افتتاح حذر بدواع أمنية ليورو- فرنسا 2016 … الديوك لاقتناص الرومان وقمة إنكليزية روسية مبكرة
| خالد عرنوس
حانت ساعة الصفر لانطلاق الحدث الكروي الأوروبي الأهم وما هي إلا ساعات قليلة حتى تعلن صفارة الحكم المجري فيكتور كاساي بداية لقاء الافتتاح للنسخة الخامسة عشرة لكأس أمم أوروبا (يورو 2016) والتي ستقام مبارياتها الـ51 على أرض عشرة ملاعب ضمن تسع مدن فرنسية فيشهد ملعب فرنسا الدولي في ضاحية سان دوني مباراة منتخبي فرنسا ورومانيا ضمن منافسات المجموعة الأولى.
وتقام البطولة على مدار شهر كامل وسط إجراءات أمنية غيرة مسبوقة على خلفية احتمال حدوث أعمال إرهابية على غرار التي ضربت العاصمة باريس أواخر العام الماضي، ولم تكتف السلطات الفرنسية بالإجراءات (الرياضية) الاعتيادية في مثل هذه المناسبات بل استعانت بخبرات وإمكانيات دول عديدة لحماية البطولة وروادها.
وتواصل البطولة يوم السبت فتستكمل الجولة الأولى للمجموعة الأولى بلقاء ألبانيا وسويسرا، ويتقابل منتخبا إنكلترا وروسيا في افتتاح منافسات المجموعة الثانية التي يلتقي فيها أيضاً منتخبا سلوفاكيا وويلز.
افتتاح مثير
من ملعب سان دوني الذي كان شاهداً على أول تتويج مونديالي للديوك وكذلك على اللقب الثاني لكأس القارات 2003 يبدأ فريق (الزرق) رحلته نحو استعادة اللقب القاري بمواجهة نظيره الروماني، وعلى الرغم مما تحمله مباريات الافتتاح من غموض وخصوصية إلا أن كفة الفريق الذي يقوده المدرب ديديه ديشان هي الأرجح لخطف أول ثلاث نقاط في البطولة.
وتبدو ثقة الفرنسيين كبيرة بوجود كتيبة النجوم المنتشرة في فرنسا وإنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وعلى رأسها قائد خط الوسط بول بوغبا أحد أفضل اللاعبين منذ رحيل زيدان وخط الهجوم المؤلف من أولفير غيرو وغريزمان وغاميرو والذي سمح لديشان بالاستغناء عن بنزيمة وقد سجل هجوم الفريق 13 هدفاً في 4 مباريات خاضها عام 2016 إلا أن الدفاع بالمقابل بات يشكل علامة استفهام ولاسيما بعد أن اهتزت شباكه 6 مرات في 3 منها وهو ما يزيد مسؤولية الحارس المتألق لوريس.
بالمقابل يدخل المنتخب الروماني البطولة بعد غيابه عن النسخة الأخيرة ولا يحظى الفريق بالكثير من الأسماء الكثيرة على غرار مشاركته الأولى في النهائيات (1984 بفرنسا) ويومها خرج من الدور الأول على الرغم من تأهله يومها على حساب أبطال العالم الطليان، وإذا كان الفرنسيون واثقين من هجومهم ومتخوفين من دفاعهم فإن الفريق الثلاثي الألوان يثير الغرابة من خلال 5 مباريات لعبها منذ آذار الماضي، فمن فوز صعب على ليتوانيا ثم تعادل مع إسبانيا وآخر مع الكونغو إلى خسارة كرنفالية 3/4 أمام أوكرانيا إلى فوز ساحق على جورجيا بنتيجة 5/1.
قمة المجموعة الثانية
إذا كانت مباراة فرنسا ورومانيا هي قمة المجموعة الأولى نظرياً فإن قمة المجموعة الثانية هي تلك التي تجمع منتخبي إنكلترا وروسيا في ملعب فيلدروم بمرسيليا، فالأول هو أحد كبار القارة العجوز ويمثل أم الكرة، في حين الثاني هو الوريث الشرعي لمنتخب الاتحاد السوفييتي أول بطل للكأس الأوروبية على الرغم من تراجع نتائجه منذ انفراد عقد الإمبراطورية العظيمة إلا أن الدب الأحمر يسعى إلى استعادة ذاكرة الأجداد في البطولة وخاصة أن بلاده ستستضيف بطولة المونديال بعد عامين ويتعين على صاحب الأرض أن يكون على مستوى الحدث الكبير.
وعلى الرغم من خروجه من ربع نهائي يورو 2012 ثم من الدور الأول لمونديال 2014 إلا أن منتخب الأسود الثلاثة الإنكليزي يبقى أحد المرشحين للعب دور مهم في البطولة، وإن لم يعد المنتخب الذي يقوده روي هودجسون ذلك الفريق الذي يضم أسماءً رنانة إلا أنه يضم نخبة من اللاعبين (خاصة الشباب) القادرين على فعل الكثير أمثال سترلينغ وراشفورد وهاري كين وديلي آلي وغيرهم، حتى إن جيف هيرست أحد أبطال العالم 1966 وصف تشكيلة الفريق بأنها الأفضل منذ ذلك التتويج التاريخي.
بدوره المنتخب الروسي الذي يعتمد للمرة الأولى منذ عقدين على لاعبين محليين ووحده نوستاديتر محترف في شالكه الألماني، ولم يقدم الفريق مستوى ثابتاً في الآونة الأخيرة فخسر من فرنسا ومن تشيكيا وفاز على ليتوانيا وتعادل مع صربيا استعداداً للنهائيات، وإذا كانت هذه النتائج لا تعطي المقياس الحقيقي إلا أنها تعطي صورة أولية قد لاترضي عشاق الكرة في بلد يستعد لاستضافة المونديال.
الإخوة الأعداء
سيكون ملعب ديليلس في مدينة لنس شاهداً على أولى مباراة لمنتخب نسور ألبانيا في البطولات الكبرى عندما يلتقي نظيره السويسري الذي يظهر بدوره للمرة الأولى في اليورو خارج أرضه أما الحدث الأبرز في المباراة فهو المواجهة الأولى بين لاعبين شقيقين عندما يلتقي الأخوان تشاكا (غرانيت) لاعب وسط «الناتي» السويسري و(تولانت) لاعب وسط المنتخب الألباني ولم يسبق لمثل هذه الحادثة أن شهدتها البطولة القارية علماً أن اللاعبين تواجها في مرات عديدة في الدوري السويسري المحلي إلا أن الوضع مختلف هذه المرة، فكل من اللاعبين يسعى مع رفاقه لكسب أول ثلاث نقاط في البطولة والتي قد تضع صاحبها على عتبة الدور الثاني.
ظهور أول
ولا يختلف الوضع كثيراً في المباراة الأولى عن المجموعة الثانية فالمنتخبان الويلزي والسلوفاكي يظهران للمرة الأولى في نهائيات البطولة وستكون الضغوط أكبر على نجم أسود ويلز (غاريث بيل) ذلك أنه محط أنظار البريطانيين عموماً وخاصة عقب لعبه أدوراً رائعة مع الريال في الآونة الأخيرة وقد لعب دور الملهم لرفاقه بالمنتخب في مشوار التصفيات وكان سبباً رئيساً في التأهل التاريخي، أما المنتخب السلوفاكي فيبدو أكثر تنوعاً من حيث النجوم الذين ينشرون في عدة بلدان على عكس الويلزيين الذين يلعبون في أندية بريطانية فحسب.
للتاريخ والذكرى
– التقى منتخبا فرنسا ورومانيا في 15 مناسبة سابقة وقد فاز الأول في 7 منها والثاني 3 مرات وتعادلا 5 مرات والأهداف 19/15، وتواجها في البطولة مرتين ففاز الديوك 1/صفر في 1996 وتعادلا سلباً في 2008 ويحسب للفرنسي أنه لم يخسر في مواجهة رسمية.
– تقابل منتخبا سويسرا وألبانيا 6 مرات ففاز الأول في 5 وتعادلا في واحدة والأهداف 11/4، وآخر مواجهتين كانتا في تصفيات مونديال 2014 وانتهتا بفوز السويسري 2/1 و2/صفر.
– تواجهت إنكلترا مع روسيا (بما فيها الاتحاد السوفييتي) بـ14 مباراة فكان الفوز حليف إنكلترا بـ6 مقابل 4 تعادلات و4 هزائم والأهداف 25/17، ومنها مباراتان ضمن البطولة أيام السوفييت الذين فازوا 3/1 بالدور الأول لبطولة 1988 بعدما فاز الإنكليز في مباراة المركز الثالث عام 1968 بنتيجة 2/صفر، أما أشهر اللقاءات أيام روسيا فكانت في تصفيات يورو2008 وكانت خسارة الإنكليز في موسكو سبباً رئيساً لإخفاقهم بالتأهل.
– 14 مرة تواجه منتخبا ويلز وتشيكيا (بما فيها تشيكوسلوفاكيا)، ففاز فريق الأخير 7 مرات وويلز 4 مرات وتعادلا 3 مرات والأهداف 16/22، وتحت العلم السلوفاكي منفرداً تقابلا 4 مرات انتهت نصفها بالتعادل وفاز كل منهما مرة والفوزان حدثا في تصفيات يورو 2008 وفاز ويلز 5/1 وسلوفاكيا 5/2 كل خارج أرضه.