رياضة

وتبقى الكرامة

| مالك حمود 

أحلى ما في المسابقات مفاجآتها وأحلى ما في الموسم السلوي الأخير سلة نادي الكرامة.
كثيرون توقعوا فوز الجيش بالبطولة، لكن قلائل من توقعوا وصول الكرامة إلى المباراة النهائية، ونجاحه في إقصاء حامل اللقب بعد الفوز عليه بأرضه وبين جمهوره.
وصول الكرامة لمباراة القمة وإحرازه مركز الوصافة كان إنجازاً كبيراً ومهماً وغير مسبوق للسلة الزرقاء الطامحة والعازمة والقادمة، والأهم هو ذلك الصمود الذي أبدته السلة الكرماوية في مباريات القمة الثلاث أمام الجيش، فالكرامة ورغم خسارته لتلك اللقاءات إلا أنه كان يخسرها بشرف وبعد أداء كفاحي وروح عالية ومقدرة العودة إلى أجواء المباراة والظهور كند قوي وصلب للفريق الأكثر تكاملاً والأميز بمختلف المقاييس والمواصفات.
ما حققه الكرامة كان بسمة الموسم الماضي وبهجته بظهور قطب جديد للسلة السورية على اعتبار أن فوز البطل بكل مبارياته خلال الموسم بمسابقتي الدوري والكأس من دون أن يجد من يفوز عليه ظاهرة غير إيجابية! الظاهرة تبدو إيجابية للفريق البطل الباحث عن كل أسباب النجاح والفوز والانتصار، ونجاحه بذلك هو نجاح لسياسة عمله وتنفيذ متقن لكل ما خطط إليه وعمل عليه، لكن الظاهرة تبدو غير مطمئنة للسلة السورية لو بحثنا عن مصلحتها الفنية التي تتحقق بتعدد أقطابها واتساع دائرة المتنافسين على ألقابها، واليوم وبعد ظهور نادي الكرامة كفريق قوي وطامح وعازم تصطدم الأحلام بضبابية الصورة القادمة للسلة الكرماوية.
من حق نادي الكرامة وإدارته البحث عن الجدوى الفنية والرقمية لما سيقدم للفريق، ولكن ليعلم أصحاب الشأن في سلة الكرامة أن الوصول إلى القمة لن يتحقق بيوم وليلة، وأن ما حققه الكرامة هو مسؤولية قبل أن يكون انتصاراً، وعلى المعنيين الحفاظ على المكانة التي بلغتها السلة الزرقاء إن لم نقل تحقيق نقلة إضافية، فالتراجع ليس مقبولا في هذا المقام.
نقولها مجدداً إنه من حق إدارة الكرامة البحث عن الجدوى الفنية لما سيصرف على كرة السلة، ولكن من حقنا أن نذكرها بأنه ليس نادي الكرامة وحده الذي يصرف على كرة السلة، وليس وحده الذي صرف ولم يحرز البطولة، وإلا لكانت معظم أنديتنا قد فرطت عقد اللعبة ووفرت نقودها لألعاب أخرى! ولتعلم إدارة الكرامة أن مسؤوليتها السلوية ليست بالمنافسة على البطولة وإنما دورها اليوم هو المساهمة في بناء اللعبة والحفاظ على كرة السلة في مدينة مهمة ولها ماضيها العريق في اللعبة، والفريق الحالي ما كان ليبلغ قوته لولا الدمج السلوي بين بقايا الكرامة والوثبة، وبالتالي فالحفاظ على قوة السلة الكرماوية مطلب رياضي لسلة حمص قاطبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن