سورية

«العليا للمفاوضات»: لا توسيع لوفد المعارضة بل «تعميق» للحوار الوطني

| الوطن – وكالات

نفت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة أن تكون قد وافقت على تشكيل وفد موحد للمعارضة بمشاركة ممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الممولة من  السعودية عن المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا قوله: إن «ذلك لم يحدث وإنما شكلت لجنة تواصل مع أطياف متعددة من المعارضة بهدف تعميق الحوار الوطني، وليس لتوسعة الهيئة أو لتشكيل وفد موحد». وأوضح نعسان آغا أن أعضاء اللجنة المكلفة التواصل مع أطياف المعارضة السورية فهم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الديمقراطي حسن عبد العظيم، والقيادي في هيئة التنسيق أحمد العسراوي، ومنير البيطار، والمتحدثون باسم «العليا للمفاوضات» سالم المسلط، ورياض نعسان آغا.. وآخرون. وفي تدوينة له في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كتب المعارض منذر خدام منذ  أيام قليلة: «إذا صحت المعلومات الواردة من الهيئة العليا للمفاوضات- منصة الرياض بأنها قد وافقت على تشكيل وفد موحد للمعارضة بمشاركة ممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة وكلفت الأستاذ حسن عبد العظيم (المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي) تولي هذا الأمر تكون لأول مرة قد بدأت تفكر بشكل صحيح». ودعا خدام «العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، إلى «تشكيل وفد مفاوض حقيقي» وعدم «المناورة بضم شخص من هنا وشخص من هناك».
وفي حديث لـ«الوطن» الأسبوع الماضي اعتبر خدام، أن استقالة كبير المفاوضين من وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة إلى محادثات جنيف محمد علوش يأتي في إطار «إعادة هيكلة الوفد» وتشكيل وفد جديد  ونتيجة «تقاطع» رغبات أعضاء من معارضة الداخل ممثلة في «العليا للمفاوضات» وعدد من أعضاء الهيئة  «المعتدلين» مع «ضغوطات خارجية» من داعمي الهيئة وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية. ووصف خدام الأسباب التي أعلن عنها علوش لاستقالته بـ«الذرائع»، من أن  يجعل لنفسه «قيمة أكبر» عبر الاحتجاج على المجتمع الدولي، ورجح أن تتم إقالة رئيس الوفد المفاوض أسعد الزعبي الذي «لا يفقه شيئاً في السياسة».
وفي تصريح لـ«الوطن»، الأحد كشف عضو وفد معارضة الداخل إلى محادثات جنيف الشيخ نواف عبد العزيز طراد الملحم، عن أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا يعتزم خلال يومين بدء «استشارت» مع وفود المعارضات السورية «كل على حدة» تتضمن مناقشات تهدف إلى تشكيل «وفد موحد» للمعارضة، وذلك تمهيداً لعقد جولة جديدة من المحادثات بين وفد حكومي رسمي والمعارضة في العاصمة السويسرية.
ورجح الملحم، الأمين العام لحزب الشعب، أن «تنجح» محاولات تشكيل «وفد موحد» من معارضات الرياض وموسكو والقاهرة،  مؤكداً أن وفد معارضة الداخل «لن يشارك» في وفد كهذا إذا لم تكن نسبة تمثيل المعارضات «متساوية» فيه. وأشار نعسان آغا إلى أن «العليا للمفاوضات» ستشارك في اللقاءات المرتقبة في جنيف، مشدداً على أن ما سيجري «ليس مفاوضات بل مشاورات فنية قانونية»، موضحا أنه لا شيء اسمه «مفاوضات فنية»، وأن «اللجان التي ستشارك في اللقاءات المرتقبة في جنيف هي لجان استشارية وليست لجاناً مفاوضة، ولا تتمتع بصلاحيات تفاوضية». وفي تدوينة له في صفحته على موقع «فيسبوك» منذ يومين دعا المعارض منذر خدام «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة، إلى «تشكيل وفد مفاوض حقيقي» وعدم «المناورة بضم شخص من هنا وشخص من هناك».
من جانبه وفي اتصال هاتفي مع «الوطن» الأسبوع الماضي نفى رئيس منصة موسكو للمعارضة قدري جميل، ما تم نشره حول الدعوة لاجتماع يعقد في ثاني أيام رمضان في الرياض لإجراء مباحثات مع وفدي الرياض والقاهرة.
وقال جميل: «لم نتلق أي إشارة حتى اللحظة عن إمكانية عقد اجتماعات في الرياض أو غيرها، وكل ما يقال لا يزال في إطار الثرثرة الإعلامية».
وعن الشروط التي سربها وفد معارضة الرياض لضم وفدي معارضة موسكو ومعارضة القاهرة في وفد موحد إلى حوار جنيف، قال جميل: «أي شروط ستكون مرفوضة مسبقاً وفي حال أرادوا فرض شروط، فنحن أولى بفرضها لكون من يضع الشروط هو الطرف المحق وليس المهزوم سياسياً». وأضاف: «إذا كان فعلاً لديهم شروط فنحن لدينا أيضاً شروطنا وسنفرضها، والعين بالعين وهم من بدؤوا بتسريب شروطهم التي لم نتبلغها أساساً بل قرأنا عنها في الإعلام». وأكد جميل أن وفد منصة موسكو كان أول من دعا إلى تشكيل وفد موحد للمعارضات في مباحثات جنيف ومنذ الجولة الأولى، إلا أن وفد (معارضة) الرياض كان يرفض الاعتراف بأي معارضة سواه، وأراد احتكار الحوار بوفده قبل أن ينقلب منذ يومين على مواقفه السابقة ويعلن استعداده للتشاور مع وفدي (معارضات) موسكو والقاهرة وتشكيل وفد موحد.
وعن موعد الجولة القادمة من جنيف التي لم يحدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا موعدها، قال جميل: إن «الجولة الجديدة أصبحت قريبة بقدر استطاعة المعارضة على تشكيل وفد واحد، وليس موحداً، وعلى الأرجح موعدها لن يتجاوز النصف الثاني من حزيران الحالي.
وكانت الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 3 قد عُقدت في الفترة من 13 ولغاية 27 نيسان الماضي، ولم يستطع دي ميستورا تحديد موعد جديد للجولة المقبلة. كما فشل وزراء خارجية «مجموعة العمل الدولية» الذين اجتمعوا في فيينا الشهر الماضي في تحديد موعد لها، ما يشير إلى استمرار الخلافات العميقة بين الأطراف الراعية للمفاوضات، فضلاً عن عدم نيّة معارضة الرياض العودة إلى جنيف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن