لا جولة جديدة لجنيف قريباً… والأنظار معلقة على الميدان: مصير حلب والرقة على المحك
مع ربط المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا عقد جولة جديدة من المحادثات السورية السورية باتفاق الأطراف على معايير الانتقال السياسي، تتجه الأنظار إلى الميدان السوري، والذي يشهد عمليات عسكرية ستؤدي إلى تحديد مصير الرقة وحلب. هذه العمليات العسكرية كانت محور اللقاء الثلاثي الذي استضافته العاصمة الإيرانية قبل أيام وجمع وزراء دفاع إيران وسورية وروسيا.
وبالترافق مع زيادة مستوى التنسيق بين دمشق وموسكو وطهران في الحرب ضد الإرهاب، كانت الدبلوماسية الروسية تضع تصورها للتعامل مع الأزمة السورية وفق ثلاثة مسارات، مشددةً على ضرورة أن تستثنى المجموعات المسلحة المتعاونة مع «جبهة النصرة» و«داعش»، من نظام وقف العلميات القتالية «منبهة» واشنطن من مغبة تأجيل العمل العسكري بحق تلك المجموعات، وأصرت على وضع مسألة إغلاق الحدود السورية التركية أمام تدفق السلاح والمسلحين على الطاولة.
والخميس الماضي، خرج دي ميستورا ليؤكد أن «الوقت لم يحن بعد لعقد جولة ثالثة رسمية من المحادثات السورية»، مبيناً أن الأمم المتحدة لن تعقد جولة جديدة للمحادثات في مدينة جنيف السويسرية، «حتى يتفق المسؤولون من كل الأطراف على معايير اتفاق الانتقال السياسي» الذي تنتهي مهلة التوصل إليه في الأول من آب.
وأقلقت، على ما يبدو، تصريحات دي ميستورا روسيا، فقد ذكر وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن بلاده قلقة من تباطؤ الجهود الرامية إلى دفع المفاوضات السورية السورية قدماً إلى الأمام، واستعرض الرؤية الروسية لحل الأزمة السورية عبر ثلاثة مسارات، داعياً إلى تكثيف الجهود لوقف هذه الأزمة.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي الخميس مع نظيره الأردني ناصر جودة في موسكو أن «العملية السياسية (الجارية في جنيف) تمثل المسار الأول». أما «المسار الثاني فيكمن بإنهاء الاشتباكات على كامل التراب السوري»، إلا أنه أوضح أن عمليات وقف إطلاق النار يجب أن تستثني تنظيم داعش و«جبهة النصرة» والمتعاونين مع التنظيمين، معتبراً أن التباطؤ في ضرب «الإرهابيين» وتأجيل العمل العسكري بذريعة إعطاء مزيد من الوقت للمعارضة المسلحة لكي تتنصل من مواقع تنظيم داعش والنصرة، أصبح أمراً ضاراً»، في رسالة غير مباشرة للجانب الأميركي.
وقال لافروف الذي بحث أمس الأول في اتصالين هاتفيين منفصلين مع نظيريه الألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي جان ماري أيرولت الوضع في سورية وليبيا وأوكرانيا، إن المسار الثالث هو «حل الأزمة الإنسانية». وأكد ضرورة وقف تدفق الإرهابيين والأسلحة إلى سورية وبالأخص عبر تركيا.
وكشفت وزارة الخارجية الروسية عن رصد تحرك لشاحنات ضخمة تنقل الأسلحة والذخيرة وعبور أكثر من 200 مسلح من جهة الحدود التركية وانضمامهم إلى فصائل «جبهة النصرة» الإرهابية قرب إدلب.
وحذرت الخارجية الروسية من أن تنظيمي النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية «الإرهابيين» يواصلان الاعتداءات على مواقع الجيش السوري شمال وجنوب حلب ويحاولان تطويق المدينة مشيرة إلى سقوط نحو 100 شهيد من المدنيين في حي الشيخ مقصود بقصف النصرة حيث يشارك في هذه العمليات أكثر من 2000 إرهابي.
وتتمسك موسكو بنظام وقف الأعمال القتالية، واعتبرته صامداً على الرغم مما وصفته الخارجية الروسية بـ«استمرار الاستفزازات من الإرهابيين ولاسيما في حلب وريفها» الهادفة إلى «إحباط» النظام بالكامل.
وكان اجتماع وزراء دفاع سورية العماد فهد جاسم الفريج، وإيران العميد حسن دهقان، وروسيا الجنرال سيرغي شويغو، في طهران قد بحث في تعزيز التنسيق والتعاون بين جيوش هذه الدول على الأرض ضد الإرهاب. وذكرت مصادر روسية أن الاجتماع بحث الحملة على الرقة وأيضاً الوضع في حلب، وذلك من ضمن نظام الهدنة القائم في البلاد بموجب اتفاق روسي أميركي.
وأكدت إيران مجدداً تأييدها التفاوض ومعالجة الأزمة السورية عن طريق الحوار السوري السوري، وأعلنت الموافقة على «وقف إطلاق نار مكفول ومضمون لا يؤدي إلى إعادة بنية وقدرات الإرهابيين في سورية»، في انتقاد مبطن للاتفاق الروسي الأميركي بشأن وقف العمليات القتالية والذي تمكنت في ظله المجموعات المسلحة من شن هجومين في ريف حلب الجنوبي.
ووزع الاجتماع الثلاثي الأدوار فيما يتعلق بالميدان السوري وبالأخص في حلب والرقة، خصوصاً مع اقتراب الجيش من الأخيرة.