رياضة

تذكروا الماضي والمستقبل

| محمود قرقورا 

عندما تطأ قدم لاعبينا أرض الملعب لخوض غمار مباراة دولية بكرة القدم يجب أن يتذكروا ماذا سيقدمون من رسالة لأبنائهم وأحفادهم، فالأمر ليس مجرد لعب مباراة تنتهي نتيجتها فرحاً وطرباً أو ألماً وحسرة.
الجيل الذي يعتبر نفسه سيد الكرة السورية في السبعينيات بوجود الطوغلي والمحلمي والأصفهاني وطاطيش وقسطلي ولطفي وسرور وسمير سعيد وبرجكلي خسروا مرات عدة لكن واحدة من تلك الخسارات صارت مضرب المثل لأنها لم تكن في الحسبان، ونقصد الخسارة أمام اليمن في دمشق عندما استضفنا الدورة العربية 1976 فوجدها الفنان ياسر العظمة مادة دسمة في أحد مشاهد مسرحية غربة بقوله المأثور: أنا شو ذنبي إذا اليمن غلبتنا بالدورة الرياضية؟
والخسارة تلك ينطبق عليها المثل العربي الجاهلي المشهور: لو ذات سوار لطمتني.
عام 2012 شارك منتخبنا بدورة نهرو الودية ولم يكن أجن المقامرين يراهن على خسارتنا أمام جزر المالديف وقلت في حينها: ماذا يقول ياسر العظمة لو وقف على خشبة المسرح ثانية، وخاصة أن جزر المالديف ما زالت من الدول النامية كروياً.
وعندما التقيناها 2012 كنا قد تواجهنا أربع مرات حملت أربعة انتصارات بمجموع تهديفي 32/1 لمصلحتنا فحصل المحظور.
أمس الأول واجهنا فيتنام وكانت الخسارة أداء ونتيجة وأخلاقاً.
لسنا ممن يطالب بجلد المدرب واللاعبين فالخسارة تحدث لكن الجانب الأخلاقي والانضباطي خط أحمر وكنا أول من بارك خطوة معاقبة اللاعبين الخارجين عن النص قبل مباراة اليابان.
في كرة القدم تحديداً الانضباط أساساً سواء داخل الملعب أم خارجه وقلة الأدب عواقبها وخيمة ومنعكساتها عظيمة وتحدث شرخاً وتكون سبباً في الخسارة وأكثر من لاعب عالمي استبعد رغم الحاجة الماسة له كالبرازيلي كارلوس ألبرتو توريس الذي استبعد من تشكيلة البرازيل خلال مونديال 1966 ثم كان الكابتن الذي رفع الكأس في المونديال التالي عندما عاد إلى رشده وعرف حجمه وأن المنتخب أكبر منه.
من منا لم يشاهد اللقطة التي خرج فيها زيدان عن النص خلال مونديال 2006 فطرد وكان السبب المباشر في ضياع الكأس على الفرنسيين.
خسارة فيتنام نتمناها درساً بليغاً من منطلق أن المرء لا يتعلم إلا من أخطائه فهل يكون رد الفعل مقنعاً لجماهيرنا التي لم تقتنع أساساً بفكرة المدرب أيمن حكيم؟ وهل يتذكر لاعبونا أنهم يتركون إرثاً يجب أن يكون تليداً لأبنائهم وأحفادهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن