أطفال في السويداء.. تشرد وانحراف إلى المخدرات…مديرة الشؤون الاجتماعية: الملف ساخن ويجب إعادة تأهيلهم
السويداء- عبير صيموعة:
ظاهرة لافتة للنظر باتت تغزو شوارع المحافظة وأصبحت واقعاً يجدر التوقف عنده والسعي إلى احتضانها وهي انتشار عمالة الأطفال التي اختلفت طرقها وأساليبها بدءاً من بيع الخبز والبسكويت والعلكة إلى العتالة في سوق الخضرة وصولاً إلى التسول والتشرد ورغم قيام «الوطن» سابقاً بتناولها بكثير من الخصوصية والاهتمام إلا أن الجهات المعنية في المحافظة ما زالت عاجزة تماماً عن احتضانها ومعالجتها وخاصة مديرية الشؤون الاجتماعية في السويداء التي سعت جاهدة إلى معالجة ظاهرة التسول رغم عدم وجود الدعم المطلوب من الجهات المختصة.
الطفل أحمد يقوم ببيع الخبز بعد شرائه من كوات البيع وبزيادة 30 ل.س للربطة الواحدة مؤكداً أنه ترك المدرسة لمساعدة والده في مصروف المنزل أما الطفل عمار فيعمل في سوق الخضرة بائعاً لأكياس النايلون ويقوم على مساعدة الأهالي بحمل المشتريات مقابل 25 ل.س والحجة ذاتها موجودة بأن الغلاء وارتفاع الأسعار حال دون تأمين احتياجات أسرته من الطعام والشراب أما الطفل ياسين فيعمل متسولاً في الشوارع متفنناً بأساليب تسوله مستعطفاً المارة بقصص مبتكرة أما وليد فلا يستطيع العودة إلى المنزل دون ما يجنيه من العتالة في سوق الخضرة كما أن هناك عشرات الأطفال غيرهم ولكل واحد منهم قصته وظرفه ليبقى العنوان الأبرز لهؤلاء الأطفال جميعاً التشرد وترك الدراسة ودخول سوق العمل مبكراً مع ما يعكسه السوق من خلل في الأخلاق وتعلم عادات سيئة سواء من الألفاظ النابية أم اعتياد التدخين في سن مبكرة وصولاً إلى المخدرات ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل تعجز الحكومة التي تسعى إلى إعادة الاعمار من السعي إلى تأمين ورش أو فرص عمل لهؤلاء الأطفال لتكون بيئة صالحة للتنشئة وبذلك تعيد إعمار البشر قبل الحجر، كما لا بد من التساؤل ألا يوجد مادة في القانون تحاسب الأهالي ممن يخرجون أطفالهم إلى سوق العمل؟ وأين دور القضاء من قصور التشريعات؟
بدورها أكدت مديرة الشؤون الاجتماعية بشرى جربوع أنه جرى فتح ملفات حقيقية خاصة بوزارة الشؤون الاجتماعية وأهمها المتعلق بالأطفال تحت اسم متسولين، مشردين، مهجرين، هاربين من منازلهم وجرى الاتفاق مع جميع الجهات الحكومية من تربية ومحافظة وعدل وشرطة وجمعيات أهلية ومجتمع أهلي خلال الورشة التي أقامتها المديرية بالتعاون مع جمعية براعم الطفولة حيث تم الاتفاق على إجراء بحث ميداني لفصل الحالات التي يواجهها أطفالنا من تشرد وتسول و… الوصول إلى أرقام حقيقية وتأهيل مركز في الوحدات الإرشادية لتأهيل الأطفال وتقديم الخدمات التي يحتاجون إليها لخلق نوع من التفاعل الاجتماعي بالتعاون مع الجمعية الأهلية والقطاع الأهلي والتعامل مع هذا الملف واعتباره من الملفات الساخنة مشيرة إلى أن المبادرة القادمة ستتعلق بموضوع الشباب والمخدرات.
ولفتت جربوع إلى أنه وبعد انتهاء الورشة تم الاتفاق على تشكيل لجنة متطوعة تقوم بمتابعة هذه الظاهرة ومحاولة دمج هؤلاء الأطفال مع المجتمع وإعادة تأهيلهم.