رياضة

«الوطن» تحاور عضو اتحاد الطاولة عبد السلام السلمان … لا مضارب ولا كرات ورئيس نادي الجزيرة لا يحترم الكوادر

| الحسكة- دحام السلطان

أثار واقع لعبة كرة الطاولة المقيّدة على كشوف نادي الجزيرة، جملة من التحفظّات والملاحظات التي أشار إليها كوادر اللعبة بشكل صريح، وهي التي أفرزنها حالات التباعد في وجهات النظر وطرح الأفكار بين إدارة الجزيرة من جهة، وتلك الكوادر من جهة ثانية بشأن مستقبلها، في الوقت الذي تعد فيه اللعبة من الألعاب التي تحظى بالصدارة والنضارة في رياضة نادي الجزيرة من حيث الظهور والحضور والمشاركة وحصاد الألقاب، وعلى مستوى النادي وعلى مستوى منتخبات محافظة الحسكة.
التفاصيل وأدق مفرداتها، تابعتها «الوطن» من خلال الحوار الذي أجرته مع عضو اتحاد اللعبة عبد السلام السلمان، بشأن اللعبة في النادي وكل ما يتعلق بها، ودواعي الحالة التي أدت إلى الهوة والفجوة ما بين إدارة النادي وكوادرها… فلنتابع:

واقع اللعبة اليوم على مدار الساحة المحلية كيف ترونه؟
على الرغم من الظروف الراهنة التي ألقت بكاهلها على واقع الرياضة الوطنية بشكل عام، فإن اللعبة في النادي وعلى صعيد منتخبات المحافظة، لم تغب عن معظم المشاركات الرسمية على مستوى الجمهورية بفئة الأشبال والشبلات والناشئين والناشئات، إلا أن الملاحظ من خلال المشاركات أن المستوى الفني للعبة بشكل عام قد تراجع عن المستوى السابق لها، وهذا يعود لقلة المعسكرات التدريبية ولندرة المشاركات الخارجية، ما انعكس سلباً على مستوى وأداء اللاعبين واللاعبات على حد سواء نتيجة لقلة الاحتكاك!

بمعنى أدق، كيف تفسر أن المستوى الفني قد تراجع؟
أنا بقيت لفترة لا بأس بها إدارياً للمنتخب الوطني، وعلى تماس مباشر مع اللعبة وكوادرها وخلال الفترة القصيرة السابقة كانت اللاعبات سوزان وإيمان محمد وهبة اللجي من أفضل اللاعبات على مستوى القطر، والألقاب الثلاثة الأولى كانت دائماً محصورة فيهن، إلا أن اليوم لوحظ تراجع مستواهن الفني، في الوقت الذي تطورت فيه أندية اللاذقية من خلال ناديي الجيش الساحلي وجبلة بوجود الناشئة زينة أسعد.

في ضوء هذا التراجع كما تقولون، ما البدائل المتوافرة بين أيديكم كاتحاد لعبة؟
في الحقيقة لا بدائل لدينا إلا بتنفيذ المعسكرات التدريبية، ودونها لن نستطيع أن نصنع بطلات أو على الأقل المحافظة على الرتم العام لما هو متوافر بين أيدينا أي باللاعبات سوزان وإيمان محمد وهبة اللجي إضافة إلى لاعبة الجزيرة والمنتخب الوطني سُمَار حداد، اللواتي ارتقى مستواهن وتطور كثيراً من خلال المعسكر التدريبي، الذي التحقن به في دمشق لفترة أربعة أشهر بشهادة المدرب العراقي منير جاسم، الذي بشّر لهنّ بمستقبل واعد وكبير.

أنت ابن نادي الجزيرة، كيف تصف واقعها اليوم في النادي؟
بعد سفر المدرب المجتهد محمد شرابي إلى خارج البلاد، راهن الكثيرون على بقاء اللعبة على قيد الحياة في المحافظة، وبصفتي رئيساً للجنة الفنية ذهبت إلى رئيس نادي الجزيرة فيصل الأحمد ومعي والد اللاعبتين سوزان وإيمان محمد، وشرحنا له واقع اللعبة بالتفصيل وأن المدربة آمنة زهور تتولّى التدريب حالياً، عند ذلك طلبنا منه مكافآت مالية رمزية للاعبات سوزان وإيمان وهبة، حينها أفهمنا رئيس النادي بأنه ليس للنادي القدرة على دفع رواتب كونهن لاعبات منتخب، إلا أنني كررت الطلب بدفع مكافآت للاعبات الثلاث براتب لاعب كرة قدم واحد أي بمعدل 10 آلاف ليرة سورية لكل لاعبة بشكل شهري، إضافة إلى تجهيزات وملابس للاعبي القواعد، فوعد رئيس النادي بعدم التقصير وقدم لنا ملابس لـ6 لاعبين ولاعبات و8 مضارب بقيمة 40 ألف ليرة سورية.
وماذا بعد ذلك؟
قال سأدفع المكافآت كل ثلاثة أشهر ودون ذكره للرقم، إلا أننا شعرنا أن الكلام لم يكن إلا تسويفاً، وغاب عنه الوضوح المطلوب فيما يتعلق بالمكافآت الرمزية التي لا تتعدى راتب لاعب كرة قدم واحد كما ذكرت، حينها قام والد اللاعبتين سوزان وإيمان بزيارة نادي المحافظة الدمشقي، وعلى إثر ذلك تم انتقال اللاعبتين إلى النادي الدمشقي دون استغناء رسمي من النادي، ولا من اللجنة الفنية الفرعية ولا من فرع الاتحاد الرياضي، أي دون موافقات رسمية.!

أي إن الخلاف بينكم وبين رئيس النادي بدأ من هنا؟
أقولها بصراحة، رئيس نادي الجزيرة لا يحترم كوادر اللعبة، وهي الكوادر التي حققت للنادي بطولة العرب التي أقيمت بدولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى العديد من البطولات القارية والدولية، ويبدو أن جميع تلك الإنجازات لم يأخذها رئيس النادي بالحسبان ولا الاهتمام، وحين تمت المكاشفة بيننا وبينه من خلال اجتماعنا معه بوجود اللجنة التنفيذية بخصوص دعم اللعبة، طلبنا منه حينها تأمين 6 مضارب و200 كرة على غرار ما يقدمه لنا فرع الاتحاد الرياضي، فرحب بالفكرة وأخذت الضوء الأخضر حينها، فقمت بتأمين المضارب والكرات عن طريق المدرب الوطني يامن دندل بقيمة 162 ألف ليرة سورية، وعندما طالبت الأحمد بالمال لأسدد المبلغ، لم أقبض منه إلا الاعتذار وعدم توافر المال في النادي حالياً، علماً أنني كاشفته بالقول بخصوص مبلغ الـ800 ألف ليرة سورية التي جلبها معه من دمشق في نهاية دوري كرة القدم! وحينها لم أقبض إلا الكلام، فلم أتوان عن دفع المبلغ من جيبي مثل كل مرة.!

• وإلى أين وصلت الأمور، وهل انتهت؟
شعرت في النهاية أن ممارسات رئيس النادي تهرّب من المسؤولية، وغايته من ذلك تدمير اللعبة وإنهاء مستقبلها، وأنا اعتبره المسبب الرئيس الذي يقف خلف ذهاب اللاعبتين سوزان وإيمان محمد إلى المحافظة الدمشقي.

كلمة أخيرة؟
أشكر المدربة الوطنية والإدارية فاديا بارومة، والمدرّب الوطني محمد شرابي، والمدربين إسحق إبراهيم وجوني سانو ورشا مسعودي وهيفاء محمد، الذين بصموا في نشر وتطوير اللعبة، وأتمنى لحظ معاناتنا من فرع الاتحاد الرياضي من خلال تقديم المضارب والكرات لتغطية حاجة التمارين اليومية، لأن لدينا اليوم 20 لاعباً بلا مضارب!؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن