سورية

اللحام واصل لقاءاته في طهران..روحاني يؤكد وقوف إيران مع سورية حتى النهاية.. وشمخاني يحذر: إضعاف سورية سيثير الكثير من الأزمات بالمنطقة

في رسالة لكافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني وقوف بلاده مع سورية «حتى النهاية»، معلناً أن العلاقات الإستراتيجية بين البلدين «تتعزز بوتيرة عالية»، وحذر دول المنطقة التي تدعم الإرهاب، من أن هذا الإرهاب سينقلب عليها عاجلاً أو آجلاً.
تصريحات روحاني جاءت خلال لقائه أمس رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام الذي يزور طهران منذ الإثنين. وأكد روحاني أن الحكومة والشعب في إيران سيبقيان إلى جانب سورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها حتى القضاء على الإرهاب، وقال: إن إيران «ستقف إلى النهاية إلى جانب الحكومة والشعب» في سورية.
وأضاف: إن «إيران لم تنس مسؤولياتها الأخلاقية تجاه سورية وستستمر في تقديم المساعدة والدعم لحكومة سورية وشعبها». وشدد على الإرادة المشتركة في بناء علاقات أكثر متانة بين إيران وسورية في جميع المجالات، وقال: إن «العلاقات الإستراتيجية التي تم إرساؤها بين البلدين تتعزز اليوم بوتيرة عالية».
وأضاف الرئيس الإيراني: إن «من فرض الحرب الإرهابية على سورية كان يتوقع أن يحقق أهدافه خلال أشهر واليوم بعد أربع سنوات ونيف من الصمود والمقاومة التي أبداها الشعب السوري أصيب أصحاب هذا المخطط بالإحباط… فالحرب بين الحق والباطل المنتصر فيها هو الشعب وسوف تخرج سورية منتصرة لأن الطريق الذي ينتهجه أعداؤها بدعم الإرهاب خاطئ وأن الدول الأجنبية التي تقف وراء هذا المخطط لا تستطيع فرض إملاءاتها على الشعب السوري».
ورأى روحاني أن «الشعب السوري يعاني من حرب مفروضة من بعض الدول والجماعات الإرهابية، لكن هذا الشعب قادر على التصدي لجميع المؤامرات والمخططات عندما يريد ذلك». وتابع «من المؤسف أن بعض دول المنطقة ترتكب أخطاء في حساباتها وتتصور أن العناصر الإرهابية أداة بأيديها على الدوام لتمرير أهدافها في حين أن الإرهاب سينقلب عليها عاجلاً أم آجلاً».
بدوره، شدد اللحام على عزم سورية على الاستمرار في محاربة الإرهاب والفكر التكفيري حتى تطهير كامل الأراضي السورية من خطر الإرهاب. ولفت إلى الدور العدائي والهدام الذي تقوم به بعض الدول الغربية والإقليمية والجارة بحق الشعب السوري من خلال تقديم مختلف أنواع الدعم للإرهابيين لقتل المدنيين الأبرياء في سورية وتدمير حضارتها وبنيتها التحتية خدمة للمشروع الصهيوأميركي في المنطقة، مؤكداً ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.
ودعا إلى القيام بإجراءات وطنية وإقليمية ودولية لمواجهة تهديدات التنظيمات الإرهابية «بشكل فعال» من خلال منع ووقف تمويل الأعمال الإرهابية.
وأكد اللحام، أن سورية ستخرج قوية من المحنة التي تتعرض لها بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وصمود شعبها ووقوف الأصدقاء إلى جانبها، وقال: «لن نسمح للأعداء أن ينفذوا مخططاتهم على الرغم من حجم الاستهداف والدول الضالعة فيه وحجم المرتزقة الذين تم تجنيدهم وتمويلهم وتسليحهم وتهريبهم إلى داخل سورية».
وأشار اللحام إلى أن التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية له «دور مهم» في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. حضر اللقاء سفير سورية في طهران عدنان محمود والوفد المرافق.
وفي وقت لاحق، التقى اللحام أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الذي أكد أن الولايات المتحدة تدعم الإرهاب في سورية والمنطقة، مشيراً إلى أن مزاعمها حول تشكيل تحالف ضده «خدعة».
وقال شمخاني: إن «إيران تولي اهتماماً خاصاً بسورية وهي تتابع عن كثب تطورات الأحداث فيها فالإرهاب الذي تتعرض له يهدد الأمن والسلم العالميين وهو يتمدد عابراً للحدود لأنه لا توجد إرادة جادة لمكافحته»، وشدد على أن سورية «في الخط الأمامي للدفاع عن الأراضي الإسلامية أمام الكيان الصهيوني وموجة الإرهاب التكفيرية»، وتابع «لذلك، فإن إضعاف سورية سيؤدي إلى إثارة الكثير من الأزمات والمشاكل في المنطقة»، ووصف «الإرهاب بأنه سيف ذو حدين سيرتد على حامليه».
وأضاف: إن «إيران تقف إلى جانب الشعب السوري وشعوب المنطقة وهي تؤكد دائماً على عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية لسورية وضرورة احترام سيادتها»، معرباً عن ثقته بأن النصر سيكون حليف سورية التي صمدت وقاومت على مدى أكثر من أربع سنوات.
من جهته، بين اللحام أن الإرهاب المتفشي اليوم في سورية والعراق ومصر وليبيا لن يبقى محصوراً داخل حدود هذه الدول، مشيراً إلى المسؤولية المشتركة على شعوب المنطقة لحماية شعوبها من «حملة السواطير وقاطعي الرؤوس». وقال إن «سورية حذرت ونبهت العالم منذ أكثر من أربع سنوات أن هذا الإرهاب الذي يجري دعمه وتسليحه فيها سيرتد يوماً على الجميع وعندها ستصعب المواجهة».
وأضاف: «رغم كل الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية وعمليات قطع الرؤوس أمام الكاميرات وتهديم الحضارات والآثار واستهداف الشعب في سورية والعراق وتشريده، لا تزال بعض الدول الغربية وبعض الدول الخليجية تتعامل بمواقف مزدوجة مع الإرهاب وتصنفه بين مقبول وغير مقبول».
وقال رئيس مجلس الشعب: إن «الإرهاب الموجه ضد الدولة السورية مقبول بالنسبة لهذه الدول في الوقت الذي تعلن فيه الحرب على داعش في الإعلام، ولكنها تدعمه وتسلحه سراً».
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مصر إلى القيام بدور بناء باعتبارها قوة كبرى في المنطقة، موضحاً أن بين البلدين نقاط خلاف ونقاطاً تتشاركان بها، متمنياً أن تعالج هذه النقاط بحكمة القيادة المصرية.
وفي حوار مع قناة «الميادين»، أمل ظريف بدور مصري أساسي في المنطقة، داعياً دول الجوار إلى التعاون من أجل إحلال الأمن ومحاربة التطرف.
ورأى أن «دول جوار سورية تجذرت فيها رغبة الثأر الشخصي من الرئيس بشار الأسد، وهناك بعض الأطراف يريدون تمكين داعش في المنطقة»، واتهم «البعض» في المنطقة بتقديم التسهيلات المالية والأسلحة والممرات الآمنة لداعش وجبهة النصرة في سورية.
(سانا – أ ف ب- اليوم السابع – رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن