الشح التهديفي سمة الجولة الأولى من مئوية الكوبا … التانغو ينشد ثأراً سريعاً من اللاروخا
يبدو أن الصيف المجنون الذي وعدنا به مع مجانين الكرة في البطولة الاستثنائية لكوبا أميركا تزامناً مع عيدها المئوي لم يف بوعوده حتى الآن، فخلال المباريات الأربع الأولى لحساب المجموعتين الأولى والثانية نجد أن ستة منتخبات لم تهتد إلى الشباك، وتسجيل ثلاثة أهداف في أربع مباريات نسبة ضئيلة جداً لبطولة تشتهر باللعب الهجومي المائل إلى المتعة ونفث السحر في الملاعب، وأن تصمت الشباك إلا في مرة استثناء خلال 450 دقيقة فتلك حكاية غير مألوفة ولا مرغوبة أو منتظرة.
عندما تتعادل البرازيل مع الإكوادور سلباً مع مصادرة هدف مثار جدل لمصلحة الإكوادور فهذا يعني أن البرازيل خرجت بنتيجة جيدة وهذا غير مألوف عندما نتحدث عن منتخب كانت تهابه الخصوم وتهلل للتعادل معه، وعندما تتعادل البارغواي مع كوستاريكا من دون أهداف بفعل الطقس الحار فهذا يؤكد صعوبة حصد النقاط في المجموعة الأولى التي تصدرتها كولومبيا بفوز مشهود على صاحب الأرض والجمهور بهدفين نظيفين.
وعندما تكتفي البيرو بهدف نظيف بمرمى الضيف الجديد هاييتي فتلك نتيجة ذات شقين: الأول أن المنتخب البيروفي حقق المطلوب، والثاني أن المنتخب الضيف خرج مرفوع الرأس من تجربته الأولى بمواجهة عمالقة القارة اللاتينية.
ولا خلاف أن هدف الدولي البيروفي باولو غيريرو هو النقطة البيضاء في الثوب الأسود للمجموعة الثانية، وهو هدفه الحادي عشر في ظهوره السادس عشر في المسابقة، ويحسب له أنه سجل للبطولة الرابعة على التوالي وهذا لم يحققه أي نجم آخر منذ انتظام البطولة كل أربع سنوات، ومعلوم أن غيريرو هو الهداف التاريخي لمنتخب البيرو ووصل بهدفه الرأسي إلى الرقم 27 متخطياً الأسطورة البيروفية كوبيلاس صاحب الـ26 هدفاً.
صباح اليوم تقابلت جامايكا مع فنزويلا، ثم المكسيك مع الأورغواي، وكلنا أمل أن تكون النجاعة الهجومية بدأت تتكشف، غير أن الهم والاهتمام سيكون عند الخامسة صباح الغد عندما تتقابل الأرجنتين مع تشيلي في إعادة سريعة لمباراتهما النهائية في النسخة الفائتة، وتسبقها عند الثانية فجراً بنما الضيف الجديد مع بوليفيا.
ثأر سريع
منتخب التانغو لم يسبق له أن انحنى أمام تشيلي خلال بطولة كوبا أميركا، غير أن التعادل من دون أهداف في نهائي النسخة الفائتة كان كافياً لأصحاب الأرض يومها لتجريب حظهم مع ركلات الأعصاب التي ابتسمت لهم، واليوم تعود الفرصة من جديد للمنتخب الأرجنتيني المتخم بالنجوم لتحقيق ثأر سريع وقد بلغه فعلاً خلال التصفيات المونديالية، ولكن الفوز في مستهل مباريات المنتخبين للبطولة الأممية سيكون طعمه لذيذاً، وهذا ما يبحث عنه ليونيل ميسي حديث الصحافة والإعلام وزملاؤه التواقون لتسجيل أسمائهم بين نخبة الفائزين، وبالتالي إعادة الهيبة لمنتخب بلادهم الغائب عن منصات التتويج في مختلف المحافل منذ التتويج بلقب هذه النسخة قبل ثلاثة وعشرين عاماً.
ميسي عائد من إصابة طفيفة ترافقت مع مثوله أمام القضاء بحجة تهربه من تسديد الضرائب، ولذلك سيكون الملعب فيصلاً لإعادة الهيبة من جديد وهذا هو المتوقع، مع الأخذ بالحسبان أن النظر لمنتخب تشيلي بعد تتويجه بكوبا أميركا تختلف 180 درجة عما كانت عليه قبل التتويج قبل عام.
تاريخياً لا مقارنة بين المنتخبين، فخلال 86 مباراة فاز منتخب التانغو 57 مقابل ست هزائم و23 تعادلاً والأهداف 187/69 وفي هذه البطولة تحديداً تقابلا 25 مرة كانت الغلبة للأرجنتين 18 مرة مقابل 7 هزائم والأهداف 56/12 وبناء عليه فإن الفوز الأرجنتيني متوقع إلا إذا كان لألكسيس سانشيز وفيدال ومن ورائهم السد المنيع برافو رأي مغاير.
مجرد بداية
عندما تلتقي بنما مع بوليفيا فإن المنتخبين يدركان أنهما يخوضان المباراة الأسهل ونقاطها قد تكون الأقل صعوبة، وخاصة أن منتخبي التانغو واللاروخا مرشحان فوق العادة للمضي بعيداً في البطولة، وتبدو فرصة بوليفيا أوفر نظراً لخبرتها الطويلة وهي بحق أحد الأبطال وحدث ذلك قبل ثلاثة وخمسين عاماً، وربما يكون لمنتخب بنما مجهول الهوية رأي آخر إن استطاع تحصين دفاعه كما جرت العادة في هذه البطولة.
تاريخياً لم يبصم منتخب بوليفيا في البطولة إلا عندما كان المستضيف وحصل ذلك 1963 عندما اعتلى القبة اللاتينية، وعام 1997 عندما حل وصيفاً للمنتخب البرازيلي المذهل يومها.