سورية

تأكيد روسي والمعارضة تشكك: «النصرة» وحلفاؤها هاجمو الشهباء.. وجنود أتراك في محيطها … الجيش يستعيد ثلاث قرى بريف حلب الجنوبي.. و«الديمقراطية» تتقدم نحو منبج

| الوطن- وكالات

استعاد الجيش العربي السوري بعض المناطق التي خسرها نتيجة استغلال جبهة النصرة المدرجة على لائحة الإرهاب الدولي نظام «وقف العمليات القتالية» ووجود مجموعات مسلحة موقعة على الاتفاق لا يستهدفها سلاحا الجو السوري والروسي فقصفت أحياء حلب وشنت هجوماً بريفها الجنوبي بمشاركة أكثر من ألف مقاتل بينهم أتراك، الأمر الذي شكك فيه معارضون، وذلك بالترافق مع تقدم «قوات سورية الديمقراطية» باتجاه مدينة منبج بريف المحافظة الشمالي من محورين.
وأكد ناشطون على موقع «فيسبوك»، أن قوّة مشتركة من الجيش السوري و«حزب اللـه» استعادت مساء أمس السيطرة على قرى خلصة، برنة، زيتان وحميرة بريف حلب الجنوبي بعد هجوم عنيف شنته «النصرة» وحلفاؤها من التنظيمات المسلحة وتمكنت من خلاله من السيطرة على عدة مناطق في الريف المذكور.
من جهته أكد متحدث باسم المركز الروسي للمصالحة في حميميم في بيان نقلته وكالة «سانا» للأنباء أمس أن نحو ألف إرهابي هاجموا مواقع للجيش السوري في منطقة بريج جنوب غرب حلب، مؤكداً أن الإرهابيين شنوا هجومهم من جانب منطقة الأنصاري حيث تنتشر ما تسمى «المعارضة المعتدلة»، مشيراً إلى نشوب اشتباكات عنيفة بين الإرهابيين ووحدات من الجيش السوري في «مكان يبعد 800 متر عن معسكر في حي النصر حيث يحاول الإرهابيون الوصول إلى جزء من الطريق الدولي».
ونقل المتحدث عن سكان محليين: أن «مجموعات مسلحة تضم عسكريين أتراكا ظهرت في مناطق متاخمة لأحياء من مدينة حلب تدور فيها الأعمال القتالية»، معتبراً أن الحكومة التركية تزيد من دعمها للمجموعات المسلحة وتسهل تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة والذخيرة عبر حدودها إلى شمال سورية.
وأوضح المركز الروسي أن مقاتلي «النصرة» وجهوا ضربات مكثفة باستخدام المدفعية ومنظومات مضادة للطائرات وقذائف هاون استهدفت أحياء الشيخ مقصود والمحافظة والزهراء ومطار النيرب إضافة إلى مواقع للجيش السوري في منطقة حندرات شمال المدينة.
وتابع: إن تنظيم «جبهة النصرة» استغل اتفاق وقف الأعمال القتالية ووجود فصائل ما تسمى «المعارضة المعتدلة» التي لا تستهدفها القوات الجوية الفضائية الروسية والطيران السوري في المناطق نفسها التي ينتشر فيها الإرهابيون».
وأشار المتحدث إلى أن «النصرة» أعادت تمركز مقاتليها وزادت من احتياطياتها من الأسلحة والذخيرة وشنت أعمالا إرهابية نشطة على المناطق المجاورة.
من جهتها ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء نقلاً عن مسؤول في المركز قوله «كان هناك قصف مستمر بقاذفات الصواريخ والمدافع والمورتر والمواقع المضادة للطائرات. قصف الإرهابيون عدة مناطق ليست مأهولة فقط بالقوات الحكومية وقوات كردية بل بالمدنيين أيضاً».
وفيما أكد المركز ارتقاء 40 شهيداً وإصابة نحو 100 شخص في اعتداءات إرهابية على حي الشيخ مقصود في المدينة، ذكرت «سانا» أن عدد الشهداء بلغ 12 والمصابين 88 بقصف مماثل على أحياء الميدان والفيض والحي الثالث بالحمدانية.
وفي المقابل شكك مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن «بالتقديرات الروسية لأرقام المقاتلين المهاجمين بريف حلب» معتبراً أنها «كاذبة كحصيلتها للخسائر البشرية في قصف فصائل على مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة حلب».
وأشار عبد الرحمن إلى «11 شهيداً مدنياً إلى الآن بينهم 4 أطفال دون سن الـ18 في القصف الذي استهدف أحياء بالمدينة منذ صباح اليوم».
وبخصوص خرق الهدنة ذكر عبد الرحمن أن «الهجوم بريف حلب الجنوبي انطلق يوم أمس (الجمعة)، ونفذته فصائل جيش الفتح والحزب الإسلامي التركستاني وفصائل مقاتلة وإسلامية، والطائرات لم تهدأ منذ يوم أمس في استهداف ريف حلب الجنوبي إضافة لاستهدافها المدنيين في كثير من المناطق، ولم نسجل إلى الآن وجود جنود أتراك داخل الحدود السورية، إلا أن هناك بعض الخرق من القوات التركية داخل أراضي حدودية بريف منطقة عفرين».
إلى الريف الشمالي حيث تواصلت عملية «قوات سورية الديمقراطية» بدعم جوي من مقاتلات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية باتجاه مدينة منبج وتقدمت «الديمقراطية» جنوب غرب المدينة موسعة سيطرتها إلى 34 قرية ومزرعة.
من جهتها، نقلت مواقع كردية عن الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري المنضوي ضمن «قوات سورية الديمقراطية» شرفان درويش أمس، أن قواتهم سيطرت على مساحة 21 كم في محوري مدينة منبج، موضحاً في مؤتمر صحفي عقده في قرية قشلي غرب نهر الفرات «إن مسافات قصيرة تفصل مقاتلينا عن مدينة منبج وتقدر ما بين 7كم لـ12كم، فيما قتل ما لا يقل عن 100 عنصر من التنظيم منذ بدء الحملة».
وأضاف دوريش: إن المحورين اللذين انطلقت الحملة منهما، الأول هو محور سد تشرين الواقع جنوبي مدينة عين العرب (كوباني) حيث تمت السيطرة على مساحة 16كم، من قرى «خربة الرمانة، حس آغا، وقنا تحتاني، وقنا فوقاني، محشية الشيخ عبيد، تل عريش، سكاوية، جب الشيخ عبيد، خربة العشرة، خفية أبو قلقل».
أما المحور الثاني فهو غرب نهر الفرات وبلغت السيطرة فيه مساحة 5كم «وصلوا إلى تلة أم السرج ذات الأهمية الإستراتيجية بالنسبة للتنظيم، حيث كان يختبئ زعيم التنظيم البغدادي فيها مع العديد من قياداته، إضافة إلى قرى قبر إيمو، خرفان، وجوثة»، وفق درويش.
من جانبها نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن الجيش التركي أن الأخير قصف مواقع لداعش داخل سورية أسفرت عن مقتل 14 من مقاتلي التنظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن