تقارير كاذبة… قصص ومقتطفات إنسانية من واقعنا

يحتوي الإصدار على 24 قصة حملت إحداها عنوان «تقارير كاذبة»، وهي قصص قصيرة يرويها لنا الأديب الدكتور «راتب سكر»، في رمزيّة طريفة تحمل وقعاً جميلاً تدفع بالقارئ للتأمل فيها، وفي القصد من وراء عناصرها، والحبكة منها، وما يجري بين بدايتها ونهايتها، مثل القصص: «رحلات البغل الطيب»، و«ابنة خالتي الإثيوبية»، و«أقوى من الفولاذ»، و«إنهما سيّان»، و«بين البلطات وثمرات الأوراق»، و«تقارير كاذبة»، و«شخصيّات مسبقة الصنع» والتي نقتطف منها: «… فوجئ المسافر في عربات هذه الكلمات بنتائج تجربة الباحثين، فلم يعهد من سابق أن يضنّ صاحب البخل بالكلمة الطيبة والموقف الاجتماعي الإيجابي والشهادة السمحة بالآخرين والعواطف النبيلة، أمعن النظر في هذا الأمر، فاستنتج أن البخل درجات ومراتب، لعل الحرص على المقتنيات المالية والمادية أقلها إيذاء للنفس على دروب تفاعلها الإنساني الواسع».

حبّ ومشاعر
حملت قصص أخرى عناوين الذكرى، والصدمة، والمشاعر المرتبة بينهما مثل قصص: «ابتسامة امرأة في تلّ الدباغة»، و«ألفة الأسماء والأشجار»، و«زيارة غير متوقعة»، و«شخصيات بليدة المشاعر»، و«مارد الحب»، والتي نذكر منها: «… ألف صاحبنا إطلالة مارد الحبّ مترائياً له من حين إلى حين، فصار يعاتبه إذا تأخر، أو تراءى هادئاً وقوراً متخلياً عن هرجه ومرجه وصراخه…».

عادات وتقاليد
جاء كثير من القصص مشيراً لحكم العادة والتقليد في مجتمعنا، بين أثارها الإيجابيّة حيناً، وآثارها السلبيّة حيناً آخر، وهذا نجده في قصص: «أفارقة وآسيويون وأوروبيون»، و«أهل الودّ»، و«حوار حزين»، و«صانع الحقائب الجلدية»، و«غبار التنافس الوظيفي»، و«المرأة والقانون» منها: «دُعي أحد الشعراء للمشاركة في ندوة فكريّة تتناول موضوع المرأة والقانون، فتردد قليلاً لأن مصطلح القانون يبعث في نفسه غير قليل من الحيرة والقلق والارتباك عادة، فهو يشعر أن الجوهر الإنساني للنفس البشريّة أسمى من كل قانون في الأرض…».

الطرفة وعنصر المفاجأة
تضمنت بعض القصص وقع الطرافة مثل: «خيمة للذكاء»، و«ابتسامة امرأة في تلّ الدباغة»، و«سهرة حبّ مع حثالة البروليتاريا!». من قصة «خيمة للذكاء»: «في سياق التجارب التي قامت بها إحدى شركات المواد الغذائيّة، تمّ التوصل إلى مواد مخبرية تسوق في الأطعمة والأشربة فتجعل مذاقها مستساغاً شهيّاً، وتنمّي لدى متعاطيه ملكة الكتابة والأدب بأجناسه وفنونه المختلفة…».

معلومة داعمة
حملت المجموعة القصصيّة، وعلى صغر حجمها الكثير من المعلومات الداعمة في سياق تكوينها، فنجد مثلاً إشارة لـ«قيس»، و«ليلى»، ولمخطوط «ثمرات الأوراق»، ولـ «أهل الكهف»، وغيرها. أيضاً قدّم الكاتب هذه القصص بلغةٍ مبسّطةٍ، وقريبة من الواقع ومن همّ الإنسان عبر تجاربه ومراحل حياته.
نجد في هذا الإصدار أيضاً كلمة كتبها أ. د «نذير العظمة» في الأديب د. «راتب سكر» وأيضاً صورة غلاف الكتاب تزينت بلوحة للفنان التشكيلي «عماد جروا» وبقي التذكير بأن الكتاب صادر عن وزارة الثقافة، الهيئة العامة السوريّة للكتاب 2016.