سورية

سورية حاضرة بقوة بمواقف مرشحي الرئاسة الأميركية

| وكالات

تحضر الأزمة السورية بقوة في البرامج الانتخابية للمرشحين للرئاسة الأميركية، ففي حين تدعو المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى إنشاء «منطقة محظورة الطيران»، بالتعاون مع روسيا ودعم «المعارضة المسلّحة المعتدلة» وتعرب عن تأييدها لتشكيل اتحاد كونفدرالي، يدعم المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، إنشاء «منطقة آمنة»، ويعرب عن موافقته على الحملة الجوية التي تخوضها روسيا في سورية، ويعارض «عزل النظام» وتسليح «المعارضة السورية المعتدلة».
ودعت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، منذ إعلانها ترشّحها للرئاسة الأميركية، إلى إنشاء «منطقة محظورة الطيران لحماية المدنيين في سورية»!!.
حيث قالت كلينتون في المناظرة الديمقراطية الأولى في 13 تشرين الأول 2015: إنه على الولايات المتحدة «إنشاء مناطق آمنة كي لا يعود الأشخاص مضطرين إلى النزوح إلى خارج سورية بالوتيرة التي يغادرون بها البلاد حالياً».
وفي السادس من تشرين الأول، قالت كلينتون، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة، في دافنبورت في ولاية أيوا: إن إنشاء منطقة محظورة الطيران يقتضي تعاوناً من الجانب الروسي: «علينا تشكيل تحالف داعِم لإنشاء منطقة محظورة الطيران، أظن أن الأمر معقّد ويجب أن يشارك الروس في التحالف، وإلا فلن ينجح». وأشارت أيضاً إلى أن إنشاء منطقة محظورة الطيران «لا يعني إطلاق النار على كل طائرة قد تنتهك الحظر منذ المرة الأولى أو الثانية».
وجدّدت كلينتون، في خطاب عن السياسة الخارجية في 19 تشرين الثاني، دعمها لإنشاء منطقة محظورة الطيران إبان الهجمات الإرهابية في باريس في الشهر نفسه، قائلة: «ينبغي علينا أيضاً أن نعمل مع التحالف ودول الجوار لفرض مناطق محظورة الطيران، وأدعو في شكل أساسي إلى إنشاء منطقة محظورة الطيران فوق شمال سورية، على مقربة من الحدود التركية، بما يؤدّي إلى قطع خطوط الإمدادات، وإلى محاولة تأمين ملاذات آمنة للاجئين كي لا يُضطروا إلى مغادرة سورية، بالطبع أتوقّع وأتمنّى العمل مع الروس لتحقيق ذلك».
ودعمت كلينتون، خلال تسلّمها حقيبة وزارة الخارجية، اقتراح أوباما شنّ هجمات محدودة بهدف تطبيق الحظر على استخدام الأسلحة الكيميائية، رداً على الهجمات بالأسلحة الكيميائية في العام 2013، ودعمت قراره اتباع مسار دبلوماسي من أجل التخلص من هذه الأسلحة. وقد دعت كلينتون باستمرار إلى دعم «المعارضة المسلّحة المعتدلة» في سورية ضد النظام والمتطرفين على السواء. ودعمت تسليح «الثوّار» منذ كانت وزيرة للخارجية مبديةً تأييدها للخطة التي وضعها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أيه) آنذاك، ديفيد بترايوس، للشروع في تطبيق «برنامج تسليح سرّي».
وقالت كلينتون لمجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية في العام 2014: «إن الفشل في المساعدة على تشكيل قوة قتالية ذات مصداقية مؤلّفة من الأشخاص الذين كانوا في الأصل وراء إطلاق الاحتجاجات ضد (الرئيس) الأسد ترك فراغاً كبيراً قام الجهاديون بملئه».
ورداً على الأنباء بأن الإدارة الأميركية تخلّت عن «البرنامج العلني الخاص بتدريب الثوار السوريين» وتجهيزهم ضد تنظيم داعش، قالت كلينتون: إنها من «مؤيّدي الاستمرار في دعم تسليح الثوّار السوريين المعتدلين».
وأعربت كلينتون أيضاً عن تأييدها لتشكيل اتحاد كونفدرالي على أساس الانتماء المذهبي أو العشائري في سورية، وقالت في هذا الإطار: «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقٍ يؤدّي إما إلى إنشاء اتحاد كونفدرالي وإما إلى التقسيم على أساس جغرافي وعشائري أو ديني داخل سورية، يصعب التأسيس على شيء بنّاء بعد الأسد».
من جانبه المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، يدعم إنشاء «منطقة آمنة» في سورية بمؤازرة من الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج. وفي 26 تشرين الأول 2015، قال ترامب عبر برنامج «Today Show» على قناة «إن بي سي» الأميركية: «ينبغي على الولايات المتحدة والدول الأخرى، لاسيما دول الخليج، التي لا تنفق أي مبالغ مع العلم بأنها بغاية الثراء، إنشاء منطقة آمنة».
لكن ترامب أعرب عن موافقته على الحملة الجوية التي تخوضها روسيا في سورية، على سبيل المثال، قال في المناظرة الرئاسية للحزب الجمهوري في تشرين الثاني: «إذا كان بوتين يريد أن يقضي على داعش، فأنا أدعمه في ذلك مئة بالمئة».
ويعارض ترامب «عزل نظام (الرئيس بشار) الأسد» وكذلك تسليح «المعارضة السورية المعتدلة» ضد النظام السوري وتنظيم داعش. وقال ترامب في 20 أيار 2016: إنه «لدى الولايات المتحدة مشكلات أكبر من عزل (الرئيس) الأسد»، مضيفاً: «لم أكن لأتدخّل في سورية، ولم أكن لأخوض كل هذا القتال ضد الأسد».
ولفت إلى أن الدعم الإيراني والروسي للنظام السوري يجعل من الصعب «عزل (الرئيس) الأسد». وفي 27 آذار 2016، قال ترامب لهيئة التحرير في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: إنه «يتّفق في الرأي مع الرئيس أوباما بأن المشكلة الأكبر هي تنظيم داعش، وليس (الرئيس) الأسد، وبأنه لا يمكن قتال الإثنين في الوقت نفسه».
وأضاف: «اعتبرتُ أن المقاربة القائمة على محاربة (الرئيس) الأسد وداعش في الوقت نفسه ضرب من الجنون والحماقة. أعتقد أن تنظيم داعش يطرح مشكلة أكبر بكثير من (الرئيس) الأسد بالنسبة إلينا».
ويتبنّى ترامب هذا الموقف منذ عامَين على الأقل، ففي 22 أيلول 2014، اعتبر، عبر برنامج «Fox and Friends» التلفزيوني الأميركي، أن السعي إلى «تسليح الثوار السوريين المعتدلين لمحاربة تنظيم داعش هو خطأ»، قائلاً: «نسلّح الأشخاص، إنما ليست لدينا الآن أدنى فكرة مَن هم هؤلاء الأشخاص. إنهم منقسمون. غالب الظن أنهم سيلتحقون في نهاية المطاف بتنظيم داعش، وسوف يستحوذون على كل أسلحتنا». وأشار إلى أن «الثوار سيصبحون على الأرجح أسوأ مما هم عليه الآن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن