سورية

أكدت أنها يمكن أن تعمل بمفردها و«لن تنتظر إلى ما لا نهاية» … موسكو: احتدام الوضع في سورية يتطلب توحيد جهود الولايات المتحدة وروسيا في مكافحة الإرهاب

| وكالات

في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولون روس أن واشنطن لم ترد حتى الآن على مقترحات موسكو حول التعاون معها بشأن الأزمة في سورية، وأن روسيا «لن تنتظر إلى ما لا نهاية» في حال استمرار رفض أميركا لهذا التعاون، أكد مسؤولون إيرانيون إخفاق السياسة الأميركية في المنطقة وسورية جراء مقاومة شعوبها، وأن طهران ستواصل تصديها للإرهاب والدفاع عن هذه الشعوب.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف، أمس، خلال المؤتمر الدولي حول الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الذي يعقد حالياً في سنغافورة، حسب وكالة «سانا» للأنباء: «لدى روسيا والولايات المتحدة مجالات عدة للتعاون وبذل المزيد من الجهود من أجل تسوية الأزمة في سورية ومكافحة الإرهاب الدولي في مناطق أخرى، لكن المقترحات الروسية حول التعاون مع الجانب الأميركي تبقى بلا إجابة»، معتبراً أن الوضع في سورية معقد وأنه ما زال هناك الكثير لفعله من أجل مساعدة الجيش والقوات المسلحة السورية في حربها على الإرهاب.
ودعت موسكو مراراً إلى تشكيل جبهة دولية موحدة لمكافحة الإرهاب، لكن واشنطن رفضت في كل مرة التنسيق والتعاون مع موسكو في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية في سورية. وجددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس الماضي، تأكيد استعداد موسكو لتعاون أوثق وأشد فعالية مع واشنطن حول الأزمة في سورية، نافية أن تكون روسيا أهملت «ولو لمرة واحدة» الدعوة لزيادة تنسيق الجهود مع واشنطن.
من جانبه قال رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف في تصريح له أمس، وفق «سانا»: «إن احتدام الوضع في سورية يتطلب توحيد جهود الولايات المتحدة وروسيا في مكافحة الإرهاب، ولكن يمكن لروسيا أن تعمل بمفردها «ولن تنتظر إلى ما لا نهاية».
وأضاف كوساتشوف: «إن التنظيمات الإرهابية تستغل كل يوم جديد لزيادة قوتها وتسليحها، وللأسف فإن قنوات إرسال الدعم إليها لا تزال تعمل، ولذلك لا يمكن الانتظار بعد الآن»، مشيراً إلى أن روسيا أعطت مهلة لإتاحة الفرصة أمام الآخرين للانخراط في مسار التسوية السياسية والكرة الآن في ملعبهم، لأن كل يوم جديد يعني مقتل وإصابة مئات الناس وزيادة قدرة الإرهابيين.
وأوضح كوساتشوف، أن موسكو اقترحت على واشنطن منذ أيار الماضي الشروع بأعمال مشتركة في سورية لضرب مقاتلي جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، معرباً عن أسفه لأن المهلة طالت بسبب تقاعس أميركا عن فصل المجموعات التي تدعمها عن مقاتلي «النصرة». وقال كوساتشوف: «إن هذا الأمر ينطوي على دلالة واضحة وهي أن الأسلحة التي أرسلها الأميركيون إلى من يسمونهم «معارضين معتدلين» أدت في نهاية المطاف إلى تقوية مقاتلي «النصرة» لافتاً إلى أن الطرفين ليسا متقاربين جغرافياً فقط بل أيديولوجيا أيضاً.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري أمس الأول، أن فصل من تسميهم واشنطن «المعارضة المعتدلة» عن « النصرة» في سورية، مسألة ملحة ويجب أن تتم بشكل عاجل.
في الأثناء، أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، خلال لقائه أمس، رئيس وأعضاء مجلس الشورى الإيراني، إخفاق السياسة الأميركية في المنطقة وفي سورية والعراق وفلسطين جراء مقاومة شعوبها.
وقال: «إن مخططات الأعداء هي نفسها التي سموها قبل أعوام الشرق الأوسط الجديد»، موضحاً أن الأعداء يخططون لضرب الثورة الإسلامية في إيران عالمياً وإقليمياً وداخلياً، ومشدداً على ضرورة التصدي للمواقف العدائية لأميركا.
بدوره أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال ندوة في طهران أمس، استمرار بلاده في محاربة الإرهاب والدفاع عن شعوب المنطقة، مبيناً أن قيام وزارة الخارجية الأميركية بإدراج اسم إيران على قائمتها للإرهاب لن يؤثر في عزيمة طهران في هذا الخصوص.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أصدرت الخميس الماضي تقريرها السنوي للعام 2015 وأدرجت ضمنه إيران على ما يسمى قائمة «الدول الداعمة للإرهاب».
بموازاة ذلك، أكد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان في كلمة له أمس، خلال مراسم افتتاح المرحلة الأولى لمعسكر لواء القوات الخاصة 121 التابع للقوات البرية الإيرانية في مدينة تبريز شمال غرب إيران، أن أميركا والدول الغربية تدعم التنظيمات الإرهابية كـ«داعش» وغيره وتستخدمها لإشعال الفتنة في المنطقة، مشيراً إلى أن إستراتيجية إيران تقوم على مواجهة هذه التنظيمات والتصدي لها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن