عربي ودولي

القوات العراقية تواصل اقتحام المدينة وتصد هجوماً لداعش … العبادي: النصر في معركة الفلوجة أصبح في اليد

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، إكمال المرحلتين الأولى والثانية من عمليات تحرير الفلوجة بنجاح، مؤكداً أن النصر في المعركة أصبح في اليد.
وقال العبادي في بيان نشر على هامش اجتماعه بقادة عملية تحرير الفلوجة: «هدفنا هو تحرير الإنسان وتحقيق الانتصار وتحرير الأراضي بأقل الخسائر».
وأضاف البيان: «النصر أصبح باليد بهمة وشجاعة المقاتلين، وأن العالم ينظر بإعجاب لانتصارات القوات العراقية وتحرير المدن المغتصبة وإلحاق الهزائم المتلاحقة ب‍داعش»، مجدداً التأكيد «على بذل أقصى الجهود لحماية المدنيين». واطلع العبادي على شرح مفصل عن آخر التطورات الميدانية وتفاصيل تحرير 27 قرية وقصبة تمت في المرحلة الثانية من خطة تحرير الفلوجة.
وبعد التحرير ستكون الفلوجة ثالث أكبر مدينة في العراق تستعيدها الحكومة بعد مدينتي تكريت مسقط رأس صدام حسين والرمادي مركز محافظة الأنبار.
ميدانياً، أفادت مصادر أمنية عراقية بأن القوات العراقية صدت أمس هجوماً عنيفاً لتنظيم داعش على ناحية كبيسة جنوب هيت، وقتلت العشرات من مسلحي التنظيم.
وقال قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن قاسم المحمدي: إن «قوات الفرقة 7 بالجيش والشرطة ومقاتلي العشائر تمكنوا من صد الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على ناحية كبيسة جنوب هيت». وأشارت المصادر الأمنية العراقية إلى أن التنظيم استخدم الانتحاريين والسيارات المفخخة في المعارك، منوهة بأن المعارك أسفرت عن مقتل ثمانية من القوات العراقية بينهم ضابطان، إلى جانب مقتل وإصابة أعداد كبيرة من عناصر التنظيم.
في سياق متصل جدد قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي، أمس، تأكيده على استمرار عمليات تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش، مشيراً إلى مقاومة التنظيم في محاور اقتحام المدينة.
وقال الساعدي في حديث لـ«السومرية نيوز»: إن «القوات العراقية تواصل عملياتها العسكرية لاقتحام مدينة الفلوجة ومن مختلف المحاور والاتجاهات الجنوبية والشمالية والشرقية للمدينة».
وأضاف: إن «هناك مقاومة لتنظيم داعش لكنها ليست بالعنيفة وقواتنا تعالجها بكافة الأسلحة وبمساندة طيران التحالف الدولي والقوة الجوية والمروحية للجيش والمدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ».
وكان الساعدي أكد الثلاثاء، استمرار عملية تحرير الفلوجة حتى «إنقاذ» أهلها، نافيا أن يكون هناك توقف للعمليات.
بدوره أكد راجع بركات عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار أن القوات العراقية تصدت للهجوم وواصلت التقدم باتجاه مركز الفلوجة.
وساهم طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ومروحيات الجيش العراقي في التصدي للهجوم، وفقاً لمصادر ميدانية.
وفي واشنطن أقرت وزارة الدفاع الأميركية بأن الهجوم «صعب». وقال المتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس: إن «اليومين الماضيين أظهرا» أن تنظيم داعش «لديه النية للقتال». وبدأت قوات الأمن العراقية بمساندة قوات الحشد الشعبي، بفرض حصار منذ أشهر عدة على مدينة الفلوجة. وسيطر داعش على المدينة في كانون الثاني 2014، قبل أن يشن هجوماً واسع النطاق في حزيران من العام المذكور استطاع خلاله السيطرة على مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد.
وقال مصدر من داخل الفلوجة لوكالة فرانس برس إن «الأهالي يترقبون وصول القوات العراقية لانقاذهم كونهم يعيشون خطراً متواصلاً».
وذكر ضباط في القوات العراقية أن «الإرهابيين يجندون رجالاً وفتياناً للوقوف معهم لمواجهة تقدم القوات. وتمكن آلاف المدنيين من الهرب من قبضة التنظيم منذ بدء عملية تحرير الفلوجة ليلة 22-23 من الشهر الحالي، لكنهم من مناطق على أطراف المدينة».
ويرجح أن خمسين ألف مدني لا يزالون عالقين داخل المدينة.
وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن لديها «معلومات عن مئات العائلات التي يستخدمها التنظيم دروعاً بشرية في وسط الفلوجة». كما قالت ممثلة الأمم المتحدة في العراق ليز غراندي إن مسؤولي الأمم المتحدة «تلقوا تقارير موثوقة بأن داعش يجمع العائلات في مركز المدينة ولا يسمح لهم بمغادرة نقاط التجمع هذه».
وأضافت للصحفيين إن «ذلك يشير إلى أن داعش يمكن أن يستخدمهم أو ربما ينوي استخدامهم كدروع بشرية».
وأكدت أنهم «في خطر شديد في حال حدوث مواجهة عسكرية». هذا وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أمس عن وجود ما لا يقل عن عشرين ألف طفل محاصرين داخل الفلوجة التي تنفذ قوات عراقية عمليات لتحريرها من سيطرة الإرهابيين. وقال بيتر هوكينز ممثل المنظمة في العراق في بيان إنه «وفقاً لتقديرات (منظمة) اليونيسف هناك ما لا يقل عن 20 ألف طفل محاصرين داخل المدينة».
وأشار السكان القلائل الذين تمكنوا من الفرار من الفلوجة منذ انطلاق العمليات العسكرية في 23 أيار الماضي إلى معاناة الأهالي العالقين في المدينة جراء نقص الغذاء ومياه الشرب. وقال هوكينز إن «الأطفال يتعرضون لخطر التجنيد القصري وضغوط أمنية مشددة إضافة للعزل عن عائلاتهم». وأضاف: إن «الأطفال المجندين يجدون أنفسهم مرغمين على حمل السلاح والقتال في حرب الكبار وحياتهم ومستقبلهم في خطر».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن