رياضة

إضعاف مسابقاتنا

| محمود قرقورا

احترام قدسية المسابقات المحلية يجب أن يحرص عليه اتحاد اللعبة قبل الأندية واللعب على وتر الإمكانات لم يكن يوماً ما عاملاً مساعداً لتطوير كرة القدم وإنما تسخر الإمكانات لخدمة الأندية صاحبة النفوذ والإمكانات المادية.
مسابقة كأس الجمهورية انطلقت مطلع ستينيات القرن المنصرم ودرجت عادة تبديل الأرض بالاتفاق بين الأندية في الثمانينيات، وغالباً ما كانت الإغراءات المادية سبيلاً لتطبيق النتائج، وتشير دفاتر التاريخ إلى أن ناديي التضامن واليقظة خالفا التوقعات عندما وافقا على اللعب بمواجهة الاتحاد والجيش وفجرا المفاجأة الصارخة بتأهلهما، وغير ذلك نجد جميع الحالات الأخرى عرفت اقتناع الأندية المتواضعة بالمال مقابل تسليم مفاتيح النتيجة.
وعادة ما تقوم أندية الدرجات العليا بإغراء الأندية الأصغر، والحالة الوحيدة الغريبة التي مرّت معي في مؤلفي الجديد كتاب (كأس الجمهورية) الذي أضحى بين يديكم أن نادي الكسوة (درجة ثالثة) عام 1986 قدم 50 ألف ليرة لنادي اليقظة (درجة ثانية) مقابل اللعب على أرضية ترابية ببلدة الكسوة وفاز أصحاب الأرض بالترجيح، ولكن هذه العادة غير المحببة لم تكن دائمة، ففي مسابقات عدة أجبر اتحاد اللعبة أندية الدرجة الأولى على اللعب بأرض أندية الدرجة الثالثة بغض النظر عن اسم النادي الذي يرد أولاً عند سحب القرعة بهدف استمتاع جماهير الأندية الفقيرة برؤية أسماء لامعة أمامها, وفي مسابقات أخرى أصر الاتحاد على قيام المباريات في مكانها من دون تغيير أو تبديل.
نعلم الظروف العامة وتأثير الأزمة لكن ذلك لا يعني تسليم مفاتيح التأهل للأندية المقتدرة، وفي مثل هذه الحالة لا فائدة مرتجاة من إجراء المسابقة كي نتباهى بأننا نفّذنا الروزنامة رغم الظروف الصعبة وكأننا فتحنا الأندلس.
لا ندري لماذا وافق اتحاد اللعبة على تأجيل مباراة الوحدة والطليعة وزجها في رمضان، ثم لا ندري ما الإغراءات التي جعلت الطليعة يوافق على نقلها إلى العاصمة، وهل الوصول إلى المربع الذهبي لم يعد يهم القائمين على كرة الطليعة، وها هو يُكافأ برفض طلبه بتأجيل المباراة ويلوّح اتحاد اللعبة بعصا العقوبات.
نادي جبلة لعب مع المحافظة بحمص واستطاع العبور ولو جرت المباراة بدمشق لانعدم مبدأ تكافؤ الفرص، ونادي تشرين كان قريباً من التأهل على حساب فريق الجيش بمجرد اللعب على أرض محايدة ولو جرت بدمشق لما استمتع الجمهور بسيناريو مشابه، أما نادي الاتحاد فهو الذي ارتأى قيام المباراة في العاصمة ولو أننا نرى ذلك غير منطقي، والغريب في الأمر أن نادياً دمشقياً لم يتأهل بعد، بدأ يفاوض نادياً متأهلاً من الآن للعب مباراة نصف النهائي بدمشق، وطلبه حتى اللحظة قُوبل بالرفض نظراً لتضارب المواقف في النادي المتأهل فما رأيكم؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن