رياضة

بعد رحلة لم تكن ناجحة أو موفقة … أعيدوا حساباتكم فالتصفيات النهائية لن ترحمكم

| ناصر النجار

عاد المنتخب الوطني إلى أرض الوطن بعد جولته القصيرة التي لعب فيها مباراة ودية مع منتخب فيتنام، ومباراتين ضمن مباريات دورة ملك تايلاند الدولية.
والملاحظ في هذه الجولة أمور عديدة وملاحظات يمكن الاستفادة منها، وعلى سبيل المثال، فإن منتخب فيتنام أراد الاستفادة من أيام الفيفا رغم أنه لم يتأهل إلى التصفيات المونديالية ولا شيء أمامه من دورات ومباريات، فأراد الاستفادة والإبقاء على الجاهزية، فاستعد مع منتخب أفضل منه، وفاز عليه وحتماً حاز نقاطاً تصنيفية تقربه من منتخبنا على صعيد التصنيف الدولي.

منتخب فيتنام الخارج من التصفيات الآسيوية من دون شهادات تقدير، لم يدخل اليأس برنامجه، فبقي يعمل ويستعد ضمن خطة موضوعة، فلديه أهداف أخرى تبدأ بتحسين التصنيف الآسيوي والدولي، والأهم مشاركة مجدية وفاعلة في بطولة الأمم الآسيوية القادمة.
لذلك نقول: إن سبقتنا فيتنام في التصنيف وغلبتنا في نهائيات أمم آسيا، فهو نتيجة امتهانهم كرة القدم، ونتيجة إهانتنا لكرة القدم.
أيضاً تايلاند حرصت على إقامة دورتها الدولية السنوية، وحرصت على الاستفادة قدر الإمكان من كل العوامل وفازت بالبطولة ودرجات تصنيف عليا، وفوقها استعداد لائق مع منتخبات بالمنظور العام هي أفضل منها مستوى وتصنيفاً.

المربع الأول
في هذه المقدمة نتعرف إلى حسن الإدارة ودقة التنظيم عند بلاد شرق آسيا، ونتعرف أيضاً إلى أن المال ليس مهماً في بناء كرة القدم، فهل تعرفون كم كلفت استضافتنا الجانب الفيتنامي، وكم كلفت تايلاند استضافة ثلاثة منتخبات عربية جاءت من غرب القارة ومن خليجها.
من هنا نعود إلى المربع الأول وهو الأهم في العملية الرياضية وهو المال، هم يدفعون لكرتهم ما تشاء، ويبنونها كما تشاء ويوفرون لها كل احتياجاتها ومستلزماتها، على حين نحن نبقى محصورين بما يسمى الإمكانيات المتاحة، وبالقوانين المالية التي لن تخدم كرتنا ولن تقدمها قيد أنملة!

الاستثمار
لماذا لم تدخل كرتنا الاستثمار وعالم التسويق والإعلان، منتخبنا بفضل ما وصل إليه من موقع صار منتخباً كبيراً في عيون القارة الآسيوية (ولو نظرياً) وهذه الحالة يجب أن نستثمرها خير استثمار وأن تنعكس على كرتنا بالخير والفائدة.
أول الأمور التي يجب أن يبادر إليها منتخبنا هي التعاقد مع شركة راعية، ترعى منتخبنا من الباب إلى المحراب تستثمر مبارياته وتقدم له كل ما يحتاجه من مباريات وتجهيزات ومدربين، هذا هو الاستثمار المطلوب والموجود في أغلب دول العالم، على حين ربما سمعنا عنه، أو لم نسمع عنه! ما زلنا نبحث عن استضافة مجانية، وعن سفرات سياحية، وكرة القدم لا ندفع لها إلا عندما يفرض الدفع علينا، لذلك نتعامل مع كرة القدم بقدر مصلحتنا معها، وليس بقدر مصلحتها المفترضة.
مثلاً، عند اختيار المدرب يجب أن يكون متوافقاً مع آرائنا وأهوائنا وتطلعاتنا، ولا تهم السيرة الذاتية الخاصة بالمدرب، وأهم أن يكون المدرب مقبولاً حسب النظم والضوابط التي وضعها من السمع والطاعة وعدم الاعتراض، وأخيراً قبول الهبة المالية شاكراً لهم المنة فيها.
هذه هي مشكلتنا الحقيقية، هم يخدمون كرة القدم، ونحن نريد أن تخدمنا كرة القدم، فترفعنا وتكسبنا المال والجاه والسياحة والسفر، وعلى ما يبدو أنه بالغ همنا واهتمامنا لذلك بتنا نشك بمن يتولى أمور كرة القدم، وصرنا نعتقد أن حبهم للسياحة والسفر يفوق حبهم لكرة القدم، فالمسؤولون الكرويون كسبوا خلال عام ونصف العام الجولات السياحية التالية: «بيروت- عُمان- الأردن- العراق- إيران- الإمارات- قطر- البحرين- كمبوديا- سنغافورة- ماليزيا- أندونيسيا- فيتنام- تايلاند- جنيف- اليابان» وهناك المزيد وعذراً إن نسينا بلداً أو مدينة.
من هنا تبدو النظرية مختلفة بين من يفهم كرة القدم ويريد أن يخدمها ويطورها، ومن لا يفهم من كرة القدم إلا مصالحه الشخصية فقط.

ماذا بعد؟
ليست رحلة منتخبنا الكروية إيجابية، يجب أن نمنحها الدراسة الكاملة، وأن نضع النقاط على الحروف فما تبقى من الوقت لن يسعفنا باتخاذ أي قرار ايجابي بعد أن أضعنا شهرين (بالولدنة) بالبحث عن مورينيو وصولاً إلى الحكيم، نسمع اليوم كلاماً غير لائق يتحدث عن منتخب جديد، ونسأل: منتخبنا الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة أين هو؟ لا يحتاج إلى أكثر من إضافة بسيطة، ومدرب متميز وإخلاص في العمل، وأن يكون الجميع من المسؤولين الرياضيين والكرويين درعاً يذود بالدفاع عن المنتخب قولاً وفعلاً، يدافع عنه، عندما يحميه من كل شيء ينقصه، وعندما يمده بكل شيء يلزمه، وحتماً عندما تكون هذه هي صورة منتخبنا فسنجد الجميع يدافع عن المنتخب ولو خسر مع اليابان عشرة صفر!
أعيدوا حساباتكم، فالأيام لن ترحمكم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن