على هامش لقاء باريس .. لاءات لاتزال قابلة للتنفيذ
| نعيم إبراهيم
25 وزير خارجية اجتمعوا في باريس للبحث في الجمود السياسي، ولتحديد موعد لمؤتمر «السلام» وتناقشوا في كيفية إنهاء الصراع وفي عرفهم «النزاع» العربي- الصهيوني، وخرجوا ببيان يؤكد أن «الوضع القائم حالياً» لا يمكن أن يستمر، معربين عن «القلق» حيال الوضع الميداني وسط «استمرار أعمال العنف والأنشطة الاستيطانية». ويشير البيان أيضاً إلى النصوص المرجعية الدولية، خصوصاً قرارات الأمم المتحدة كأساس للمفاوضات.
وصدرت عن الاجتماع إعلانات محدودة جداً، مع اقتراح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت «إطلاق أعمال» حول الحوافز الممكنة على مستويات الاقتصاد والتعاون والأمن الإقليميين لإقناع الطرفين الفلسطيني والصهيوني بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
ووعد ايرولت بأن تبدأ فرق العمل « قبل نهاية الشهر»، مضيفاً إنه سيسعى «بسرعة كبيرة» للتحادث مع رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لاقتراح «العمل الوثيق معهما».
أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فقد أعلن أن «لهذه المبادرة هدفاً واحداً لحث العملية السلمية الإسرائيلية- الفلسطينية. فالعنف يتزايد والأمل يتبدد، ولذلك فإننا نريد محاولة إحياء العملية السلمية. علينا العمل من أجل الاعتراف بأنه في السياق الإقليمي- كل فراغ سياسي سيملأ بالتطرف والإرهاب».
وبحسب هولاند، فإن «اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ينبغي أن يضم دول المنطقة. فالأمور تغيرت في السنوات الأخيرة. هناك حرب في سورية وفي العراق، والإرهاب في المنطقة. وهناك من سيفسر ذلك كاحتمال لترك الموضوع الإسرائيلي- الفلسطيني، لكنني أزعم العكس. فقط الطرفان ذاتهما يمكنهما اتخاذ الخطوة الشجاعة نحو السلام. نحن لا يمكننا فعل ذلك بدلاً منهما، وإنما فقط المساعدة وتقديم الضمانات».
وأضاف الرئيس الفرنسي أنه «في لقاء اليوم، علينا التشديد على أن السلام يتحقق عن طريق إنشاء دولتين لشعبين يعيشان جنب إلى جنب بأمن. وبعد المؤتمر، علينا إنشاء مجموعات عمل لتشخيص الخطوات التي ينبغي تنفيذها من أجل السماح باستئناف المفاوضات. علينا التفكير كيف نمنع التصعيد، وما ترتيبات الأمن المطلوبة، وما العواقب. علينا خلق الأرضية المناسبة التي تسمح باستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. إن هذا النزاع استمر أكثر مما ينبغي، والهدف هو العثور على الشروط الملائمة للسلام. آمل أن العملية التي نحركها اليوم ستصل إلى النهاية المأمولة، وهي تحقيق السلام».
الرد الفلسطيني تفاوت في الشكل والمضمون بين الرسمي «المرتبك» والفصائلي الرافض «بمجمله» والشعبي الذي تتفاوت مواقفه أيضاً حسب المكان والزمان اللذين يعيشهما الفلسطينيون، وكل أدلى بدلوه.
رسمياً اتهم وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي من وصفهم بـ«لاعبين كبار» من دون أن يسميهم، بخفض مستوى التوقعات في البيان الختامي. وأضاف المالكي «يبدو أننا ندفع ثمن حضور اللاعبين الكبار، بحيث عملوا على تخفيض منسوب البيان وما تضمنه، بحيث غاب عنه كثير من النقاط الأساسية التي كنا نفترض أن تكون موجودة فيه».
وقال المالكي: «كنا نتوقع بياناً أفضل، كنا نتوقع مضمون بيان أفضل، ولكن نحن الآن في انتظار أن نسمع من الخارجية الفرنسية والعرب الذين شاركوا في هذا الاجتماع».
بينما علق المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على الاجتماع الفرنسي، بالقول «إن الموقف الفلسطيني والعربي، وفق قرارات المجلس الوطني والشرعية الدولية، هو بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967».
وأضاف «كذلك عدم المساس بمبادرة السلام العربية، والحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية لأن ذلك هو الطريق الوحيد الذي يحقق الأمن والاستقرار». وأكد أبو ردينة «التزام الجانب الفلسطيني بسلام عادل وشامل وفق حل يحافظ على مقدساتنا وحقوقنا وتاريخنا».
محق صاحب الدعوة هولاند بقوله «إن هذا الصراع أو (النزاع) برأيه، استمر أكثر مما ينبغي وكل فراغ سياسي سيملأ بالتطرف والإرهاب» غير أنه نسي أو تناسى عن سابق عمد وإصرار أن استمرار الاحتلال الصهيوني لفلسطين هو الذي يساعد في نشر التطرف والإرهاب وليس أدل على ذلك من الذي نراه اليوم من إرهاب عابر للقارات جاء إلى الأرض العربية ليقتل ويفكك ويدمر وينهب عبر ميليشيات وفصائل مسلحة تحت راية «الجهاد» وغيرها بذريعة إحقاق الحرية والديمقراطية والتعددية غير ذلك من شعارات أثبت الواقع أنها باطلة.
كم بتنا اليوم بحاجة إلى كثير من دعوات تنشيط الذاكرة لقراءة ما يجري راهناً ذاتياً وموضوعياً، قراءة صحيحة والبناء عليه مستقبلاً لنصل إلى نتيجة كانت وستبقى راسخة مفادها أن الاحتلال والسلام نقيضان لا يلتقيان أبداً مهما فرخت المبادرات والمشاريع حلولاً تسووية هي في شكلها ومضمونها مؤامرات لتصفية القضية المركزية للعرب (فلسطين)، لذلك ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها.
بالمناسبة، «لاءات الخرطوم» لا تزال قابلة للتنفيذ أيها السادة، وستدعمها اليوم «لاءات دمشق والمقاومة»، فقط تعالوا و(ستأتون حتماً) إلى عاصمة الياسمين.. فعندها يبقى دائماً الخبر اليقين والموقف الثابت الذي لا يلين.