مسابقة الكأس
| محمود قرقورا
لا ندري لماذا لا تأخذ مسابقة كأس الجمهورية حقها الذي تستحقه من جميع الأطراف، وعندما نسأل عن الأسباب ترمى الأسئلة أوتوماتيكياً في سلة اللامبالاة.
مسابقة هذا العام أطلقها اتحاد اللعبة بمشاركة سبعة وثلاثين نادياً والمفروض قيام ست وثلاثين مباراة، والملاحظ أن سبعاً من المباريات المذكورة حسمت بشكل قانوني وهذا مرض عضال تفشى في السنوات الأخيرة من دون رادع، وكأن اتحاد اللعبة يهمه يوم إجراء القرعة عدد كبير من المشاركين ثم لا يهمه كم عدد المباريات التي تقام بشكل فعلي، وتصوروا أن نسخة 2012 شهدت 34 مباراة حسمت بشكل قانوني فأي عقل يروق له ذلك، ثم كان تنصيب الوحدة بطلاً بقرار غريب جداً، بينما في النسخة الأولى 1961 هناك مباراة واحدة دونت بشكل قانوني وهناك أكثر من نسخة في ستينيات القرن المنصرم جرت كاملة خالية من انسحابات تعكر صفوها.
المرض العضال الآخر أن العديد من المباريات جرت بأرض أحد الفرق بعد موافقة الطرف الآخر لقاء امتيازات ظاهرها غير باطنها، وهذا ينفي مبدأ التنافس الشريف لأن ضيق ذات اليد عند بعض الأندية يراه المتابعون مبرراً ويراه القائمون على الأندية شماعة، والخاسر الأكبر جمهور المستديرة في بلدنا الذي لا يستمتع بمباريات تنافسية فرضها نظام البطولة القاضي بالحسم المباشر سواء في الوقت الأصلي أم بالترجيح مباشرة.
في الماضي كانت الاتحادات السابقة تجد مخرجاً لعدم الانسحابات بتوزيع الأندية إلى مناطق جغرافية تلعب أنديتها فيما بينها ثم يلعب الأبطال في الأدوار المتقدمة، ونعتقد أن ذاك النظام مناسب تماماً لواقع الأزمة التي تعيشها البلاد والاستفادة من تجارب السابقين ليس عيباً، فهلا انتبهنا لذلك وحاولنا الاستفادة قدر الإمكان من خبرة زملاء سابقين؟
الأمر الثالث الذي لم يرق لنا القرعة الظالمة بحق زعيم المسابقة فريق الاتحاد الذي فرض عليه مواجهة الشرطة ثم الوثبة فالجيش وإذا نظرنا إلى مسيرة بقية أندية المحترفين نجد التفاوت الواضح، وإذا كنا لا نمتلك الأدلة للطعن بنزاهة القرعة إلا أن استغرابنا لها مشروع أيضاً.