حلويات الحوارنة معكرونة معونات مطحونة
| درعا- الوطن
قلّ وجود الحلويات الشعبية الرمضانية الجاهزة التي تلي وجبات إفطار الحوارنة في الشهر المبارك نظراً لارتفاع أسعارها الباهظ في الظروف الراهنة، وبجولة بسيطة على الأسواق تجد أن المعروض في محال الحلويات قليل جداً والإقبال عليها أقل، إذ يصل سعر الكيلو الواحد من الهريسة وعقال الشايب والنمورة من الأنواع الشعبية لمكوناتها المتواضعة بعيداً عن السمنة الحيوانية والمكسرات إلى نحو ألف ليرة سورية، كما أن القطايف التي كانت تعد الحلو شبه اليومي لعامة الناس في رمضان أصبحت مكلفة إذ يبلغ سعر الكيلو غرام الواحد من عجينتها 350 ليرة وطبعا ليست المشكلة هنا بل بالحشوة من جوز وقشطة وبالزيت اللازم لقليها ناهيك عن السكر، وأمام هذا الواقع كان لا بد من بدائل منزلية أقل كلفة وهنا كان عماد حلويات ربات المنازل السميد الذي ينتج من طحن معكرونة المعونات إذ يمكن بإضافة مواد قليلة أخرى إليه من بيض ولبن وخميرة ومنكهات أن تتم صناعة الهريسة أو الإسفنجية، كما يتم باستخدام الطحين صناعة الزلابيا والمبروشة مع قليل من مربى المشمش أو غيره، وأحدث صرعات الحلويات التي ابتكرتها بعض ربات المنازل الحورانيات هي صناعة الكنافة النابلسية من البرغل والحشوة هي عبارة عن قشطة من خليط سميد المعكرونة المطحونة وقليل من الحليب المجفف الذي يشترى من معونات الأشقاء الفلسطينيين لأن معونات السوريين لا تشتمل عليه، وإن لم تستطع ربة المنزل عمل الحلويات بعد صيام يوم طويل نصفه تقضيه في المطبخ لإعداد وجبة الإفطار يتم إشباع الحاجة إلى الحلويات بشراء عبوة راحة حورانية سادة زنة 300 غرام بسعر 200 ليرة سورية وعلبة بسكويت سادة بسعر 50 ليرة سورية وكان اللـه بالسر عليماً.
وبالطبع فإن كل ما تقدم يحدث من دون أي تفكير بالحلويات الشرقية الأخرى (المهنا) من مبرومة وآسية وبلورية وعش البلبل وغيرها لكونها بأسعار فلكية وقد حذفت من قواميس احتياجات الأسر لاعتبارها من الكماليات التي يتقدم عليها الكثير من المتطلبات المعيشية اليومية الضرورية.