سورية

المساعدات الإنسانية.. تعاون سوري وضغط دولي للابتزاز السياسي

| الوطن – وكالات

رغم تعاون الحكومة السورية المستمر وتقديمها التسهيلات لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات إرهابية ومسلحة، إلا أن المجتمع الدولي يصر على استغلال هذا الملف للضغط على دمشق سياسياً.
فقد قام عسكريون روس أمس بإيصال 4 أطنان من المساعدات الإنسانية إلى محافظة درعا ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن العقيد ستانيسلاف إيفانوف، ممثل المركز الروسي للمصالحة في حميميم قوله: «أوصلنا إلى سكان قرية تبنة في محافظة درعا 4 أطنان من المساعدات الإنسانية». وأكد إيفانوف أن الحملات الإنسانية تسهم في إحلال السلام في سورية، مضيفاً: إن محاورين روساً يتعاونون مع السلطات السورية بشكل نشط. كما أوضح إيفانوف أن عسكريين روساً قاموا بإيصال كمية قياسية من شحنات المساعدات الإنسانية إلى محافظة حماة للاجئين من بلدة زارة، وفق ما ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وأشار إيفانوف إلى أن كمية المساعدات تبلغ 16 طناً، تتضمن الدقيق والحبوب، ومعلبات الأسماك واللحوم، والخبز وحلويات ومخبوزات للأطفال، كما تم نشر وحدة طبية متنقلة لخدمة المحتاجين.
وأشار إيفانوف إلى أنه بدعم من المفاوضين الروس تم الإفراج عن 16 امرأة و4 أطفال احتجزهم مسلحو «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» بعد خطفهم من زارة، كما يعمل ممثلون عن المركز على إطلاق سراح الرهائن الآخرين.
وأضاف: «الوضع العسكري في هذه المنطقة معقد جداً، ولكن عملية المصالحة لا تتوقف. هناك من بين المسلحين من يريد الانتقال إلى صفوف القوات الحكومية، ويجب مساعدتهم في ذلك».
من جانبه أقر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض بأنه «من المنتظر أن يتم اليوم (السبت) توزيع مساعدات على مواطنين في مدينة معضمية الشام بغوطة دمشق الغربية، بعد دخول قافلة مؤلفة من نحو 17 شاحنة أمس (الجمعة) تحمل نحو 4500 سلة غذائية بالإضافة إلى 1200 كيس من الطحين ومساعدات إنسانية، بعد يومين من دخول قافلة مساعدات مؤلفة من نحو 36 شاحنة تحمل سلالاً غذائية وأدوية ومواد طبية ونحو 9 آلاف كيس طحين»، لافتاً إلى أنه «كذلك كانت قد دخلت نحو ألفي سلة غذائية إلى بلدة المقيليبة بريف دمشق الغربي، بإشراف من منظمات دولية، ومن المنتظر البدء في توزيعها على العوائل داخل البلدة».
والأربعاء الماضي دخلت قوافل مساعدات إنسانية وغذائية إلى حي الوعر بمدينة حمص ومدينتي المعضمية وداريا بريف دمشق الغربي، وذلك بعد إعلان موسكو عن تهدئة لمدة 48 ساعة في داريا بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع السلطات السورية والأميركية.
والجمعة أعلن مكتب العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة موافقة السلطات السورية على إيصال مساعدات إنسانية عبر قوافل برية إلى 12 منطقة محاصرة خلال حزيران الجاري.
وأضاف مكتب العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة إن السلطات السورية وافقت أيضاً على إيصال محدود للمساعدات إلى ثلاث مناطق أخرى لكنها رفضت في المقابل إيصال المساعدات إلى منطقتين. وجاء هذا الإعلان في وقت كان يعقد فيه مجلس الأمن الدولي اجتماعاً لبحث سبل إيصال الأدوية والمواد الغذائية للسوريين المحاصرين.
ويسكن قرابة 600 ألف شخص، حسب الأمم المتحدة، 19 منطقة أو بلدة يحاصرها المتحاربون، كما أن هناك نحو أربعة ملايين في مناطق يصعب الوصول إليها، يعاني جزء منهم من سوء التغذية.
وعموماً، طلبت الأمم المتحدة دخول مساعدات إنسانية إلى 34 منطقة إما محاصرة أو يصعب الوصول إليها. ووافقت دمشق على إيصال المساعدات إلى 23 منطقة، 12 منها محاصرة، وفق ما ذكرت وكالة «أ ف ب» للأنباء.
ومن بين المناطق المحاصرة، رفضت السلطات السورية خصوصاً الدخول إلى حي الوعر في حمص ومدينة الزبداني، وسمحت بإيصال مساعدات محدودة إلى ثلاث مدن هي المعضمية وداريا ودوما، المحاصرة من الجيش السوري، وفق «أ ف ب».
وما يدحض رفض السلطات السورية إدخال مساعدات إلى الوعر، ما أفاد به مصدر مطلع في المحافظة لـ«الوطن» الأربعاء الماضي، بأن السلطات الحكومية أدخلت مالا يقل عن 300 سلة غذائية و5 آلاف ربطة خبز وكميات كبيرة من حليب وحفاضات الأطفال والأدوية الطبية إلى المدنيين المحاصرين في حي الوعر.
وقال مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين في بيان بعدما تحدث أمام مجلس الأمن الجمعة: إن على سورية السماح بدخول كامل للمساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المحتاجة. وأضاف: «نحن بحاجة إلى موافقة على كامل خطة حزيران للوصول إلى المساعدة الإنسانية».
وقبل ذلك بقليل، ناشدت فرنسا التي ترأس مجلس الأمن خلال حزيران روسيا الجمعة الضغط على حليفتها سورية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية براً، وهي الطريقة الأكثر فعالية بحسب الأمم المتحدة.
وقال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، قبل المشاركة في اجتماع مجلس الأمن لبحث سبل مساعدة السكان المحاصرين في سورية إن «الأولوية القصوى هي دفع أولئك الذين لديهم تأثير على دمشق، بدءاً بروسيا، إلى زيادة ضغوطهم على النظام».
وقد أفاد دبلوماسيون في وقت سابق أن الأمم المتحدة ستطلب الأحد موافقة دمشق للتمكن من إلقاء مساعدات إنسانية جواً لمئات آلاف السوريين المحاصرين.
لكن مساعد موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية رمزي عز الدين رمزي أوضح الخميس في جنيف أن إلقاء مساعدات جواً على المناطق المحاصرة «ليس وشيكاً».
كذلك تتضاعف صعوبات إلقاء المساعدات نظراً لاكتظاظ الأجواء السورية بطائرات روسية وسورية وأخرى تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية، وفق «أ ف ب».
وأكد المندوب البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت «ينبغي إلقاء المساعدات حيث يرفض نقلها براً». كما أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إلى ضرورة الاستعانة بالمروحيات لنقل المساعدات خصوصاً إلى 15 منطقة محاصرة من 19، لكونها الأكثر اكتظاظاً بالسكان.
من جانبه مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أكد عقب جلسة مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سورية أن الحكومة السورية تعمل باستمرار وبالتعاون مع الأمم المتحدة لإيصال الدعم الإنساني إلى جميع السوريين المحتاجين من دون أي تمييز، مبيناً أن إثارة الوضع الإنساني في سورية لها هدف واحد وهو استخدام هذا الملف كطريقة للضغط على سورية قبل بدء الجولة التالية من الحوار السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن