سورية

بحجة بناء جدار عازل بين نصيبين والقامشلي لمحاربة «الكردستاني» … قوات تركية تنتهك السيادة السورية وتسرق أراضٍ

| وكالات

عمد جيش النظام التركي مجدداً إلى انتهاك حرمة الأراضي السورية، عبر مصادرة أراض داخل الحدود السورية بحجة بناء الجدار العازل. وأفادت تقارير صحفية، بأن أهالي مدينة القامشلي فوجئوا، بعبور قوات من الجيش التركي، مصحوبة بجرافات ومدرعات عسكرية الحدود السورية، قبل أن تتمركز بمساحات قالت هذه القوات إنها صادرتها وأعلنتها مناطق عسكرية.
ووفقاً للتقارير، فإن ذلك جاء بعد اتهام حكومة أنقرة للقوات الكردية في سورية بأنها ذراع حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل ضد الجيش التركي، وأنها تقدم الدعم والإمدادات له من خلال المنطقة الحدودية جنوب شرق تركيا، ما دفع الجيش التركي لأن يصدر أمراً بدخول هذه القوات إلى داخل الأراضي السورية والبدء في بناء جدار عازل بين مدينة القامشلي ومدينة نصيبين التركية.
وأعرب الفلاح أبو سولار عن قلقه على مستقبل أراضيه التي تحاصرها القوات التركية، محذراً من مصير مجهول ينتظر عشرات العائلات، وطالب جميع أصحاب الأراضي المهجورة بسرعة التوجه إليها والعودة لزراعتها من أجل حمايتها من توغل الجيش التركي.
وخرج العشرات من الأهالي بمظاهرات في وقت سابق بمدينة القامشلي، للتنديد بـ«الممارسات الاستفزازية للجيش التركي»، وخاصة خطوته الأخيرة هذه، وطالبوا المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لها.
من جانبه أكد الناشط الإعلامي فرهاد مستو تجاوز الجيش التركي للحدود السورية من جهة مدينة نصييبن، برفقة جرافة ومدرعتين عسكريتين وعدد من سيارات الشحن، لمسافة 100 متر تقريباً، وذلك بهدف بناء جدار عازل مع مدينة القامشلي، بالترافق مع تصاعد عمليات القوات التركية ضد «الكردستاني» في المنطقة المحاذية لسورية، جنوب شرقي البلاد.
وأضاف مستو: «إن الجنود الأتراك أجروا كشفاً للمكان داخل الأراضي السورية، حيث بدأت الآليات العسكرية بنقل جدران إسمنتية مسبقة الصنع إلى الحدود تحضيراً لبناء جدار عازل، مشيراً إلى أن ارتفاع الجدار العازل سوف يبلغ مترين ونصف متر مع تركيب أسلاك شائكة فوق الألواح الإسمنتية»، حسب المعلومات المتوفرة لديه.
وقال مستو: «إن الجرافات العسكرية التابعة للجيش التركي، قامت بجرف أراض زراعية تابعة لسكان مدينة القامشلي، على الشريط الحدودي مع تركيا، وإن هذه ليست التجاوزات الوحيدة للقوات التركية التي تقوم بين الفترة والأخرى بإطلاق الرصاص على الأهالي وحرق المحاصيل الزراعية».
يشار إلى أن الجيش التركي عبر الحدود مع الأراضي السورية من جهة مدينة القامشلي قبل ذلك مع بداية الحملة الجديدة التي يشنها ضد قوات «الكردستاني»، والتي تتركز في مدينة نصيبين المتاخمة لمدينة القامشلي السوري، وهذه الحملة بدأت في 14 آذار الماضي.
كما أن هذه ليست المرة الأولى التي تتوغل فيها القوات التركية داخل الراضي السورية، وتنتهك حرمة الأراضي السورية، حيث فندت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن دمشق في الشهر الأول من العام الحالي رسالة بعثها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الأمم المتحدة يتحدث فيها عن جهوده في مكافحة الإرهاب، واستعرضت دمشق «الأعمال العدوانية والخروقات التركية» لسيادة سورية وسلامة أراضيها. وأدانت دمشق حين ذاك تلك الأعمال التي تشكل اعتداء سافراً على سيادتها، وطالبت أنقرة بوقفها «فوراً»، معلنةً احتفاظها بحق الرد وطلب التعويض عن كل الأضرار الناجمة عن هذه التعديات والخروقات. كما طالبت مجلس الأمن الدولي بـ«الاضطلاع بمسؤولياته» لوضع حد للاعتداءات التركية «حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن