الجيش نفذ عمليات مركزة ضد التنظيمات التكفيرية في حلب وريفها…«فتح حلب» تستنجد بشقيقتها في إدلب لحمايتها من داعش.. و«النصرة» تتفرج..!
حلب- الوطن:
استنجدت ما تسمى «غرفة عمليات فتح حلب»، والتي تضم أكثر من 23 ألف مسلح، بشقيقتها «غرفة عمليات فتح إدلب» لاستعادة السيطرة على المناطق التي بسط نفوذه عليها تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي أو لوقف تمدده باتجاه مناطق أخرى على أقل تقدير.
وعلمت «الوطن» من مصادر معارضة عديدة، أن مناشدات كثيرة وجهتها «فتح حلب» لمجموعات مسلحة في إدلب وخصوصاً المنضوية في «فتح إدلب» تطالبها فيها بالإسراع بإرسال أرتال التعزيزات للحؤول دون سقوط المزيد من البلدات والقرى بعد سيطرة داعش على ناحيتي صوران ومارع وخمس قرى محيطة بهما.
وقالت المصادر: إن الدعوات لم توجه صراحة إلى جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية، لكونها تقود وتقاتل في صفوف جيش «فتح إدلب» ولأنها رفضت في وقت سابق الانضمام إلى نظيرتها الحلبية ولقناعة القائمين والداعمين لغرفة حلب أن «النصرة» ستتراخى في نصرة المعارضة المسلحة في قتال «أخوة السلاح» في «داعش»، وهو ما حدث بالفعل، إذ اكتفت بالتفرج على ما يحدث في محيط اعزاز مدركة أن التنظيم يستهدف مد نفوذه إلى بوابتها الحدودية من دون التجرؤ على مناكفته أو حتى التنديد بفعلته.
معظم المجموعات المسلحة أرسلت تعزيزات إلى ريف حلب الشمالي من دون أن تقدم أو تؤخر في الأمر من شيء لأن «بعبع» التنظيم الإرهابي مخيف ومحبط لمعنويات جموع المسلحين ممن تصنفهم واشنطن وتركيا والسعودية وقطر بـ«المعتدلين» والذين تهاووا عند أول ضربة معول لداعش.
مصدر ميداني أكد لـ«الوطن»، أن داعش مستمر في قضم المزيد من المناطق شمال حلب وأنه سيطر أمس على قرية الوحشية في محيط بلدة مارع وأنه عازم على التوجه إلى مدينة إعزاز وبوابة السلامة الحدودية، التي تستخدمها تركيا لدعم المسلحين لوجستياً، بالإضافة إلى مدينة عفرين المجاورة ذات الأغلبية الكردية والتي حشدت فيها وحدات حماية الشعب الكردية ما يكفي لصد التنظيم.
وأكد مصدر مقرب من «الجبهة الإسلامية» لـ«الوطن»، أن 17 مجموعة مسلحة أرسلت أرتالاً من المؤازرات لمسلحي شمال حلب وغرفة «فتحهم» باستثناء المجموعات المتمركزة في ريف حلب الغربي والتي امتنعت عن مساعدتهم خشية إغضاب «داعش لوجود ثأر قديم معها بعد تحالفها مع فصائل مناهضة لها وطردها من مناطقهم إلا أن «كتائب نور الدين الزنكي» أقحمت نفسها في المعركة الفاصلة مع التنظيم نزولاً عند رغبة داعمها التركي الذي هدد بوقف التمويل عنها واتهامها بالخيانة من مجموعات مسلحة متحالفة معها.
من جهتها، أكدت وكالة «سانا» للأنباء أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة العاملة في حلب نفذت عمليات مكثفة على أوكار التنظيمات الإرهابية التكفيرية انتهت بسقوط عشرات القتلى والمصابين في صفوفها.
ففي مدينة حلب أكد مصدر عسكري بحسب الوكالة «تكبيد الإرهابيين خسائر كبيرة خلال عمليات دقيقة لوحدات من الجيش على بؤرهم في أحياء بستان الباشا والأنصاري والمرجة والشعار والحلوانية والإنذارات وبني زيد وباب النصر».
وبين المصدر أن العمليات «حققت أهدافها المحددة بدقة حيث تأكد سقوط العديد من القتلى بين صفوف التنظيمات الإرهابية وتدمير عدد من مرابض الهاون التي تستخدمها لإطلاق القذائف الصاروخية والهاون على الأحياء السكنية في مدينة حلب».
ولفت المصدر إلى أن وحدة من الجيش وجهت ضربات مكثفة على أوكار التنظيمات التكفيرية في مدينة الباب شمال شرق مدينة حلب بنحو 38 كم «أسفرت عن تكبيدها خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد».
وأشار المصدر إلى أن عمليات الجيش ضد «النصرة» والتنظيمات التكفيرية وخطوط إمدادها القادمة من الجانب التركي انتهت «بإيقاع العديد من القتلى وتدمير آلياتهم بما فيها من أسلحة وذخيرة في قرية المنصورة» بريف حلب الغربي وذلك بالتزامن مع «القضاء على عدد من الإرهابيين في خان العسل» بالريف الجنوبي الغربي.
وتؤكد عشرات التقارير التركية قيام نظام أردوغان وجهاز استخباراته بتسليح الإرهابيين كان آخرها ما وثقته صحيفة جمهورييت التركية بالصوت والصورة حول إرسال شاحنات أسلحة وذخيرة إلى داخل الأراضي السورية.
وأشار المصدر العسكري إلى أن «وحدة من الجيش دمرت مستودع ذخيرة وأسلحة للتنظيمات الإرهابية في محيط مطار النيرب» بالريف الجنوبي.
وفي ريف حلب الشرقي قال المصدر: إن وحدة من الجيش نفذت عملية نوعية على أوكار إرهابيي تنظيم «داعش» الإرهابي المدرج على لائحة الإرهاب الدولية في محيط الكلية الجوية أسفرت عن «مقتل العديد من إرهابيي التنظيم المتطرف وتدمير آليات مزودة برشاشات ثقيلة».
وتكبد تنظيم «داعش» الإرهابي خلال الأيام القليلة الماضية خسائر كبيرة في غارات جوية شنها سلاح الجو في الجيش العربي السوري على تجمعاته في ريف حلب الشرقي.