سورية

خبراء روس: تركيا تريد محاربة الأكراد وليس داعش

| وكالات

شكك خبراء روس في تصريحات النظام التركي بأنه يريد محاربة تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، واعتبروا أن الهدف الأساس للنظام التركي هو ضرب الأكراد وليس محاربة الإرهابيين.
ونقلت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية في مقال نشرته حول إمكان مشاركة تركيا في الحرب ضد تنظيم داعش نشره الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، عن الباحث العلمي في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، فيكتور نادين راييفسكي، عدم تصديق مزاعم تركيا حول محاربة تنظيم داعش، لأن ضربتهم الأساسية ستكون ضد أكراد العراق وسورية.
وقال راييفسكي: إن علاقة أكراد سورية بـ«حزب العمال الكردستاني» هي فقط من تخيلات السلطات التركية. وحسب رأيه، لا قوة بديلة عن الأكراد يمكنها محاربة داعش في شمال سورية، والولايات المتحدة تدرك هذا».
من جانبه قال الخبير بالشؤون التركية مدير مركز الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية والدبلوماسية العامة، فلاديمير أفاتكوف: إن «تركيا تستمر في انتهاج سياسة عثمانية جديدة، وتصر على تنفيذ خطتها في سورية، ليس فقط ضد (الرئيس) بشار الأسد وروسيا وإيران، بل وضد الولايات المتحدة أيضاً». وأضاف: إن «تركيا تعدُّ نفسها قوة عالمية يمكنها التصرف كما تشاء، لذلك تحاول بكل السبل محاربة الأكراد وفرض نفوذها على المنطقة، والقيادة التركية مستعدة لعمل أي شيء لمنع قيام دولة كردية».
واستطرد أفاتكوف قائلاً: إن «الأتراك سيشاركون بنشاط في محاربة داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، فقبل أيام، توغلت الدبابات التركية في الأراضي السورية، ولكن الأميركيين بحاجة إلى الأكراد، ولن يرضخوا لشروط تركيا، وهذا سيكون اختباراً لصلابة ناتو».
وحسبما ورد في المقال، فقد «أعلن وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو عن استعداد أنقرة لإرسال قوات خاصة لمشاركة الأميركيين في محاربة داعش، وفتح جبهة ثانية ضد التنظيم في شمال سورية. في حين أن روسيا تعتقد أنه لا يمكن لتركيا القيام بعمليات برية في سورية من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي أو موافقة السلطات السورية».
وتابع المقال: «قال وزير الخارجية التركي: إن العسكريين الأتراك يمكنهم السيطرة على المناطق الواقعة جنوب جرابلس وإغلاق الحدود بالقرب من منبج، لمنع وصول الإمدادات إلى الإرهابيين من الخارج. والشرط الأساس رفض الولايات المتحدة التعاون مع أكراد سورية. لأن حزب الاتحاد الديمقراطي، بحسب اعتقاد أنقرة، يرتبط بحزب العمال الكردستاني، الذي يناضل من أجل استقلال كردستان التركية منذ ثلاثة عقود. أي بحسب تشاووش أوغلو، تُفتح الجبهة الثانية من دون «حزب الاتحاد الديمقراطي».
وأردف المقال، «بيد أن الولايات المتحدة لا تعُدُّ حزب الاتحاد الديمقراطي إرهابياً، وتتعاون مع مقاتليه في الحرب مع داعش، حيث كانت الطائرات الأميركية ترمي لمقاتليه الأسلحة والذخائر خلال معركة كوباني (عين العرب)». وبين المقال، أن «نشر وكالة الصحافة الفرنسية صور القوات الخاصة الأميركية مع وحدات الحماية الكردية أدى إلى رد فعل عنيف من جانب أنقرة، التي اتهمت واشنطن بالنفاق».
وأضاف المقال: «لعل ذلك كان أحد أسباب تأخير نشر راجمات هيمارس الصاروخية الأميركية على امتداد الحدود التركية السورية لدعم هجوم الفصائل الكردية على المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين».
لكن تشاووش أوغلو نفى ذلك، وأكد استعداد تركيا التام لنشر منظومات «هيمارس»، وأعلن أن أسباب التأخير تتحملها واشنطن. وهذا يعني أن هجوم الأكراد قد يؤجل إلى شهر آب على أقل تقدير.
واستطرد المقال «من الواضح أن لأنقرة خطتها الخاصة لمحاربة داعش. ففي البداية يجب على الولايات المتحدة التخلي عن التعاون مع الأكراد، وبعد ذلك تقوم التشكيلات العربية التي شكلت من المهاجرين، بدعم جوي ومدفعي، بتطهير المناطق الحدودية من الإرهابيين، تساندهم في ذلك القوات الخاصة لتركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ثم بعد ذلك يتم التوجه نحو الجنوب».
وحول الموقف الروسي من ذلك جاء في المقال، «لكن روسيا ترفض رفضاً قاطعاً مشاركة تركيا في النزاع السوري؛ حيث صرح نائب وزير خارجيتها، ميخائيل بوغدانوف للصحفيين، بأنه يجب أن تكون هناك قرارات دولية من مجلس الأمن الدولي، أو اتفاق مع السلطات السورية؛ لأنه ليس لدى الأتراك ما يبرر تدخلهم في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن