سورية

«الديمقراطية» واصلت تقدمها في ريف منبج وسيطرت على مزيد من القرى … مسلحو حلب يتوعدون بتدمير الأحياء الآمنة.. والجيش يستهدف منصات إطلاق الصواريخ

| حلب– الحسكة– الوطن

في الوقت الذي تواصل فيه «قوات سورية الديمقراطية» تقدمها في ريف منبج، وتسيطر على مزيد من القرى التي ارتفع عددها إلى نحو 100 قرية منذ بدء العمليات في 31 أيار الماضي في هذا الريف، هددت ميليشيا «فتح حلب» بتدمير الأحياء الآمنة التي تقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري عبر استهداف نقاطه وثكناته والحواجز الأمنية والعسكرية المنتشرة داخل المدينة ما لم يتم التوقف عن استهدافهم ورداً على حصارهم بقطع طريق الكاستيللو نارياً وهو الوحيد الذي يربط أحياء المدينة الشرقية بريف المحافظة الشمالي فتركيا.
وبصفاقة غير معهودة ومن دون الأخذ بأي اعتبار لروح ومتطلبات الشهر الفضيل، طالب بيان ما يسمى «غرفة عمليات فتح حلب» المرتهنة بقراراتها وتمويلها لتركيا والسعودية وقطر، بحظر تجوال المدنيين بدءاً من السادسة مساء أمس، وبالابتعاد عن نقاط الاستهداف، ومنها الحواجز الأمنية والعسكرية التي تنتشر على كامل مساحة الأحياء الآمنة، ما يعني أن كل شارع بات مستهدفاً بعشرات قذائف الهاون وأسطوانات مدفع جهنم وصواريخ «حمم» وفق ما أفادت تنسيقيات تتبع للمسلحين.
وزعم البيان، الذي نشر على حسابات «فتح حلب» في مواقع التواصل الاجتماعي، أن الهدف من ضرب أحياء المدينة الآمنة ثني الجيش وحلفائه الروس والإيرانيين عن استهداف المدنيين في مناطق سيطرتهم وخاصة في طريق الكاستيللو. وشدد على أن العملية العسكرية واستهدافاتها لن تتوقف إلا بوقف عمليات الجيش.
وإمعاناً في الوعيد والإرهاب، أجرى مسلحو حلب بعد منتصف ليل أمس الأول «بروفة» لما ينتظر المدينة من قتل وتدمير بقصف ضاحية الأسد السكنية ومشاريع 3000 شقة والريادة وتشرين في حي الحمدانية بأكثر من 20 قذيفة صاروخية خلال نصف ساعة، خلفت شهداء وجرحى وأضراراً بالغة في ممتلكات المدنيين، وفق شهادة سكان الحي لـ«الوطن».
في المقابل، رد الجيش العربي السوري على تهديدات المسلحين بدك منصات ومواقع إطلاق القذائف والصواريخ محلية الصنع على المدنيين في أحياء «بستان الباشا وبستان القصر والكلاسة وباب النصر وبني زيد والليرمون» وفي منطقتي الراشدين الرابعة والخامسة اللتين أطلقت منهما القذائف على الحمدانية.
سكان الأحياء الآمنة لم يكترثوا لتهديد وإرهاب المسلحين ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي سواء بارتياد مقاصد رزقهم أم تسوق حاجياتهم لشهر رمضان، وقال أحد المتسوقين لـ«الوطن»: «منذ متى توقفت قذائف الإرهابيين عن استهداف كل أحياء حلب حتى يطلق هؤلاء إنذاراً جديداً بضربنا، لقد اعتدنا على إرهابهم ولن تزيدنا فصوله الجديدة إلا صموداً وإصراراً على المواجهة ودحره».
ولفت آخر إلى أن الأيام الأخيرة شهدت استهدافاً مكثفاً من المسلحين بالقذائف لحي الفرقان الذي لا يحوي أي مقر عسكري أو أمني ولا أي حاجز للجيش أو الأمن «فكيف يجري استهدافه إذاً بانتفاء ذريعة المسلحين الذين لا يقيمون أي اعتبار للمدنيين العزل ولأخلاق شهر الصيام؟».
في المقابل أفادت مصادر محلية لـ«الوطن» أن «قوات سورية الديمقراطية» تواصل تقدمها في ريف منبج، على حساب تنظيم داعش والسيطرة على مزيد من القرى، التي ارتفع عددها منذ بدء العمليات إلى نحو 100 قرية.
وأشارت المصادر إلى أن هذه القوات وصلت إلى مسافة 16 كم غرب مدينة منبج، بغية الوصول إلى طريق «الباب- الراعي الإستراتيجي، وبلدة قباسين» في ريف حلب الشمالي الشرقي، وترافقت الاشتباكات مع غارات جوية مكثفة لطائرات «التحالف الدولي» بقيادة أميركا، على منبج وريفها.
وأفادت مصادر مقرّبة من «حزب الاتحاد الديمقراطي»، بأن مقاتلي «مجلس منبج العسكري» حرروا جامعة الاتحاد الخاصة الواقعة على غربي طريق «منبج- الباب» بنحو 4 كم، إضافة إلى 4 قرى أخرى.
كما حررت القوات قريتي «مشيرفة الصغيرة والسلطانية» الواقعتين على بعد 1 كم، جنوب شرق منبج، وقريتي «الكابرجة الكبيرة والصغيرة» الواقعتين على طريق «منبج- الرقة» وتبعدان 1 كم، عن المدينة.
وفي سياق متصل أفادت مصادر محلية من منبج، بأن أمير تنظيم داعش المدعو أسامة التونسي وبرفقة أسرته في المدينة قد قتل يوم الخميس الماضي مع كامل أفراد أسرته أثناء فرارهم باتجاه مدينة الباب.
وأشارت المصادر إلى أن «قوات سورية الديمقراطية» استهدفت الخميس سيارة التونسي وبرفقة أسرته، قرب المدخل الغربي لمنبج.
كما أكدت مصادر ميدانية، أن «الديمقراطية» سيطرت على قريتي «العوسجلي وأم ميال» على طريق الباب غرب منبج، وباتت على مشارف بلدة «العريمة».
وأضافت المصادر: إن «قوات سورية الديمقراطية» سيطرت على نصف المسافة الفاصلة بين منبج والباب تقريباً، على حين من غير المعلوم إن كانت هذه القوات ستتقدم أكثر باتجاه الباب قبل اقتحام منبج والسيطرة عليها. ومن جانب آخر أفادت معلومات محلية من المنطقة، بمقتل أحد أمراء داعش في الاشتباكات مع مقاتلي «مجلس منبج العسكري»، غرب مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.
المعلومات تحدثت عن أن المدعو «دحام حسين» وهو أحد أمراء التنظيم، قتل في المعارك مع تلك القوات يوم أمس الأول في قرية «أم ميال» غربي منبج، بعد أن تمكنت القوات من السيطرة على القرية وسط سقوط عشرات القتلى في صفوف التنظيم.
يأتي هذا «وسط تقدم مقاتلي مجلس منبج العسكري باتجاه مدينة منبج، وتمكنها من تطويق المدينة بالكامل، بحسب المعلومات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن