السياسة بشكل كبير كما حدث في الجزء السادس، بل ستنطلق الأحداث وتتركز على «الحدوتة» والحكاية الشعبية كما حدث في الجزء السابع.وسنشهد مزيداً من الصراع على زعامة الحارة بين «أبو عصام» و«أبو ظافر» إضافة إلى مشاكل النساء والزواج والطلاق وغيرها من الحكايات التي تفاعل معها الجمهور أكثر في الأجزاء الأولى.وفي ظل غياب عدد من النجوم يستمر كل من: عباس النوري، وصباح الجزائري، ووفاء موصللي، وشكران مرتجى، وزهير رمضان، ومحمد خير الجراح، ومصطفى الخاني، وكندا حنا، وميلاد يوسف، وعادل علي، وهدى شعراوي، وجمال العلي، وجمال قبش.ويدخل على خط الأحداث عدد من النجوم، في مقدمتهم سلاف فواخرجي، وفادي صبيح، وندين تحسين بيك، وزيناتي قدسية، وزيد الظريف.
قالب اجتماعي خفيفعملت ورشة كتابة المسلسلات على توسيع بعض خطوط مسلسل «بيت الموالدي» الدرامية وإضافات أخرى جديدة ليصل إلى ثلاثين حلقة تلفزيونية، وهو من تأليف أحمد حامد، وإخراج إسماعيل ديركي.ويروي المسلسل قصة ثلاث عائلات تسكن في إحدى حارات دمشق خلال فترة الاحتلال العثماني.والمسلسل عبارة عن «حدوتة» شامية يستعرض فيها مجموعة من القيم والمبادئ، وهناك بعض الإسقاطات على الفترة الحالية من الناحية الاجتماعية، ويسلط الضوء في قالب اجتماعي خفيف على بعض العادات وأسلوب الحياة والاختلافات التي يعيشها أفراد المجتمع.ويبدو العمل مختلفاً عن النمط السائد لأعمال البيئة، فهو لا يحتوي على العناصر الكلاسيكية كالعكيد والمعارك وما شابه ذلك.أبطال المسلسل هم: آندريه سكاف، وزهير عبد الكريم، ومازن عباس، ولميس عفيفة، وميريانا معلولي، وسالي بسمة، وريم معروف، ومازن عباس، ومي مرهج، وإنجي مراد، وسامر الزلم، ووليد حصوة، وربا المأمون، وطارق الشيخ، وزهير بقاعي، وزيد الظريف.
فانتازيا شاميةكتب مسلسل «خاتون» طلال مارديني، وأخرجه تامر إسحق بمشاركة نخبة من نجوم الدراما السورية وفي مقدمتهم: سلوم حداد، وباسم ياخور، وكندا حنا، وزهير رمضان، وشكران مرتجى، وسلافة معمار، وكاريس بشار، وميلاد يوسف، وأيمن رضا، ومعتصم النهار، ويزن السيد، وجيني إسبر، وجيانا عنيد، وعلي سكر، وإسماعيل مداح. ومن لبنان يوسف وورد الخال، وطوني عيسى، وغنوة محمد، ومن الجزائر حسن كشاش في «فانتازيا شامية» بعيدة من النمطية التي سادت صورة «الحارة».ويتضمن العمل الكثير من المشاهد الخارجية الأمر الذي لم تألفه كثيراً أعمال «البيئة الشامية»، وإلى جانب الكثير من المواقف المؤثرة، يعج بالكثير من مشاهد الحركة والمعارك بالأسلحة البيضاء والحربية والتفجيرات وإضرام نيران ضخمة تؤدي إلى احتراق الحارة، إضافة إلى استخدام المؤثرات الخاصة.ويصنف ضمن أعمال البيئة الشامية لكن صناعه يرونه «فانتازيا شامية» بعيدة عن النمطية السائدة في المسلسلات الأخرى.وتدور أحداثه حول قصة حب ملحمية تتداخل فيها رموز الانتقام والتضحية والخيانة وإثبات الذات، وتجمع بين حب الأرض والوطن كما سنرى نزاعات وصراعات قد تكون دامية أحياناً بين أفراد العائلة الواحدة.
تآلف ومحبةلا يتوافر الكثير من المعلومات عن الجزء الثالث من مسلسل «طوق البنات» (تأليف أحمد حامد، وإخراج إياد نحاس) خاصة أنه صور العام الماضي برفقة الجزء الثاني الذي عرض خلال رمضان الماضي.ويقدم الجزء الثالث صورة جميلة عن التآلف والمحبة بين أهل الشام في فترة الاحتلال الفرنسي وما بعده.ومن بين الأحداث، يتسلم «أبو طالب» زعامة الحارة، على حين يستمر الصراع مع «مراد آغا» الذي يرفض زعامة الأول.ومن بين نجوم العمل: رشيد عساف، ورضوان عقيلي، وزهير رمضان، وإمارات رزق، ويامن الحجلي، وهيا مرعشلي، وتاج حيدر، وليلى جبر، وجوان خضر، وروعة السعدي، وفاديا خطاب.
الجزء الأولتدور أحداث الجزء الأول من مسلسل «عطر الشام» (تأليف مروان قاووق، وإخراج محمد زهير رجب)، في حارة «القصب» بدمشق، ويروي حكاية زعيم الحارة «أبو عامر» مع زوجاته الأربع، وابنه الوحيد الذي طال انتظاره.وتتقاطع قصة الزعيم، مع قصص أخرى، تعكس جانباً أقرب ما يكون لواقع الحياة الاجتماعية بدمشق، خلال تلك الفترة، وتبدو جريئة أكثر من المألوف في الأعمال الدمشقية عادة.وتدور أحداث العمل في بيئة افتراضية من حيث التفاصيل، لكنها واقعية من حيث الزمن، حيث تنخرط الحوادث كلها في عشرينيات القرن الماضي ومواجهة أهالي دمشق للاحتلال الفرنسي، فضلاً عن تزكية الحب والشهامة والمروءة لدى الإنسان السوري عامة والدمشقي خاصة، من خلال قصص وحكايات مثيرة لا تغيب عنها النميمة والخيانة والغدر، لتكتمل الصورة المنتظرة من أي عمل شامي «صراع الخير والشر».ويؤدي أدوار البطولة كل من: رشيد عساف، وصباح الجزائري، ووفاء موصللي، ونادين خوري، وحسام تحسين بيك، وزهير رمضان، ووائل رمضان، وفايز قزق، وليليا الأطرش، وسلمى المصري، ورنا الأبيض، وعلاء قاسم، ورضوان عقيلي، وأمانة والي، وإمارات رزق، وسوسن ميخائيل، وريم عبد العزيز، وعلا بدر، وأنطوانيت نجيب، ومحمد خير الجراح، وفاتح سلمان، وعلي كريم، وقاسم ملحو، ورغداء هاشم، ومحمد قنوع، وباسل حيدر، ومضر جبر، وطارق الصباغ، عبد الرحمن أبو القاسم، وفاديا خطاب.
قصص اجتماعيةأنجز مسلسل «قناديل الشام» باسل داغر في تجربته الإخراجية الأولى عن نص لمروان قاووق.أحداث المسلسل المتصلة المنفصلة تتناول بعض قصص الماضي الاجتماعية التي بات لها انعكاساتها على السلوك الإنساني في الزمن الحاضر.ويبتعد العمل عن الحكايات المعروفة التي كانت مسرحاً للبطولة والتضحية الأسطورية من قصص عنترة والزير سالم وغيرها من قصص التاريخ المفعمة بالقوة والبأس ليحكي قصصاً شعبية حصلت في حارة من حارات الشام عبر منازلها وشخصياتها، وخاصة أن قصص الأمجاد الأسطورية باتت لا تنفع مع أناس ملوا وحفظوا تلك القصص.واستعاد المسلسل شخصية «الحكواتي» وعزز وجودها عبر سرده حكايات حدثت في الحارة بأسلوب توعوي.العمل من بطولة: أمانة والي، وناهد حلبي، وهدى شعراوي، وأكرم تلاوي، وأوجا أبو الدهب، وداوود الشامي، وبسام دكاك، ومايا فرح، وفهد السكري.