سورية

«ستراتفور»: هزيمة داعش رهن بطرده من الرقة

| وكالات

قال تقرير تحليلي لموقع «ستراتفور» الاستخباراتي الأميركي: إن سعي القوات الأميركية بالتعاون مع «قوات سورية الديمقراطية»، التي يتشكل أغلبها من قوات كردية، إلى استعادة مدينة الرقة من تنظيم داعش، سيكون نقطة مفصلية في مصير التنظيم في سورية.
واعتبر تقرير «ستراتفور»، الذي نشرته مواقع إلكترونية، أن فقدان الرقة سيكون لداعش، ضربة مدمرة، ليس فقط لما للمدينة من قيمة رمزية كعاصمة لما يسمى «دولة الخلافة»، وإنما لأنها ممر مهم لنقل الأشخاص والإمدادات للتنظيم.
فالرقة تقع على نهر الفرات، وهو مفتاح السيطرة على عدة طرق سريعة في سورية، وداعش يواجه مشاكل في تحريك مقاتليه وإمداداته من محافظة حلب إلى شرق سورية وخارجها. ودون الرقة، سوف يضطر التنظيم إلى الاعتماد على طريق «الرصافة الرماد شولا»، الذي يهدده تقدم قوات الحكومة السورية تجاه دير الزور.
ويتوقع التقرير نظراً لأهمية المدينة في عمليات داعش في سورية، أن يوجه التنظيم مزيداً من المقاتلين إلى الرقة وأن يعزز دفاعاتها عنها، مع إطلاق سلسلة من الهجمات المضادة على طول خطوط الجبهة مع قوات الدفاع الذاتي الكردية المدعومة أميركياً، بما في ذلك عند مدينة الحسكة لمحاولة صرف أنظار عدوه.
لكن التقرير يري أن وضع داعش في المدينة مهدد بسبب الهجمات من أكثر من طرف، سواء من القوات الأميركية أم الكردية أم الحكومية السورية، والروسية، ما يشكل أعباء إضافية فوق طاقته، قد تؤثر وتضر بمكانته في ساحات أخرى للمعركة. وبسبب الأهمية الإستراتيجية للرقة، سوف يقوم داعش بكل ما في وسعه للحفاظ على بقاء المدينة في متناول يديه. وفي حال فشلت القوات المدعومة أميركياً في زحزحة التنظيم عن المدينة، فإن محاولات إلحاق الهزيمة به سوف تمنى بفشل كبير، وفق التقرير.
وتدعم الولايات المتحدة، منذ عدة أشهر «قوات سورية الديمقراطية» التي يتشكل أغلبها من المقاتلين الكرد، وتحشدهم على الخطوط الأمامية على مسافة 40 كيلو متراً من شمال مدينة الرقة، وقد أظهرت تسجيلات فيديو قوافل كبيرة، وناقلات دبابات تحمل العربات المدرعة، تتحرك في جميع أنحاء المنطقة بهدف استعادة السيطرة على المدينة من مقاتلي داعش الذين استولوا عليها عام 2013.
وخلال الأسبوع الماضي بدأت الولايات المتحدة بإسقاط منشورات على الرقة حثت مواطنيها على المغادرة، معلنة أن «الوقت قد حان لترك الرقة»، وفي 21-22 أيار، زار الجنرال الأميركي جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية، سورية، وألتقى «قوات سورية الديمقراطية» في إشارة لقرب معركة تحرير الرقة. وفي يوم 24 أيار، شرعت «الديمقراطية» في التقدم نحو المدينة.
ويرى تقرير «ستراتفور» أن معضلة تحرير الرقة تتمثل في التركيبة العرقية للمدينة ذات الأغلبية العربية، على حين «قوات سورية الديمقراطية» وداعموها الذين يريدون استعادة السيطرة على المدينة، ليسوا من العرب، ويحتاج الأمر إلى قوة عربية كبيرة إذا كانوا يأملون في تلقي دعم محلي لمعركتهم.
ورغم أن «الديمقراطية» تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية التي أثبتت فعاليتها في طرد داعش من أراض في الشمال والشمال الشرقي، ولكن هناك قلقاً من أن ترسخ هذه القوات الكردية شكوك السكان المحليين من سعيهم لحكم العرب وتحويل المدينة إلى مدينة كردية، حسب التقرير.
وبرغم أن التقرير يزعم أن «المقاتلين العرب قد ينضمون إلى صفوف قوات الدفاع الذاتي مجموعات وأفراداً»، فهو يؤكد أن تدريب هؤلاء المقاتلين السوريين في التحالف يعد أحد أهداف الوحدة 250 من قوات العمليات الخاصة الأميركية المنتشرة في سورية منذ نيسان. كما يشير إلى مشكلة أخرى وهي أن تسليح هذه القوات، ومعظم عناصرها من الأكراد، قد تعتبره تركيا تسليحاً لحزب العمال الكردستاني في تركيا، وهذا خط أحمر لأنقرة، لهذا سعي الجنرال فوتيل خلال زيارته إلى تركيا لطمأنة المسؤولين الأتراك بشأن دعم الولايات المتحدة لـ«وحدات حماية الشعب». ويضيف التقرير: إنه سيكون على هذه القوات أن تعتمد على الدعم الجوي الأميركي لإخراج مقاتلي داعش من تحصيناتهم خلال معركة استعادة الرقة، وبذل جهود للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، مع ميل داعش لاستخدام الدروع البشرية ما قد يؤدي إلى ارتفاع عدد القتلى. ويختتم التقرير بتأكيد أنه مع ذلك، سوف تأتي المعركة بتكلفة رهيبة، ولا ضمانات لعدم تدمير المدينة، وقد يتكلف استعادة الرقة، الثمن نفسه الذي استعاد به العراق مدينة الرمادي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن