رياضة

كأس الأمم الأوروبية بنسختها الخامسة عشرة 3 … الحصان الأسود والظهور الأخير لبوفون وإيبرا ورونالدو

| خالد عرنوس

ساعات قليلة ويبدأ عرس الكرة الأوروبية المتمثل بـيورو – فرنسا 2016 حيث يلتقي على مدار شهر كامل أفضل نجوم القارة العجوز مع منتخباتهم الـ24 التي تطمح لاعتلاء منصة التتويج في ملعب سان دوني في العاصمة باريس أمسية العاشر من تموز القادم، ومع اقتراب ساعة الصفر مازالت كفة الترشيحات تصب في مصلحة الكبار الذين سبق لهم التتويج باللقب ولاسيما أصحاب الأرض (الفرنسيين) وأبطال النسختين الأخيرتين (الإسبان) وأصحاب السجل الأفضل (الألمان) مع عدم نسيان الإنكليز (بحكم العادة) والشياطين الحمر (البلجيك) المرشحين للعب دور الحصان الأسود، في حلقتين سابقتين قدمنا في «الوطن» قراءة مبسطة ومختصرة لمنتخبات المجموعات الأربع الأولى واليوم سنكون مع منتخبات المجموعتين الخامسة والسادسة.

المجموعة الخامسة

الآتزوري المتجدد
يعد المنتخب الإيطالي أحد أفضل المنتخبات الأوروبية على صعيد كأس العالم وكان منفرداً بذلك قبل المونديال الأخير وعلى الرغم من أن سجله في بطولة القارة لا يرتقي إلى سجله المونديالي إلا أنه يبقى أحد الأبطال السابقين وهو الذي خاض النهائي في مرتين آخرهما في البطولة السابقة عندما فاجأ الجميع وأبعد الإنكليز ثم الألمان قبل أن ينهار في النهائي أمام الإسبان ليستعيد الآتزوري بعضاً من بريقه.
اليوم يختلف الأمر كثيراً تحت قيادة المدرب الطموح أنطونيو كونتي الذي يتفاءل به مواطنوه كثيراً بعدما غير الكثير من المفاهيم المأخوذة عن كرة الكالشيو مع عدم تخليه عن الهوية الدفاعية والباحث عن إنجاز دولي بعد إنجازات محلية عديدة مع اليوفي، وعلى الرغم من غياب الأسماء الكبيرة ورحيل بيرلو ودي ناتالي وبالوتيللي وكاسانو إلا أن الآتزوري يضم عدداً آخر من اللاعبين القادرين على فعل الكثير أمثل المدافع كيليني ودي روسي وبونوتشي وموتا والشعراوي وإنسيني وسواهم ويبقى الحارس المخضرم بوفون ورقة أساسية وهو الذي يأمل تعويض إخفاق 2012 لتكون خاتمة رائعة لمسيرة عامرة.
شاركت إيطاليا 8 مرات في النهائيات وخاضت خلالها 33 مباراة ففازت بـ13 وتعادلت بـ15 مقابل 5 هزائم فقط والأهداف 33/25.

الشياطين الحمر
كل الأنظار تتجه نحو المنتخب البلجيكي أحد أفضل المرشحين للقب وهو الذي لم يسبق له التتويج به بل إنه غائب عن النهائيات منذ استضافته البطولة عام 2000، لكنه عائد بقوة إلى البطولة والسر في كم الأسماء الحاضرة على الساحة الأوروربية والتي يمكنها قلب الموازين فيها.
إذا الشياطين الحمر عائدون إلى البطولة بقوة وهم الذين خسروا نهائي عام 1980 ويحسد الجميع المدرب البلجيكي مارك فيلموتس على كوكبة النجوم التي يقودها إيدين هازارد وفلاييني والعائد دي بروين وفيرمايلن ولوكاكو وناينغولان وباتشواي وديمبلي والقائمة تطول لتصل إلى الحارس المتألق كورتوا، وعلى الرغم من غياب القائد كومباني إلا أن الفريق مازال يمتلك الكثير من الأوراق الرابحة التي يجب على المدرب العمل على الإفادة الكاملة منها.
الجميع يرشحون بلجيكا للعب دور أساسي في أراضي الجارة (فرنسا) ولاسيما بعد المستوى المتطور الذي ظهر عليه فريقها في مونديال 2014 حيث غادروا ربع النهائي بصعوبة أمام الأرجنتين، ثم واصل التألق في التصفيات الأوروبية التي تجاوزها بجدارة من المركز الأول للمجموعة الثانية.
تاريخياً تأهل منتخب بلجيكا إلى النهائيات 4 مرات خاض خلالها 12 مباراة ففاز بـ4 وخسر 6 وتعادل مرتين والأهداف 13/20.

وداعية إيبرا
عانى منتخب السويد طويلاً منذ إنجازه اليتيم بخوض نصف نهائي بطولة أوروبا التي استضافتها بلاده قبل 24 عاماً وهو الذي واظب على الحضور في النهائيات منذ 2000 إلا أن رحلته كانت تنتهي غالباً في الدور الأول وهاهو يواصل الحضور للمرة الخامسة على التوالي حيث تأهل عبر الملحق بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته وراء النمسا وروسيا، ويعتبر الكثيرون منتخب الفايكنغ فريق النجم الأوحد ونقصد هنا ابراهيموفيتش أسطورة الكرة في بلاده حيث نجح بحصد الكثير من الألقاب مع كل الأندية التي مثلها إلا أنه خالي الوفاض دولياً إلا من رقم شخصي من حيث عدد الأهداف والمباريات، ويأمل الساحر إيبرا بتغيير الصورة مع المدرب هامرين وبعض اللاعبين مثل كالستروم وإيكدال ولوستيغ وبيرغ.
17 مباراة هو رصيد المنتخب السويدي في 5 نهائيات ففاز بـ5 وتعادل مثلها مقابل 7 هزائم والأهداف 24/21.

شرف الوصول
تعيش منتخبات عالمية كثيرة في الظل ويكفيها شرف الظهور في المناسبات الكبرى ويعد منتخب جمهورية إيرلندا أحد هذ المنتخبات وهو الذي بلغ نهائيات المونديال مرتين سجل خلالهما نتائج جيدة ومثلها في بطولة القارة العجوز لكنه أخفق فيهما بتجاوز الدور الأول وهاهو يعود إلى البطولة للمرة الثالثة وحلم لاعبيه المغمورين ومدربه (الإيرلندي الشمالي) مارتن أونيل يتمثل بتخطي دور المجموعات، ويعول اللاعب الذي سبق أن قاد بلاده في مونديالي 1982 و1986 على لاعبين أمثال جيمس ماكارثي وجوناثان وولترز والهداف الخبير روبي كين.
لعب منتخب إيرلندا نهائيات 1988 و2012 وخاض 6 مباريات خسر في أربع منها وحقق فوزاً يتيماً وتعادلاً وحيداً والأهداف 3/11.

المجموعة السادسة

الدون ورحلة السيلكسيون
في المجموعة الأخيرة يبرز منتخب البرتغال (برازيل أوروبا) كما يحلو للبعض تسمية الفريق الذي دأب على حضور المناسبات الكبرى منذ أواخر القرن الماضي والذي سجل نتائج جيدة في كل المشاركات لكنه غالباً ما توقف في منتصف الطريق نحو المنصة وهو الذي كاد يفعلها عندما استضاف بطولة اليورو 2004 إلا أن المفاجأة اليونانية أحبطت أحلام النجم فيغو ورفاقه يومها، المنتخب الملقب بالسيلكسيون يستحق أن يتوج بلقب كبير وخاصة عندما نعرف أن قائده ليس سوى منصة الأهداف المتحركة كريستيانو رونالدو الذي حطم كل الأرقام على صعيد ناديه ريال مدريد وقاده إلى اللقب الأوروبي مرتين في 3 سنوات أخيرة، وهاهو يقوده ربما للمرة الأخيرة في ظهوره الرابع في البطولة وعليه فالأحلام البرتغالية مبنية على مايقدمه الطوربيد الذي طالما غاب جدياً في المناسبات الكبرى.
المدرب فرناندو سانتوس يدرك تماماً أن تألق منتخب بلاده يتوقف على ما يقدمه رونالدو لكنه يعول أيضاً على لاعبين مخضرمين مثل ناني وبيبي وكواريزما ومع بعض الشباب مثل أندريه غوميز وريناتو سانشيس وجواو ماريو.
ظهر منتب البرتغال في البطولة 6 مرات سابقة خاض خلالها 28 مباراة فاز في 15 منها وتعادل في 5 وخسر 8 والأهداف 40/26 وقد تأهل إلى الدور الثاني فيها جميعاً ووصل إلى نصف النهائي في 4 منها.

بعد غياب طويل
على غرار الكثيرين تشهد بطولة فرنسا 2016 عودة المنتخب المجري إلى النهائيات للمرة الثالثة والأولى منذ أكثر من أربعة عقود وهو الذي أصبح منذ وقت طويل لا يحمل سوى الاسم لمنتخب قدم في خمسينيات القرن الماضي الكرة الأجمل على الساحة العالمية، وجاء تأهل منتخب (الأولاد) بعد مخاض عسير وعبر الملحق بالفوز على النرويج ليظهر الفريق في النهائيات للمرة الثالثة، وهناك في فرنسا لا يتوقع الكثير من المنتخب المجري الذي يقوده المدرب برند شتورك ومجرد تأهله إلى الدور الثاني سيعد عملاً كبيراً.
فوز وحيد يحمله منتخب المجر مقابل 3 هزائم في 4 مباريات خاضها في بطولتي 1964 و1972 والأهداف 5/6.

النمسا للمرة الأولى
لم يسبق للمنتخب النمساوي التأهل إلى نهائيات اليورو عبر التصفيات فظهر مرة واحدة عندما استضافت بلاده نهائيات 2008 بمشاركة سويسرا وهناك لم يحصد سوى نقطة وحيدة لم تشفع له بتجاوز الدور الأول، وهاهو المنتخب الذي يقوده مارسيل كولر ينجح بتصدر المجموعة السابعة دون خسارة متفوقاً على روسيا والسويد وبرصيد 28 نقطة (ثاني أفضل رصيد يالتصفيات)، ويتفاءل الجمهور النمساوي بوجود كتيبة من المحترفين جلها في ألمانيا وعلى رأسها ديفيد ألابا وهنترغر لتسجيل نتائج كبيرة والهدف الأول المعلن هو الدور الثاني.

بسمة التصفيات
لم يكن أشد المتفائلين وأعتى المتشائمين يتوقع تأهل المنتخب الآيسلندي إلى النهائيات القارية عبر مجموعة ضمت كلاً من تشيكيا وتركيا وهولندا، فالفريق الاسكندنافي لم يسبق له الظهور في أي بطولة استطاع أن يسجل إشراقة جميلة من خلال 5 سنوات من العمل الدؤوب للمدرب السويدي الشهير لارس لاغرباك الذي سيترك منصبه بعد البطولة ويأمل إكمال ما بدأه والتأهل إلى الدور الثاني، ويقود الفريق في فرنسا المهاجم المخضرم غويوهانسن (37 عاماً) ومعه ثلة من المحترفين خارج البلاد وجلهم في بلد الجوار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن