دعا إلى إطلاق عملية سياسية «بشكل سريع» في سورية بإشراف الأمم المتحدة…تحالف واشنطن يتجاهل تمدد داعش في سورية.. ويدعم خطة العراق لمحاربته
الوطن- وكالات:
لا يبدو أن ما تمخض عنه اجتماع باريس لممثلي عشرين من الدول والمنظمات من المشاركين في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، يتناسب مع ما روج للاجتماع سابقاً عن أنه يهدف «لإعادة النظر في إستراتيجية مواجهة التنظيم الإرهابي»، حيث تجاهل الاجتماع تنامي خطر التنظيم وتمدده بمناطق داخل سورية، معلناً فقط دعمه الخطة العسكرية والسياسية العراقية التي اعتمدتها بغداد لاستعادة مناطق من أيدي التنظيم الإرهابي، على حين اكتفى بالدعوة إلى إطلاق عملية سياسية «بشكل سريع» في سورية تحت إشراف الأمم المتحدة.
ويعزز ما تمخض عنه اجتماع باريس ما ذهبت إليه دمشق بأن هناك «حلفاً سرياً» بين التحالف وداعش، وفق ما رأى وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الأرميني الأسبوع الماضي في دمشق.
وفي ختام اجتماع باريس أمس، والذي ضم عشرين من الدول والمنظمات المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده أميركا لمحاربة داعش في العراق وسورية، أعلن التحالف في بيان في ختام الاجتماع دعمه للخطة العسكرية والسياسية العراقية التي اعتمدتها بغداد لاستعادة مناطق من أيدي داعش بعد سقوط مدينة الرمادي الإستراتيجية. وفي الشأن السوري دعا التحالف بحسب وكالة «أ. ف. ب» إلى إطلاق عملية سياسية «بشكل سريع» في سورية تحت إشراف الأمم المتحدة لحل الأزمة.
وفي مؤشر على ارتياح التحالف لتمدد داعش في سورية، واستخدام ذلك للضغط على الحكومة اعتبر بيان التحالف أن النظام السوري «غير قادر ولا يرغب» في محاربة «جهاديي» داعش. وحث على «إطلاق عملية سياسية شاملة وصادقة من أجل تطبيق مبادئ بيان جنيف».
وفي مواقف ممثلي الدول المشاركة، اعتبر نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ختام الاجتماع أن الخطة العراقية جيدة عسكرياً وسياسياً، مضيفاً: إن «وزراء الائتلاف تعهدوا بتقديم دعمهم لها».
وبين أن داعش ما زال قوياً ويسيطر على العديد من الأماكن وأن الحرب ضده ستكون طويلة الأمد، مضيفاً إنه يجب استخلاص الدروس من الانتكاسات لتحقيق الانتصارات.
وأطلقت القوات العراقية و«الحشد الشعبي» في 26 أيار الماضي عملية «لبيك يا عراق» لمحاصرة التنظيم الإرهابي في الرمادي، وطرده من المدينة. وتمكنت القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، خلال الأيام القليلة الماضية من فرض سيطرتها على مناطق حول الرمادي، مركز محافظة الأنبار.
وأضاف بلينكن الذي حل محل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إثر إصابته بكسر في عظم الفخذ في حادثة دراجة هوائية: «في العراق الآن، لدينا الإستراتيجية الصائبة، مزيج من ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليين يعملون بفاعلية».
من جهته أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «التصميم التام» على مكافحة التنظيم المتطرف مشيراً إلى «معركة طويلة الأمد».
والإثنين أعلنت الخارجية الفرنسية في بيان أن باريس ستستضيف خلال الفترة من 2 إلى 3 حزيران الجاري، الاجتماع المصغر الثاني لممثلي الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، مبينةً أن الاجتماع الذي يترأسه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يأتي في إطار اللقاءات الدورية المنتظمة للدول المشاركة في التحالف، و«يتناول تبادل وجهات النظر بخصوص إستراتيجية التحالف، وتجديد العزم للقضاء على تنظيم داعش».
من جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي ضرورة الحل السياسي للأزمة في سورية وإنهاء المعاناة الإنسانية فيها، داعياً المجتمع الدولي لبذل جهود متواصلة لوقف تنقل الإرهابيين بين العراق وسورية، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء.
وأشار العبادي إلى أن هذا التنظيم يمثل تهديداً حقيقياً للمنطقة والعالم ويجب محاربته في كل مكان وليس في العراق فقط، مشدداً على ضرورة تقديم مزيد من الدعم للقوات العراقية المقاتلة على الأرض ومواجهة الحرب النفسية والرعب الذي يحاول التنظيم الإرهابي بثه.
وأكد العبادي استمرار حصول داعش على الدعم المالي من خلال تهريب النفط وبيع الآثار «سراً عبر أشخاص ودول»، واصفاً هذه العملية بالجريمة الدولية ويجب أن يقف المجتمع الدولي والتحالف الذي تقوده واشنطن ضدها.
وأشار إلى أن العراقيين يقاتلون تنظيم داعش على عدة جبهات وينتصرون فيها، مبيناً أن هناك خطة عسكرية لاستعادة جميع أجزاء الأبنار وليس الرمادي فقط.
وكان العبادي أكد في وقت سابق أمس في مؤتمر صحفي قبيل الاجتماع أن العالم يتحدث عن دعم العراق في مواجهة تنظيم داعش ولكن الأفعال قليلة على الأرض، داعياً المجتمع الدولي إلى مساعدة العراق من أجل شراء أسلحة لمحاربة الإرهابيين.
وكشف العبادي أن قوات التحالف لا تزود القوات العراقية بمعلومات جوية كافية إضافة إلى النقص في دعم العمليات البرية، مشيراً إلى أن تمدد تنظيم داعش الإرهابي يشكل «فشلاً للعالم بأسره».