رياضة

سقف الكرة

| خالد عرنوس 

قد يكون من حسن حظ عشاق الكرة أو من سوء الحظ أن تتقاطع بطولتا كوبا أميركا ويورو 2016، ففي بلدنا الحبيب سيكون بوسع المتابعين انتقاء ما لذ وطاب من مباريات من الرابعة عصراً وحتى السابعة صباحاً، إلا أن المزعج للبعض الذي يهوى متابعة التفاصيل الدقيقة لفرق الصفوة العالمية في القارتين ضيق الوقت الذي قد يحرمه من ملذات أخرى ولاسيما أن شهر رمضان سيكون مناسبة ثالثة لها خصوصيتها لدى الشريحة الأوسع، ويتعين على هؤلاء عدم النوم لمتابعة كل المباريات ورؤية نخبة النجوم.
وإذا كانت مئوية كوبا أميركا لم تقدم الكثير من المتعة بعد 4 مباريات شهدت 3 أهداف فإن الأنظار ستتجه إلى الملاعب الفرنسية التي ستشهد النسخة 15 من اليورو بمشاركة قياسية لعلها تفي بالغرض، حيث يجتمع 24 منتخباً من أجل تقديم وجبات كروية لذيذة ولا تفتقد هذه البطولة سوى طواحين هولندا الذين مروا بمنعرج مهم بعد حلولهم ثالث المونديال الفائت.
يمكننا إطلاق (سقف الكرة) على بطولة القارة العجوز وهو العنوان الذي اخترناه عنواناً لأول إصداراتنا المشتركة مع زميلي محمود تحت راية صحيفة «الوطن» الغراء في عام 2008 ويومها بحثنا بتأنٍ لنصل إلى العنوان المذكور، الذي يمثل واقع الحال في الكرة العالمية.. فدول القارة الأوروبية التي كانت أول من عرف كرة القدم (بشكلها الحالي) وأسست العديد من الأندية التي مازالت حتى الآن وأنشأت البطولة ونظمتها بدقة عالية حتى أضحت بعض الدوريات المحلية (فلكلوراً) لا يمكن التخلي عنه بسهولة وعاشت تلك الأندية في بحبوحة مادية أتاحت لها التعاقد مع أفضل لاعبي العالم واستغلت الاحتراف على النحو الأمثل فأضحت تسبق نظيراتها في القارات الأخرى وعندما انطلقت أمم أوروبا (متأخرة) كان الأوروبيون تعودوا متابعة أندية النخبة في بطولة خاصة أصبحت هذه الأيام أكثر متابعة من بطولات العالم وباتت تشكل حالة خاصة يحاول الأوروبيون تطويرها كلما سمح الأمر، وأضحت بطولات الكرة في القارة العجوز محط أنظار محطات التلفزة العالمية التي تدفع المليارات للظفر بحقوق النقل الحصري للبطولات المحلية والقارية ما زاد في انتعاش صناديق الأندية والاتحاد الأوروبي الذي يعمل دائماً للتطوير بدءاً من مدارس البراعم وانتهاءً بأعظم النجوم الذين باتوا نجوم مجتمع، لهذه الأسباب ولأسباب أخرى تبقى بطولات أوروبا تمثل صفوة اللعبة وسقفها حتماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن