سورية

بسبب ظهور «داعش والنصرة» وأخواتهما.. الشباب السوري يندفع للعمل التطوعي كخيار مقاوم ووطني

| وكالات

فرضت تحديات وتداعيات الحرب في سورية أولويات واهتمامات مغايرة لإيقاع الحياة التقليدية على المجتمع، لتشكل فئة الشباب تحولاً مختلفاً لا يعكس ذاك الانطباع الجاهز لمن لا يرى بالفتوة السورية غير القتال وحمل السلاح، حيث للخنادق الإنسانية والاجتماعية فعلها الكبير في لملمة الجراح وتضميد الهم النفسي والروحي لأفراد وأسر بعضهم استشهد وآخر أصيب والباقي هجر أو أسر.
وذكرت وكالة سبوتنيك للأنباء، أنه نظراً لأن مطحنة المعارك تدور والرحى تطحن بوجود تنظيمي داعش وجبهة النصرة، المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وأخواتهما، فإن المسير نحو العمل التطوعي للشباب كان خياراً مقاوماً ووطنياً، لتتشكل الفرق الشبابية من جميع الطوائف والمناطق تحت أسماء مختلفة عملت في خدمة المهجرين وذوي الشهداء وزيارة الجرحى، إضافة إلى قيام البعض بإطلاق حملات لتنظيف وتزيين بعض المناطق في محاولة لتجميل الحارات والمدن وأخرى توعوية لتنظيف العقول من الآثار السلبية التي سببته الأزمة.
وشكل النزوح الكبير للأهالي بسبب التنظيمات الإرهابية واقعاً جديداً تطلب جهوداً من الحكومة السورية والمنظمات الدولية لتأمين حاجة المهجرين من المواد الغذائية والإقامة وغيرها، فكانت بعض الفرق التطوعية رديفاً للحكومة وشكلوا في تعاونهم وعملهم لوحة فسيفسائية تعبر عن المجتمع السوري المحب لوطنه.
من جهتها تحدثت مديرة العلاقات العامة في «فريق نسور سورية» ديمة سليمان، عن انطلاقة الفريق التي بدأت بالتزامن مع بداية الأزمة بإجراء المحاضرات الثقافية يوم واحد في الأسبوع وتم إطلاق أول تجمع شبابي في 11/9/2011 وحمل اسم «عبق الياسمين» في نادي الجلاء بدمشق، ليشهد مشاركة كبيرة من السوريين والوفود العربية التي أتت دول «لبنان والعراق ومصر»، إضافة إلى حضور الرياضيين والفنيين ورجال الدين والسياسيين، مبينة أنه بعد ازدياد عدد الفريق الذي وصل إلى 150 متطوعاً اختلفت التوجهات وتم العمل كمجتمع أهلي بتقديم المساعدات الإنسانية التي يتم تأمينها من الاشتراكات التي تجمع من أعضاء الفريق، حسب قدرة كل شخص، كما تمت زيارة جرحى الجيش العربي السوري في المشافي، علماً أن أعضاء الفريق في المحافظات يقومون بتدوين قوائم بأسماء الجرحى التي تحتاج إلى كرسي أو طرف صناعي أو أدوية، بالتعاون مع الجمعيات والجهات المعنية التي تهتم بهذا الشأن، كما تم تجميل بعض المدارس في دمشق لتكون نموذجاً تعممه وزارة التربية فيما بعد وتم إطلاق حملة «لتبقى حلوة» وهي تنظيف الشوارع ونهر بردى وإزالة الملصقات وتنظيم البسطات وتنظيف المناطق الأثرية وخلف الجامع الأموي وغيرها.
بدوره تحدث مدير الفريق عامر أبو حامد عن توجه الفريق عند انطلاقته نحو الشأن السياسي والإعلامي عبر التواصل على صفحات التواصل الاجتماعي والخروج في المسيرات والتجمعات ليتم بعدها تنظيم العمل وسمي «فريق نسور سورية» وعمل الفريق في الرد على الشائعات والأكاذيب التي تنشرها وسائل الإعلام المعادية لسورية بصيغة راقية ومحترمة، كما تم تحديد أهداف وقواعد الفريق وتم وضع شعار «نحارب الإرهاب بالسلام نبني الوطن لأجلنا».
وأضاف أبو حامد: إنه عندما ظهرت المجموعات الإرهابية المسلحة التي استهدفت الشعب السوري توجه الفريق إلى العمل ميدانياً في مراكز الإيواء والمدارس، وتم الخروج بمسيرات أسبوعية، وعندما أصبح الموضوع إنسانياً ظهر عبء، ولاسيما أن الجرحى بحاجة إلى أطراف صناعية وكراسي وعكاز وتم التواصل مع المشافي وتأمينهم، كما تم تذليل العوائق التي تعترض معاملات ذوي الشهداء وعقود التشغيل في 2012 وتم توزيع السلل الغذائية في جميع المحافظات، إضافة إلى التواصل مع جميع الوزارات لحل مشاكل الموظفين والمواطنين المهجرين من المحافظات الساخنة، إضافة إلى جمع التبرعات من الفريق وزيارة أمهات الشهداء في عيد الأم وتم إطلاق حملة «بأيدينا مدارسنا» وتم تزيين بعض المدارس وتلوينها في دمشق لتشجيع الأطفال على الدراسة والالتزام بالدوام.
ولفت أبو حامد إلى وجود لجنة التضامن المصرية في مصر مع الشعب السوري تشكلت نتيجة العلاقة التي جمعت الفريق والحزب الناصري في مصر ويقومون بإرسال المساعدات الإنسانية كل شهرين إلى سورية يتم جمعها من الشعب المصري.
ونظراً لما خلفته الأزمة من آثار سلبية في نفسية الأطفال والشباب وحتى لا تتكرر الأزمة حسب المتطوعة سليمان، تم إطلاق مشروع «خطوات نحو مستقبل أفضل» في المدارس والجامعات، ولاسيما أن علوم «التنمية البشرية، واليوغا، والطاقة» تخلص الإنسان من الطاقة السلبية وتعمل على أخلاقية الطفل لتأسيس جيل بعيد عن العنف، وتم اختيار ثلاث مدارس لتطبيق التجربة «ابتدائي، إعدادي، ثانوي» بناء على طلب وزارة التربية لمعرفة النتائج.
على حين أوضحت مديرة الفعاليات ليال جزائري أن الفريق شارك في إزالة الردم والدمار الذي خلفته التفجيرات الإرهابية في دمشق وشارك في إسعاف الجرحى والوقوف كحواجز لتسهيل مرور سيارات الإسعاف، إضافة إلى إجراء الندوات والحوارات الثقافية في المراكز الثقافية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن