ثقافة وفن

هل يعيش سعيداً في دار السعادة؟ … علاء الدين كوكش لـ«الوطن»: الظروف الصعبة عند تأسيس التلفزيون السوري ساعدتنا على خلق إبداع حقيقي

| سوسن صيداوي

الأصل دمشقي والاسم عريق، والبصمة سورية وبامتياز، ربما لم يكن الأول، لكنه هو من أسهم، لا يحب التفرد لأنه معنيٌّ بالمشاركة والتعاون، إبداعه متنوع في العطاءات سواء أكان في الإخراج، أم التأليف أم الكتابة، وحتى التمثيل. إنه من جيل وُصف بصنّاع كل ما هو حقيقي، وبشكل خاص هو من صنّاع الفن الحقيقي… علاء الدين كوكش شخصية تتمتع ببساطة الإنسانية وعمق الفكر. ولد طفلاً مقمطاً بعبق الياسمين الدمشقي، وخطا طفلاً في الأزقة والشوارع الدمشقية، ليترعرع شابا ملهَماً من ثنايا أحجار شارع القيمرية بكل ما فيه من تفصيل يعيشه الحي، علاء الدين كوكش من مواليد عام 1942، ولأن الإبداع والسعي الجاد لما هو غير معتاد بين الناس، لم يكمل دراسته الجامعية رغم رغبة والده في أن يكون محاميا، واكتفى بأن يكون الفن مبدأ سامياً في حياته مستسلماً للإبداع الفني، مكرساً نفسه لعطاء الحياة المنهجي الذي صقلَه بالخبرات التي يصعُب تكرارها، وعلى الرغم من نجاحاته رفض أن يكررها راغبا بتقديم كل ما هو جديد، ملامساً به القلوب والضمائر، متميزاً بعقلية دراميّة هدفها المجتمع، وإن جاءت كي تصور تاريخاً أو بيئة معينة في زمن معين، أعماله كثيرة وكلُها تتكلم عن نفسها وحاضرة في القلوب ومن ثم الأذهان ولو كانت من ماض غاب في الزمن فمنها بالأبيض والأسود: أسعد الوراق، مذكرات حرامي، حارة القصر، ومن الأعمال الأخرى: أبو كامل، كليوباترا، أهل الراية، رجال العز، باب الحارة الجزء الأول والثاني، القربان، وفي المسرح من أعماله: الفيل يا ملك الزمان، لا تسامحونا، السقوط وحفلة سمر. ومن بعض الأفلام السينمائية: «المخدوعون»، «القلب يحكم أحيانا». كما مثّل ونال جائزة على أداء دوره في فيلم «المتبقي» للمخرج الإيراني سيف الله داد، ونشر مجموعة من مسرحياته وقصصه القصيرة، كما ألف رواية «التخوم»، واختير عضو لجنة تحكيم مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون من عام 1995 حتى عام 2000.
صحيفة الوطن كان لها الحوار التالي مع المخرج علاء الدين كوكش:

لماذا أنت هنا في «دار السعادة» لرعاية المسنين؟
بسبب الظروف اضُطررت للعيش هنا، بسبب انقطاع الكهرباء والماء والهاتف عن المنطقة التي بيتي فيها، فخرجت واستأجرت بيتا في «المزة» كي أستطيع مواصلة أعمالي ومتابعة نشاطاتي، وبوقتها كان ابني «تيم» معي، وكان معه الحاضنة التي تساعدني برعايته، ولكن بعد أن سافر، الكل نصحني بأن أقيم هنا، وخاصة أن هذه الدار قريبة، وامتدت معي الإقامة فيها، فأنا هنا للعام الثالث وصحيح أنني مرتاح وكل شيء متوافر لي والخدمة ممتازة… ولكنني بانتظار العودة إلى بيتي.

أتيت على ذكر ابنك «تيم»… وهناك كثيرون لا يعلمون بأنه «آخر العنقود»؟
نعم… ابني «تيم» هو أخر العنقود، وهو النكهة التي أحلي بها حياتي، وبسبب الظروف هو الآن مع والدته في بلجيكا، وأنا ووالدته كنا افترقنا، في وقت سابق كنت أنا متكفلا بتربيته وكانت تساعدني حاضنة أطفال ماليزية، ولكنها سافرت، وبسبب تردي الأوضاع اقترحت والدته أن يسافر معها إلى المغرب، وهذا ما حصل وبقيا هناك مدة سنة، ثم انتقلا إلى بلجيكا، واليوم أتواصل معه عبر الهاتف.

هل والدة «تيم» من الوسط الفني؟
كلا.. ليست من الوسط الفني وهي من المغرب العربي، وتعرفت إليها عندما كانت مقيمة وتعمل في سورية، وعندما رُزقنا بـ«تيم» لم تستطع التوفيق بين العمل والعناية به، وكان هذا الموضوع هو سبب للخلافات بيننا، وبالنهاية اضطررت إلى أن أضعها أمام خيارين، إما أن تواصل عملها، وإما أن تكتفي بتربية ابننا، لكنها اختارت الاستمرار بعملها… فانفصلنا، وفي تلك الفترة قمت أنا بتربية ابني بمساعدة حاضنات أطفال أجنبيات، وما يُميز تعلقي بابني «تيم» لأنني أنا من قمت بتربيته ورعايته، فرأيت تفاصيله وهي تكبر أمامي، وطبعا سعادتي به كبيرة، ولكن الظروف هي التي حكمت، والأفضل لمستقبله ولدارسته كان السفر.

إذا أنت تتواصل معه دائماً؟
طبعا.. صحيح أن هذه هي السنة الثانية على سفره إلا أن التكنولوجيا لها الفضل بتقريب المسافات، فمثلا والدته أرسلت إليّ مقطع فيديو له ولرفاقه بالمدرسة يمثّلون بمسرحية باللغة الفرنسية بمناسبة انتهاء العام الدراسي.

الحس الفني عند «تيم» واضح منذ الصغر، وربما سيصدق بكلامه عندما قال: بأنه سيصبح مخرجاً كبيراً مثل والده علاء الدين كوكش؟
هذا صحيح… حسه الفني واضح رغم صغر سنه، في مرة جاء إلى لوكيشن تصوير مسلسل «القربان» وكنا وقتها نصور مشاهد للفنان «رشيد عساف»، والذي بالطبع ابتسامته جذبت ابني، والأخير ما كان منه إلا أن يُمسك النص ويتبّع وراء الفنان «رشيد عساف»، والذي أثار سعادتي وقتها طرافة ابني وبراءته، متخيلا أن الفنان «عساف» يسمّع له درسا من دروس صفه، إذ كان يلاحظ الأماكن التي يرتجل فيها، وهنا يرتبك ويأخذ بالبحث في النص عن الكلام الذي يرتجله الفنان.

عاصرت عمالقة الدراما أمثال عبد الرحمن آل رشي، رفيق سبيعي، منى واصف، دريد لحام، أسعد فضة وغيرهم أسماء كثيرة… أنتم من كنتم حجر أساس للدراما السورية والتلفزيون السوري… أنتم من شكلتم البصمة السورية… كيف كانت البدايات وأنتم في زمن تأسيس الدراما؟
في ذكرياتي لتلك الأيام الجميلة، بوقتها كنا كلنا نعمل بجد واجتهاد كبيرين، والمميز في تلك الفترة أننا كلنا كنا معطائين ولا تهمنا المادة وكنا نكتفي براتبنا الوظيفي، فحتى المسلسلات السورية التي قدمتها والتي كان لها صدى وضجة كبيرة مثل: مذكرات حرامي، حارة القصر، أولاد بلدي، أسعد الوراق، كلها لم أتقاض عليها، وبالطبع كنت أشتغل هذه المسلسلات بحب كبير، وخاصة أننا كنا نساهم في تأسيس الدراما السورية، لأنه في ذلك الوقت لم يكن هناك دراما سورية، وحتى المسرح كان بسيطاً جداً. بالمقابل في مصر وعلى الرغم من أننا بدأنا في الوقت نفسه وفي سنة واحدة، إلا أن مصر كان عندها أسبقية بالسينما، بل تاريخ طويل، وكذلك بالنسبة للمسرح، وبالتالي كان لديهم أرضية للتلفزيون جاهزة، في حين نحن لم يكن لدينا وكان مطلوب منا القيام بالتأسيس وكان همنا أن نخلق دراما سورية أو دراما بنكهة سورية وأرضية سورية، واستطعنا من خلال هذه المسلسلات أن نشد الجمهور في الوقت الذي كان فيه مشدوداً للدراما المصرية من خلال السينما، وهنا شعر الجمهور بالخصوصية التي تربطه بهذه الدراما، وشعر بالرضا عن المسلسلات التلفزيونية، وخاصة أنها تمثّل بيئتهم السورية، وهذا ما دفعنا للاجتهاد أكثر كي نغوص في أعماق المجتمع السوري للبحث عن مشاكله وقضاياه، والذي لابد من الإشارة إليه أن الناس كانت معتادة اللهجة المصرية وتم طرح اللهجة السورية، صحيح أن الأمر تطلب منا وقتا كي يعتاد الجمهور لهجته، لكنه تعوّد عليها لأنه أخذ يتلقاها سواء في السينما أو المسرح أو الراديو وحتى في التلفزيون. بعدها أصبحت الدراما السورية مطلوبة في زمن إطلاق الفضائيات التي عرّفت العالم العربي على الدراما السورية، وشعر المنتجون بالنكهة الخاصة التي تتمتع بها الدراما السورية عن الدراما المصرية، إضافة إلى صدقها وتعاطيها الجدّي مع الواقع السوري، وهنا كانت الانطلاقة وأصبحت الدراما السورية مطلوبة في الوطن العربي.

علاء الدين كوكش… هو من ساهم في إطلاق البيئة الشامية في الدراما؟
نعم… فهذا شيء طبيعي أن أقدم مسلسلات بيئة شامية، واعتمدت بوقتها على «حكمة محسن» الذي كان أبو الدراما الإذاعية الشامية، وكان قد وضع نص «مذكرات حرامي»، إلا أنني قمت بتعديله كلياً، حيث قمت بإعداده من جديد وبقالب جديد. هذا الأمر شدّ الناس لدرجة أنه أصبح حديث الشارع، وكان المسلسل في هذا الوقت «أسبوعي» حيث تعرض حلقة واحدة في الأسبوع، وهذا ما عزّز من مناقشة أحداث الحلقة طوال الأسبوع. هذا العمل كان انطلاقة شامية لي، وأحدث ضجة محليا، وفي الدول المجاورة لنا كالأردن ولبنان، وهذا النجاح شجعنا على الاستمرار في هذه الطريقة، ثم قدمنا «حارة القصر» تأليف الكاتب «عادل أبو شنب»، وحتى في مرحلة التأليف كنت أنا معه خطوة خطوة، وبدأنا وقتها مباشرة بالتسجيل رغم عدم استكمال العمل كتابة، وما زاد الأمر صعوبة هو بدء عرضه، صحيح أن كل الظروف كانت صعبة، لكنها ساعدتنا على خلق إبداع حقيقي، فمثلا في ذلك الوقت كنا نسجل كل الحلقة من البداية إلى النهاية، لعدم وجود المونتاج، وكنا نُضطر في كثير من الأحيان لإعادة كل الحلقة من جديد، كل تلك الظروف زادت الجميع حافزاً واندفاعاً لتقديم الأفضل، وبالعودة إلى مسلسل « حارة القصر» نال إعجاب الجمهور، لأنه كان فيه منحى بوليسي في الحارة الشامية، وأنا كنت حريصاً في أيّ عمل حتى لو نجح، أن أبتعد عنه ولا أكرره فكنت دائما أسعى إلى الجديد، بعده كان مسلسل «أولاد بلدي» ثم مسلسل «هذا الرجل في خطر» وبوقتها كنت أحضر لمسلسل «أسعد الوراق» وهو سبع حلقات وكان مأخوذاً من قصة «الله والفقر» للكاتب «صدقي إسماعيل».

في زمن كانت فيه الإمكانيات محدودة… كيف قدّمت الجديد؟
صحيح الإمكانيات كانت محدودة في زمن تأسيس الدراما السورية وزمن الأبيض والأسود، لكن الجديد لا يحتاج إلى مبالغة أو تعقيد، ولكن بنفس الوقت الجديد الذي كنت أقدمه كان دائماً مدروساً، ومبنياً على أسس حتى يتقبله الجمهور، فمثلاً «حسين حمزة» في «حارة القصر» كان بصوته يعلّق على الأحداث والشخصيات، ثم أدخلنا كورساً غنائياً، وبالنسبة لمسلسل «أسعد الوراق» كانت فيه الموسيقا التصويرية من خلال أصوات كورالية تُستخدم مع شخصية «أسعد الوراق» نفسه.

في الوقت الحالي دراما البيئة الشامية تتعرض للكثير من الهجوم في زمن انحدرت فيه بالمستوى وخصوصاً مسلسل «باب الحارة»…. ما رأيك؟
قبل باب الحارة، وبعد ما قمنا بالعديد من الأعمال، شعرت بحنين قوي للدراما الشامية أو البيئة الشامية، وفي وقتها قمت بتقديم مسلسل «أبو كامل»، في ذلك الوقت كانت بدأت الفضائيات بالانتشار وهذا ما ساهم بوصوله إلى أكبر شريحة من الناس في الوطن العربي ملامساً همومهم وحياتهم، وكان هذا المسلسل بالفعل بداية الأعمال الشامية، والذي تميّز بمضمونه بزمن النضال ضد المستعمر الفرنسي، ونتيجة حب الناس للعمل وتعلّقهم به، فكر المخرج « بسام الملا» وكان هو مساعد مخرج معي، بأن يقدّم عمل بيئة شامية فقدم مسلسل «أيام شامية» والذي وبالطبع لاقى صدى كبيراً وأحبه الجمهور، بعدها انتقل إلى مسلسل باب الحارة، وكنت أنا معه في الجزأين الأول والثاني، وهما الجزءان اللذان أحبهما الجمهور، ولكن للأسف في المحطة، أصبح هناك استثمار تجاري والربح كان من الإغراءات التي دفعت المحطة لعدم الاهتمام بالمضمون، وأن يكون جُلّ اهتمامها بالشكل وباللباس وبطريقة الكلام وغيره من الأمور السطحية، وبعدها أنا لم أتابع، في حين استمر المخرج «بسام الملا» في الأجزاء التالية. لكنّ المشكلة التي يمكننا القول إن هذا العمل وقع بها، هي ما تتلافاه الأعمال الغربية والتي تقوم على الكثير من الأجزاء، فهم بالأساس يخططون لسلسلة من الأجزاء، ويتم التوقف عند ردة فعل الناس، فإذا نجح الجزء الأول فهم بطبيعة الحال يتركون خيوطاً في القصة مفتوحة فيتابعون جزءاً ثانياً وهكذا، على حين نحن في المسلسل لم نكن نخطط لأكثر من جزأين، وعندما رأت المحطة نجاح العمل وأثمر عليهم ماديا، فكان منهم الاهتمام بالاسم فقط من دون المضمون، ورغم الضعف الدرامي بقي الجمهور متابعاً للمسلسل لأن الجزأين الأول والثاني عملا رصيداً كبيراً عندهم.

في مسلسل «أهل الراية» لم يكن مخططاً لجزء ثان… إذاً النهايات المفتوحة ليست بمعيار؟
في الحقيقة فكّرت شركة الإنتاج بجزء ثالث لهذا المسلسل، ولكن لنكون واقعيين، نجح الجزء الثاني ولكن ليس كنجاح الجزء الأول، ونجاح الأول دفع الشركة المنتجة للاستثمار والتخطيط للثاني، وبطبيعة الحال أنا العمل أحببته جداً، وعندما أرادت الشركة أن تستثمر هذا النجاح لجزء ثالث أنا ابتعدت لأنني لم أقتنع، وخصوصاً أن الخيوط الدرامية كنا قد أنهيناها بآخر حلقة، واعتبرت إعادة إحيائها أمراً مفتعلاً، وهذا الأمر اليوم تنبّهت له شركات الإنتاج، وأصبحت تضع بحسبانها أنه في حال نجاح العمل وإقبال الجمهور عليه، من الممكن أن يكون له استمرارية بعدة أجزاء، ولكن مع ترك النهايات مفتوحة، ولكن هذا الموضوع مازال في الدراما العربية يأخذ منحى التجربة، فنحن نعاني سوء الاستثمار وعند نجاح العمل يصبح التفكير جارياً فقط في استثمار هذا النجاح بأبسط الوسائل وأضعفها.

على الرغم من أنك كنت للمسرح مؤلفاً ومخرجاً… لماذا لم تستمر؟
بمناسبة الحديث عن المسرح أريد أن أشير إلى أن هناك اتجاهاً في وزارة الثقافة لعمل شهر للمسرح السوري سنوياً، وهذا الاتجاه انطلاقاً من رؤية الفنان «دريد لحام» وهو مشرف على هذا الموضوع، وجاءت الفكرة انطلاقاً من توجّه الغرب في بقاء عرض المسرحيات المهمة لعشرات السنين حتى لو تغيّر الممثلون، على حين عندنا، المسرحية تُعرض لفترة وتُنسى، وهذا غلط كبير، فكان تفكير الفنان دريد سليماً وتبنّت الوزارة الموضوع، والآن مقبلون على هذا المشروع، وأنا سأشارك بمسرحية «فيل يا ملك الزمان». وبالنسبة للمسرح السوري قدمت ثلاثة أعمال قمت بإخراجها، العمل الأول «فيل يا ملك الزمان» للكاتب «سعد الله ونوس» وكان له صدى كبير، ثم قدمنا مسرحية «حفلة سمر» وكنت سمّيت المسرحية على اسم ابنتي «سمر» وهذا العمل جمعني بوالدتها الفنانة «ملك سكر» وهذه المسرحية ضربت رقماً قياسياً بعدد العروض حيث قُدمت خمسة وأربعين مرة متواصلة ويومياً في مسرح الحمراء بدمشق، ولولا أنهم أخذوا المسرح للعروض الأخرى لكان استمر عرض هذه المسرحية، وأريد أن أؤكد على فكرة وهي أن العمل الجاد هو الذي يفرض نفسه، والجمهور يتقبله حتى لو لم تتوافر فيه المقومات التجارية، فمثلا مسرحية «حفلة سمر» لم يكن فيها عنصر نسائي وكانت باللغة العربية الفصحى، حتى إنها تفتقد لحبكة القصة، ولكنها ببساطة كانت حديثاً عن الواقع وحديثاً عن النكبة التي أصابت الدول العربية، واستقطب الجمهور وكتب عنها المصريون الذين ذهلوا بتطور وتقدم المسرح السوري، بعدها قدمت مسرحية «لا تسامحونا» على مسرح القباني لمدة شهر، ثم سافرت إلى اليمن كي أشارك بتأسيس التلفزيون اليمني، وبوقتها طُلب مني أن أُخرج لهم مسرحية، فأخرجت مسرحية «الطريق إلى مأرب»، وفي هذه الفترة انطلقت الفضائيات العربية، وأنا كنت كثير التنقل والسفر وهذا ما يتعارض مع النشاط المسرحي الذي يتطلب الاستقرار لذلك توقفت.

أي نوع من الإخراج أقرب إليك… الإخراج المسرحي أم التلفزيوني أم السينمائي؟
من خلال تنوع الأعمال التي قدمتها ومشاركاتي حتى بالتأليف والإعداد، وجدت أن الناس تحب العمل الجيد، فالمهم أن يكون العمل جيداً ويلامس قضايا الجمهور ومشاكله، سواء في الكوميديا والتراجيديا والميلودراما.

ما الأنيس لك في وحدتك؟
في الوقت الحالي قصرت جداً في الكتابة، ولا أستطيع متابعتها بسبب الظروف التي أعيشها والتي تعيق متابعتي لتسلسل الأحداث الذي تتطلبه الرواية، ولكن الذي يؤنس أوقاتي هو القراءة، أنا أقرأ كثيراً لكل أنواع الروايات، وخاصة أنني بسبب الظروف أنا محكوم بنوعية الكتب المتاحة، وأنا أنتظر العودة إلى منزلي كي أستمتع بالقراءة بشكل أكبر، خاصة أن لدي مكتبة وفيها كل ما استهويه من كتب.

هل هناك مخطط لرواية جديدة؟
نعم لدي مخطط لرواية جديدة، ولكن كتابة الرواية تحتاج للاستقرار، وكلما كانت لدي الهمة كي أكتب تسرقني الأحداث الحالية إلى مكان يقطع فيه سلسلة الأفكار ونَفس الاستمرار بالأحداث، أنا بحاجة إلى الوقت وأتمنى في المستقبل أن أحقق هذا المشروع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن