السعودية تطلب من هادي إعادة حكومته إلى عدن.. و«تحالفها» ينتقد إدراجه على اللائحة السوداء للأمم المتحدة
اتهمت مصادر مفاوضة في وفد صنعاء وفد الرئيس اليمني بالسعي إلى عرقلة وإفشال جهود تبادل الأسرى التي ترعاها الأمم المتحدة بين الطرفين قبل شهر رمضان المبارك، وذلك على خلفية مغادرة ممثلي وفد هادي في لجنة الأسرى والمعتقلين عزالدين الأصبحي ومرفت مجلي الكويت. ووصفت المصادر هذه المغادرة المفاجئة بالتهرب من التوصل إلى اتفاق يقود إلى تبادل مئات الأسرى حسب التفاهمات الأولية بين الفريقين. وكان وفد صنعاء قد أبدى استعداده لتبادل 1000 أسير ومعتقل إلا أن وفد الرياض أعاق عملية التنفيذ ورفض تقديم إفادة بشأن كشوفات أسرى الجيش اليمني واللجان الشعبية، وكذلك رفض الاعتراف بمئات الأسرى والمعتقلين من الجيش واللجان الشعبية.
واكتفى وفد الرياض بالاعتراف بـ137 أسيراً فقط، ورغم ذلك أبدى الوفد الوطني استعداده لإجراء تبادل للأسرى بالرقم الذي يحدده وفد الرياض. إلى ذلك قالت مصادر في مكتب المبعوث الأممي إن جلسات منفصلة لأعضاء اللجنة تعقد مع مندوبي الأمم المتحدة للبت في عملية التبادل وتحديد تاريخ إطلاق الدفعة الأولى من أسرى الجانبين.
إلى ذلك طلبت السعودية من وفد الرئيس اليمني إعادة حكومته إلى عدن، وقد وجه هادي بذلك في اجتماعه بمستشاريه. ووفق مصادر مطلعة فإن هادي حاول سحب وفده من مشاورات الكويت لكنه قوبل برفض سعودي شديد اللهجة.
وأشارت المصادر إلى أن هادي رفض الخوض في وضعه الرئاسي واحتج على استقبال السعودية رئيس وفد أنصار الله.
إلى ذلك اجتمع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد بوفد الحكومة اليمنية في جلسة دان خلالها المشاركون الهجوم على سوق مزدحم بالمدنيين في تعز.
كما اجتمع ولد الشيخ بوفد المؤتمر الشعبي العام وتم التباحث بآخر التطورات الأمنية والسياسية والاقتصادية في اليمن ودار نقاشٌ يتعلق بعمل لجنة الأسرى والمعتقلين حول الإفراج عن عدد من المحتجزين في الأيام القليلة القادمة، والإفراج غير المشروط عن الأطفال.
وفي سياق منفصل انتقد المتحدث باسم التحالف السعودي إدراجه على اللائحة السوداء للأمم المتحدة للبلدان التي تنتهك حقوق الأطفال، بحسب تصريحات نقلها الإعلام الرسمي السعودي أمس.
وكان الأمين العام للمنظمة بان كي مون أدرج الجمعة، التحالف الداعم للرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على هذه اللائحة، بتهمة التسبب بمقتل مئات الأطفال في اليمن منذ بدء تدخله نهاية آذار 2015.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن أحمد عسيري: إن تقرير الأمم المتحدة «غير متوازن ولا يعتمد على إحصائيات موثقة ولا يخدم الشعب اليمني»، وذلك بحسب تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء السعودية.
ورأى أنه «يضلل الرأي العام بأرقام غير صحيحة تعتمد في معظمها على معلومات من جهات تابعة للحوثيين».
وأشار إلى أن التحالف سعى منذ بداية عملياته في اليمن إلى التعاون مع الأمم المتحدة «لتطوير برامج تهدف إلى حماية المواطنين اليمنيين، وفي مقدمتهم الأطفال، منها البرنامج الذي وقع مع (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) اليونيسيف بتكلفة 30 مليون دولار».
وبحسب التقرير، فإن التحالف مسؤول عن 60 % من حصيلة تبلغ 785 طفلاً قتيلاً، و1168 قاصراً جريحاً العام الماضي في اليمن.
وفي عددها الصادر أمس، اتهمت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بـ«زج» اسم التحالف في التقرير.
ونقلت عن مصادر لم تسمها في نيويورك أن «القائمة كانت تخلو من اسم التحالف، وأن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زج به في اللحظات الأخيرة».
وكررت الأمم المتحدة تحذيرها من «كارثة إنسانية» في اليمن حيث أسفر النزاع عن مقتل أكثر من 6400 شخص منذ آذار 2015.
ومنذ 21 نيسان، يخوض طرفا النزاع في مشاورات سلام في الكويت برعاية الأمم المتحدة، من دون تحقيق تقدم ملموس حتى الآن.
ميدانياً: أفادت مصادر محلية أن قبائل الصبيحة في لحج سيطرت على مطار عدن بعد مواجهات عنيفة مع مجموعة متشددة مسلحة.
وأشارت المصادر إلى أن المواجهات اندلعت على خلفية إقصاء أبناء المحافظات الجنوبية غير المنتمين إلى محافظة الضالع مسقط رأس محافظ ومدير أمن عدن.
وأضافت المصادر: إن المواجهات الحالية تعد مقدمة لحرب مناطقية وتصفيات قد تشهدها عدن في حال عجز الرئيس عبد ربه منصور هادي والسلطات المحلية عن معالجة الأمر.
(أ ف ب- وكالات)