قبل خمسة أيام من كأس أوروبا .. الفيضانات تراجعت في فرنسا… والإضرابات تقدمت.. والحلول تنتظر التوافق
لا تزال فرنسا تعيش أياما صعبة للغاية، وتشهد مزيداً من التعقيد مع مرور الوقت، سواء من فيضانات الطبيعة، أو فيضانات الشعب الغاضب على سياسات حكومته. فقبل خمسة أيام من انطلاق مباريات كأس أوروبا لكرة القدم، تبدو الأجواء مثقلة في فرنسا أمس حيث أوقعت فيضانات أربعة قتلى خلال أسبوع، فيما لا تزال البلاد تحت تهديد الإضرابات والمخاوف الأمنية.
وحده فوز منتخب فرنسا في آخر مباراة تحضيرية حمل بعضا من الفرح وعنونت صحيفة «جورنال دو ديمانش» «الاحتفال رغم كل شيء» فوق صورة لشرطيين من قوة النخبة تحت المطر أمام ستاد دو فرانس.
وأوقعت فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة أربعة قتلى خلال أسبوع في ضواحي باريس ووسط البلاد وتسببت بخسائر تراوح بين 600 مليون وملياري يورو بحسب شركات التأمين.
وتجنبت العاصمة الفرنسية، حيث تصدر إشارة الانطلاق مساء الجمعة لمباريات كأس أوروبا، الأسوأ، فقد بلغ منسوب نهر السين أعلى مستوى له منذ 1982 قبل أن يبدأ بالانحسار السبت من دون التسبب بأضرار خطرة.
وأمس تأكد انحسار النهر وبات على ارتفاع 5.77 أمتار فوق منسوبه العادي فيما كان بلغ 6.10 أمتار.
لكن التيقظ يبقى قائماً وأمضت نصف منطقة النورماندي (شمال غرب) الليل في حالة تأهب قصوى قبل أن تعود إلى مستوى التأهب العادي أمس.
ومن أجل «التضامن» مع الضحايا، حاول رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس السبت إقناع عمال سكك الحديد الذين ينفذون إضراباً منذ الثلاثاء باستئناف العمل.
وقال: إن هذا التحرك لفترة غير محدودة «غير مفهوم على الإطلاق» في المناطق التي غمرتها الفيضانات.
وسبق أن دعت الحكومة الاشتراكية الحريصة على إنهاء خلاف يمكن أن يحدث خللاً في حركة النقل بين المدن العشر المضيفة للمباريات، منفذي الإضراب إلى إبداء حس «بالمسؤولية» مع اقتراب كأس أوروبا.
لكن دعواتها لم تلق أصداء حتى الآن. واقتصر العمل على نصف عدد القطارات على الخطوط الرئيسية.
إلا أن ما يكثف الضغوط، إعلان طياري شركة الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس» عن إضراب من 11 إلى 14 حزيران.
وهذه الإضرابات تهدف إلى تحقيق مطالب لكن أساسها يعود إلى نقمة واسعة احتجاجاً على إصلاح قانون العمل. وتثير منذ ثلاثة أشهر تظاهرات تشوبها أعمال عنف في بعض الأحيان.
وحتى الآن تصر الحكومة ومعارضوها على مواقفهم ومن المرتقب تنظيم تظاهرة كبرى في باريس في 14 حزيران.
ويثير استمرار الغضب الشعبي قلق قوات الأمن المتأهبة أساسا منذ اعتداءات 13 تشرين الثاني في باريس التي أوقعت 130 قتيلاً.
وفرنسا التي لا تزال في حالة طوارئ نشرت تعزيزات أمنية كبرى من أجل تجنب تكرار هذه المأساة خلال تنظيم مباريات كأس أوروبا. وسينتشر أكثر من 90 ألف عنصر شرطة ودرك وعنصر أمن خاص لحماية الملاعب ومناطق وجود المشجعين حيث ينتظر حضور نحو سبعة ملايين شخص.
أ ف ب