أكد أن واشنطن غضت أنظارها عن السعودية وتركيا وأن حلب ستكون المقبرة التي ستنهي آمال السفاح أردوغان.. ووصف معارضة الخارج بـ«الممسحة» و«الخونة» … الرئيس الأسد: أي عملية سياسية لا تبدأ وتنتهي بالقضاء على الإرهاب «لا معنى لها»
أكد الرئيس بشار الأسد أن أي عملية سياسية لا تبدأ وتستمر وتتوازى وتنتهي بالقضاء على الإرهاب «لا معنى لها ولا نتائج مرجوة منها»، مشدداً على أن «حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب ولكن لأن سفك الدماء لن ينتهي حتى اقتلاع الإرهاب من جذوره»، بعدما أكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يركز دائماً على حلب للسيطرة عليها عبر ذراع الإخوان المسلمين لكن «حلب ستكون المقبرة التي ستدفن فيها آمال هذا السفاح بإذن اللـه»، كما انتقد واشنطن التي «لم تلتزم بهدنة تمت عبر توافق دولي وغضت الطرف عن وكلائها في المنطقة السعودية وتركيا «الفاشية».
وبحضور رئيس وأعضاء الحكومة وأعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي والنواب المنتخبين في مجلس الشعب الجديد الذي بدأ دورته العادية الأولى أول من أمس، ألقى الرئيس الأسد كلمة وضع من خلالها السوريون بآخر المستجدات الميدانية والسياسية والإقليمية والدولية والاقتصادية، وخاطب في ذات الوقت الأعضاء الجدد في المجلس موجهاً «أن يكون العمل من أجل الغير وليس من أجل الذات كما فعل الشهيد والجريح وكل من ضحى ولا يزال في سبيل سيادة واستقلالية القرار السوري» لأنه «لو كان بيتنا الداخلي قوياً وصلباً ومتماسكاً ولا يضرب الفساد والخيانة بعض جوانبه لما وصل الوضع إلى ما هو عليه الآن».
وشخص الرئيس الأسد الواقع السياسي الدولي تجاه سورية وما أرادوه وخططوه إن كان من خلال الإرهاب أو زرع بذور الفتنة «الميتة» في سورية، أو من خلال الحل السياسي، واصفاً كل من يحاول وضع الأفخاخ والتلاعب بالمصطلحات السياسية بأنهم «هواة في السياسة»، وأن سورية لن تسمح لأحد بقبول ما لا يمكن قبوله تجاه الهوية الوطنية والجغرافيا.
وكشف الرئيس الأسد عن بعض تفاصيل جولات جنيف الماضية ولاسيما أهمية ورقة المبادئ التي قدمها وفد الحكومة السورية وما تعنيه كمرجعية لأي مفاوضات مقبلة، كما كشف عن الدور القذر الذي تمارسه تركيا في سورية، متوعداً أردوغان بدفن أوهامه في حلب وواصفاً دوره بـ«البلطجي والأزعر السياسي»، بالإضافة إلى توجيه انتقادات حادة لمعارضة الخارج التي اعتبرها «دمى تحركها الدولة الأكثر تخلفاً في العالم أو دول تحلم باستعادة أمجادها الاستعمارية»، واصفاً هؤلاء المعارضين أكثر من مرة بـ«الخونة» الذين «تحولوا إلى ممسحة لأرجل أسيادهم».
وتعهد الرئيس الأسد بمواصلة الحرب على الإرهاب حتى اقتلاعه من جذوره «أينما وجد ومهما ألبس من أقنعة» واستمرار العمل على المسار السياسي «مهما تضاءلت احتمالات تحقيق إنجاز ما، منطلقين بذلك من الرغبة القوية على المستوى الشعبي والرسمي لإيقاف سفك الدماء والتدمير وإنقاذ الوطن»، وأضاف: أي عملية سياسية لا تبدأ وتستمر وتتوازى وتنتهي بالقضاء على الإرهاب لا معنى لها ولا نتائج مرجوة منها.
واعتبر الرئيس الأسد أن «الأساس في المخطط السياسي» الغربي ضد سورية كان بمحاولة «ضرب الدستور والقضاء على دعامتين أساسيتين الأولى المؤسسات وفي مقدمتها مؤسسة الجيش، والأخرى الهوية الوطنية والقومية والدينية المتنوعة لسورية»، وذلك لهدف «خلق الفوضى المطلقة التي لا مخرج منها إلا بدستور عرقي طائفي»، لكننا وبحسب تعبيره، «لم ولن نسمح لهم بأخذ سورية ليسقطوها إلى الهاوية»، وأضاف: «حاولوا بث روح الفتنة وفشلوا لأنها ليست نائمة وإنما ميتة فالسوريون كلهم أخوة».
وتحدث الرئيس الأسد عن إيجابيات الهدنة وسلبياتها وكيف لم تحترمها الولايات المتحدة الأميركية وغضت نظرها عمن اخترقها وصرح علناً بذلك، كما تطرق إلى الحكومة المقبلة التي طالبها بإجراءات اقتصادية تعزز قيمة الليرة السورية وتعزز وتقوي مقاومة الاقتصاد السوري الذي تعرض بدوره إلى «إرهاب اقتصادي» من خلال الحصار والعقوبات، مشيراً إلى الإجراءات الأخيرة التي أعادت الاستقرار إلى الليرة.
وجدد الرئيس الأسد ضرورة مكافحة الإرهاب مؤكداً أنه إذا كانت عودة الأمن والانتصار على الإرهاب هي الثمن الذي يجعل دماء الشهداء لا تذهب هدراً، فمكافحة الفساد هي الجزء الآخر من ذلك الثمن.
وبعد انتهاء الكلمة توجه الرئيس الأسد إلى قاعة مجلس الشعب حيث صافح النواب جميعاً وهنأهم بتولي هذه المسؤولية، كما أكد ذلك لـ«الوطن» أحد النواب في اتصال هاتفي.
وكان الرئيس الأسد وصل إلى مبنى مجلس الشعب السوري وسط دمشق يقود سيارته وبقي داخل المجلس عدة ساعات.
(النص الكامل ص2)